أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : سوء تصرف الزوجة وسرعة غضبها وكيفية التعامل معها

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يا شيخ أكتب لك هذه الرسالة بعد أن صبرت وتعبت جداً من تصرفات زوجتي، هي إنسانة طيبة ولكن بها عيب شرعي كبير، حيث أنها سريعة الزعل والعصبية بشكل كبير جداً؛ إلى حد أنه لا يمر علينا حتى أسبوع بل أيام أقل دون أن تزعل أو تغضب من أمر، بل أتفه الأمور، وتضخم المواضيع، وتبقى زعلانة ولا تتكلم معي ولا تحاول حتى أن تحل المواضيع، بل أنها تذهب إلى النوم، والله يا شيخ إن الأمور التي تزعل منها وتغضب معظمها تافهة جداً.
كمثال/ غضبت من الخادمة يوماً لأنها كانت تضع كمية أقل من بودرة الحليب للطفلة من المكتوبة على التعليمات، أخذت تصرخ عليها، وعندما ذهبت الخادمة ظلت تصرخ وتصرخ، وكنت أقول لها بهدوء لا تصرخي يا بنت الحلال، والله يا شيخ زعلت مني!!
في موقف آخر كنت قد اتفقت مع أصدقائي على اللقاء، لأنها كانت ستذهب إلى السوق، وقد تأكدت من رغبتها في الذهاب للسوق واتفقت مع الأصدقاء، ولكن رجعت عن كلامها، فقلت لها معاتباً بأسلوب راقٍ جداً (يا فلانة تري الرجل لا يحب أن يقول كلمة ويرجع بها) والله إنها زعلت مني!
والكثير الكثير من المواقف الغريبة التي لا تستحق حتى التفكير بها، منذ ثلاث سنوات تقريباً يا شيخ لا يمر علي أسبوع أو حتى أيام أقل من دون أن تحزن أو تغضب ولا ترضى بهذه السهولة بل تتمسك بزعلها من دون أي اهتمام لمدة طويلة.
ومن الممكن أن الخطأ الذي كنت أقع به أنه في كل مرة تحزن أو تغضب لأي سبب سواء مني أو من خارج محيط الأسرة أذهب وأخفف عنها ولمدة طويلة جداً حتى ترضى، وأبقى أقدم لها النصائح، والغريب في الأمر أن في أغلب المرات التي أنصحها بها بدل أن تهدأ وتعرف أني أريد لها الخير تزعل مني! وللأسف لا أجد منها التقدير والاحترام بعد هذا كله، بل كثيراً ما يعلو صوتها أمامي لأي مشكلة لها مع أي إنسان.
والمصيبة الكبرى أنها ترفض تدخل أي شخص من العائلة أو حتى شيخ دين يعلمها الخطأ الذي تقع به، ويقدم لها النصح بأهمية الزوج وغضب الله تعالى على المرأة التي لا يهمها رضا زوجها، مما جعلني الفترة الأخيرة أصبح عصبياً جداً ولا أستطيع أن أتمالك أعصابي، بل أبدأ بالردود القاسية وأكاد في بعض الأحيان أن أمد يدي عليها!
يا شيخ بدأت حالتي النفسية تسوء، وأشعر بالضيق في البيت وخارجه من كثرة الهموم التي أعيش بها داخل الأسرة.
الله يجزاك خيراً يا شيخ أريد حلاً لموضوعي هذا لأني تعبت من كثرة الصبر عليها، ثلاث سنين الأغلبية من أيامها كانت هماً ونكداً بشكل كبير.

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محتار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك مرة أخرى في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن يصلح لك زوجك، وأن يعافيها من هذه الخصلة الذميمة، وأن يعينكما على التفاهم والحوار، وأن يوفقكما للحفاظ على أسرتكما من التشتت والضياع.

وبخصوص ما ورد برسالتك؛ فالذي يبدو لي أن زوجتك ضحية تربية غير سوية في طفولتها؛ لأن هذه الخصلة المزعجة يتوارثها الأبناء من الآباء - مع الأسف الشديد - فلقد ثبت علمياً وواقعياً أن الأطفال الذين ينشئون في أسرة صوت الوالدين فيها مرتفع دائماً، يكتسبون غالباً هذه الصفة وتصبح شيئاً عادياً جدّاً في حياتهم ولا يستطيعون التخلص منها بسهولة لصعوبة ذلك عليهم.

فزوجتك المسكينة ضحية هذه التربية الخاطئة، وهي في نفس الوقت لا تشعر بذلك، ولذلك لابد من شيء قوي يلفت نظرها، لذلك أقترح عليك أن تجرب هجرها إذا كنت قد أقمت عليها الحجة ونصحتها بالقدر الكافي.

أقول: جرب معها أسلوب الهجر والإهمال، وذلك كالتالي:

1) عدم استرضائها إذا غضبت مهما طالت المدة.

2) إعطاءها ظهرك عند النوم مع التوقف عن جماعها.

3) عدم التحدث معها مطلقاً إلا مجرد إلقاء السلام أو رده.

4) إهمالها نهائياً وكأنها غير موجودة.

5) عدم الأكل أو الشرب في المنزل خاصة من طبخها.

6) عدم معاتبتها أو الرد عليها مهما فعلت أو قالت أو هددت، فلا تحاول أن ترد عليها أو أن تتكلم معها، ولا أن ترفع صوتك عليها ولا تمد يدك عليها، ولا تحاول أن تتجاوب معها نهائياً، وإنما دعها تأكل نفسها بنفسها، وعما قريب وأنا واثق حتى وإن لم تأتِ بأحد من أهلها أو أحد من المشايخ سوف تنتهي هذه الظاهرة، وفي حالة الغضب لا تتكلم معها ولا تحاول حتى وإن طالت الفترة لا تحاول أن تصالحها، أتركها ولو ليوم أو يومين أو ثلاثة وأهملها تماماً، لا تنظر إليها ولا تتكلم معها، بل لك ألا تأكل من يدها أصلاً حتى تُشعرها بخطورة هذا الكلام، وأن تعطيها ظهرك في الفراش حتى تُشعرها بأنك لست راغباً فيها، ولا تتكلم معها إلا مجرد السلام فقط.

أنا واثق من أنه إذا سلكت معها هذا المسلك من عدم الاهتمام ومن هجرها في الفراش وعدم الكلام معها، بل وإن استطعت ألا تأكل في بيتك من طعامها ولا تشرب من شرابها، بل إن استطعت أن تترك لها البيت معظم الوقت بأن تكون خارج البيت فإن ذلك لعله أن يلفت انتباهها وأن يعيدها إلى رشدها وصوابها، فكلما صنعت طعاماً لا تأكل منه، وكلما صنعت شراباً لا تشرب منه، وإذا أويت إلى فراشك أعطها ظهرك وليس بينك وبينها إلا مجرد السلام فقط، لعل هذا أن يكون ملفتاً لنظرها ومنبهاً لها لخطئها، ولكن – كما ذكرت – لا تحاول أن تجتهد في إصلاحها أو في كسب رضاها أو في كسر حدة صراخها، وإنما دعها تفعل ما تفعل واسلك معها هذا التصرف السلبي.

وأتصور أنك لست في حاجة لأن تستقبل أحداً من أقاربها ولا أحداً من المشايخ، ولكن عليك بهذا النمط من السلوك السلبي، وهو ما يعرف شرعاً بالهجر، الهجر في البيت والهجر في الفراش، لا طعام ولا شراب ولا كلام ولا نوم ولا جماع، وإنما أعطها ظهرك ولا تتكلم معها ولا ترد عليها، حتى تشعر فعلاً بأنها أخطأت، ستتعصب ويرتفع صوتها ويكثر صراخها ولا تتجاوب معها ولا تصالحها ولا تحاول أن تصالحها أبداً، وإنما دعها لتدرك بنفسها مدى الخطأ الذي وقعت فيه، ومدى التصرف الذي تفعله، وأنا واثق من أنها سوف ترجع إليك وتسألك عن سبب هذا التغيير، فقل لها: (السبب إنما هو هذه التصرفات المزعجة، ولن أقبل بحال هذه الحياة بهذه الطريقة)

إن وفقك الله تبارك وتعالى لذلك واستطعت أن تحل المشكلة بعيداً عن تدخل الأهل أو بعض المشايخ فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وإذا لم يتم ذلك ولم تتجاوب ولم تتورع أو تتوقف عن هذه التصرفات ولم ينفع معها هذا، فاستقدم بعض أفراد العائلة دون اعتبار لها، أحضرهم إلى البيت واعرض عليهم المشكلة أمامها وقل لهم ما فعلته معك، وإذا لم يجدِ فاستقدم لها بعض الصالحين من المشايخ والعلماء، فإذا لم يجدِ ذلك فانظر في غيرها لعل الله أن يرزقك خيراً منها.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأسأله تبارك وتعالى أن يصلح لك زوجك، وأن يصرف عنكم كيد شياطين الإنس والجن.
هذا وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لاحظت أن زوجي يتابع حسابات لصور فاضحة.. ما الحل؟ 1305 الأربعاء 22-04-2020 02:45 صـ