أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : فقدان الثقة بالنفس عند وجود المنافس الأفضل

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

دكتور طارق! مرحباً بك.
أنا طالبة طب سنة خامسة والحمد لله، أعاني من ضغطٍ نفسي سببه هو أني لا أثق بنفسي كثيراً، صحيح أن ثقتي موجودة لكن سرعان ما تتلاشى بمجرد أن يتحدث معي أي زميل عن دراسته أنها جيدة أو أرى أحداً أفضل مني.
يا دكتور! أنا لا أريد أن يتحول هذا الهاجس إلى حقد أو حسد، أرشدني إلى طريقة أصبح بها سعيدة بما لدي، وبما وهبه لي ربي تعالى.
وأن أحب الخير لغيري كما أحبه لنفسي، ربي يجزيك كل خير.

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فنحن هنا نحييك من موقع إسلام ويب، ونرحب بك دائماً، ونحن لا يوجد لدينا الدكتور طارق، إلا إذا كنت تقصدين الأخ الدكتور طارق علي الحبيب -حفظه الله- فهو طبيب مشهور ومعروف في المملكة العربية السعودية، وله مساهمات ومؤلفات كبيرة، وربما أنه يشارك في مواقع أخرى.
لكن عموماً سوف ندلو بدلونا ونحاول أن نساعدك بقدر ما نستطيع، ولا مانع أبداً من أن تتواصلي معنا أو مع مواقع أخرى وبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.
أنا أعتقد أنه ليس لديك مشكلة أساسية، فالقلق النفسي كثيراً ما يظهر لدى بعض الناس خاصة من صغار السن في شكل ضغط نفسي وافتقاد الثقة بالذات والتردد، وأنا لا أعتقد أنه فيك شيء من الحقد أو الحسد، ربما يكون أمراً من الغيرة البسيطة التي أسأل الله تعالى أن تتحول إلى نوع من الغبطة.

أولاً: أنت عليك التذكر بهذه النعمة العظيمة التي أنعم الله بها عليك، وهي أنك طالبة في السنة الخامسة في كلية الطب، وأنت على مشارف التخرج، ولا شك أنك إن لم تكوني أهلاً لهذه الكلية ولهذا المستوى لما وصلت إلى ما أنت فيه.

ثانياً: عليك أن تديري حواراً داخلياً مع نفسك، وتذكري دائماً إنجازاتك، تذكري الأشياء الإيجابية والجميلة في حياتك، تذكري أن الكثير قد حُرم مما وصلت إليه، فلابد من إجراء هذا الحوار الذاتي الداخلي لتصلي إلى قناعات أنك الحمد لله قد وُفقت في الكثير من الأشياء، وأنا حقيقة حين يذكر البعض أني لا أثق في نفسي، أعتقد أن عدم الثقة في النفس من التركيز على المشاعر وتجاهل الأفعال، فالمشاعر السالبة تعطيك الشعور السلبي عن نفسك، ولكن حين تتذكري أفعالك وما تقومين به، هذا يجب أن يكون الدافع والوسيلة المقنعة من أجل أن تُنجزي وتؤدي، وهذا يجب أن يكسبك ما يسمى بالثقة في النفس.

كلمة الثقة في النفس هي كلمة هلامية جدّاً، وهي أمر نسبي جدّاً، ولا أعرف أن هنالك قياساً يسمى بقياس الثقة في النفس.

الثقة في النفس هو ما تفعله وما تقوم به وما تؤديه، الثقة في النفس هو أن تحس بالرضا عن نفسك وعن تواصلك وتوافقك مع الآخرين، وأعتقد أنه - إن شاء الله تعالى – لديك المقدرة على ذلك.

أنا أنصحك أيضاً بأن تستثمري وقتك، فإن إدارة الوقت بصورة جيدة تساعد الإنسان على رفع كفاءته النفسية، فوزعي وقتك ما بين الدراسة وما بين التواصل الاجتماعي المفيد، وما بين الراحة وممارسة الرياضة بما يناسب الفتاة المسلمة.

هذا كله يجعلك تنشغلين تماماً عن هذه الهواجس التي تأتيك.

أنا أقول لك أيضاً: إنه لا مانع مطلقاً من أن تتناولي أحد الأدوية البسيطة المضادة للقلق..أنا لا أقول لك إنك تعاني من مرض نفسي، ولكنها ظاهرة نفسية في شقها الأساسي القلق والمكون الرئيسي لها، وتناولك لعقار بسيط وسليم جدّاً مثل عقار فلوكستين Fluoxetine – والذي يسمى تجارياً باسم بروزاك Prozac وربما يرد تحت أسماء تجارية أخرى – سوف يكون في رأيي إضافة إيجابية جدّاً لصحتك النفسية، فابدئي في تناوله بجرعة كبسولة واحدة (عشرين مليجراماً) في اليوم، تناوليه لمدة أربعة أشهر، ثم خفضي الجرعة إلى كبسولة واحدة كل يومين لمدة شهر، ثم كبسولة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

الدواء من الأدوية السليمة والفعالة وهو ينتمي إلى مجموعة تسمى باسم (Ssri) وترجمتها هي (مثبطات إرجاع السيروتونين الانتقائية Selective serotonin reuptake inhibitors)، وهذه الدواء في الأصل يستعمل لعلاج الاكتئاب النفسي، وأنت لست مكتئبة ولكن الدواء وجد أيضاً أنه مفيد جدّاً لعلاج القلق والتوتر والهواجس والوساوس، كما أنه يحسن من دافعية الناس ومن تركيزهم.

الجرعة التي وصفناها لك هي جرعة صغيرة، وهي كبسولة واحدة في اليوم، علماً بأنه يمكن أن يتناول الإنسان حتى أربع كبسولات من هذا الدواء، ولكنك لست بحاجة إلى ذلك.

هنالك بعض الكتب الجيدة التي يمكن أن تتطلعي عليها، منها كتاب بعنوان (التعامل مع الذات)، وهو لمؤلفه الدكتور بشير صالح الرشيدي، وهنالك كتاب آخر مشهور جدّاً لمؤلف اسمه (كارنيجي) وهو مترجم، وهو بعنوان (دع القلق وابدأ الحياة)، وهنالك كتاب بعنوان (لا تحزن) للدكتور عائض القرني.

إذا كان لك متسع من الوقت لا مانع أبداً من أن تطلعي على هذه المؤلفات فإن شاء الله فيها خير كبير جدّاً.

أسأل الله لك العافية والشفاء، وبارك الله فيك، وأتمنى أيضاً أن تتاح لك الفرصة مع الأخ الدكتور طارق الحبيب إذا كنت تقصدينه، فمساهماته مشهود لها، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بما ذكرناه لك، ونشكرك على تواصلك مع موقعك إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن نسمع عنك أنك طبيبة متميزة وموفقة.
وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أشعر بضيق واختناق بسبب التفكير وتأنيب الضمير. 825 الثلاثاء 30-06-2020 03:57 صـ
حساسيتي الزائدة تضايقني .. أريد حلا 1688 الثلاثاء 12-05-2020 02:31 صـ
كيف أتغلب على الأوهام والتخيلات؟ 4419 الاثنين 13-04-2020 02:54 صـ
شخصيتي ضعيفة وأعاني من الكثير من الصفات السيئة .. ساعدوني 4081 الخميس 19-03-2020 04:32 صـ
لا أستطيع شم العطور والبخور والعود ونفسيتي متعبة.. ما الحل؟ 1187 الخميس 30-01-2020 03:42 صـ