أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : عدم القدرة على مخاطبة الناس كما كان الأمر في السابق

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سأسرد لكم مشكلتي!
عمري 18 عاماً، إلى ما قبل بداية الصف السادس أو منتصفه وأنا كنت من أوائل المنطقة والمدارس، وكنت أتمتع بقدرة على مخاطبة الناس وقراءة الدروس بشكل رائع والإجابة والمشاركة والمحاورة بشكل شيق جداً.

ومنذ بداية منتصف السادس الابتدائي لا أدري ما السبب؟ أصبحت لا أستطيع المشاركة والقراءة والمحاورة لأنني أخاف جداً فأصبح صوتي يرتجف ويتقطع وقلبي يكاد يتوقف من شدة الارتباك وأنا أرتعش.

ولم أعد قادرة حتى على الحديث مع المعلمات لأنني أخاف جداً، ومنذ أن أشعر أن هناك سؤالاً قد يتوجه إلي أو طلب القراءة أو ما شابه ذلك فإن قلبي يزيد نبضه إلى أن أشعر أنه سيتوقف وأعصابي تشتد جداً وأشعر بالدوار فقد كنت أتهرب من كل شيء.

وكانوا يسألونني ما السبب ولا أدري الإجابة! ومضت السنون وأنهينا الابتدائية والإعدادية والثانوية على هذا المنوال حتى الآن، لدرجة لا أستطيع دخول مسابقات قرآنية أو أي مسابقات حوارية لأنني أحرج من هذه الظاهرة.

ولكنني الآن قد دخلت الجامعة وأنا على نفس الحال، وكل خوفي من المستقبل لأني بإذن الله سأصبح معلمة وأنا لا أستطيع المحاورة والمناقشة، فماذا أفعل بارك الله فيكم؟ وعندي الآن منحة القرآن للجامعة ومرعوبة جداً، فما العمل؟

أفيدوني جزاكم الله الفردوس الأعلى.

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ همس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن الوصف الذي ورد في رسالتك يشير على أنك تعانين من حالة بسيطة إن شاء الله، تسمى بالخوف أو الرهاب أو الخجل الاجتماعي، والحالة بدأت معك كما ذكرت حينما كنت في الصف السادس، ولا شك أن هذه المرحلة مرحلة تغيرات فسيولوجية وبيولوجية ونفسية للفتيات، وهناك أيضاً من عدم الاستقرار النفسي، وقد تحدث لبعض الفتيات مخاوف من أنواع مختلفة أو قلق أو وساوس، ويعرف أن الخوف الاجتماعي يصيب الكثير من الأشخاص المتميزين في دراستهم وفي أخلاقهم وفي سلوكهم، وعلى العموم هي حالة بسيطة بالرغم مما تسببه من مضايقة وإزعاج لصاحبها.

الرهاب والخوف الاجتماعي يعالج بأن تتفهمي طبيعة حالتك، هذا ما نسميه بالاستبصار عن الحالة، الحالة تسمى بالرهاب أو الخوف الاجتماعي، وهي حالة مكتسبة، وهي نوع من القلق النفسي وليس أكثر من ذلك، هي ليست دليلاً أبداً على ضعف شخصيتك أو قلة في إيمانك، وليست دليلاً أبداً على وجود مرض نفسي رئيسي أو مرض عقلي..فأرجو أن تتفهمي ذلك جيداً لأن ذلك أمراً مفيداً.

الحالة كذلك هي حالة مكتسبة، أي أنك لم تُولدي بهذه الحالة، وما دامت مكتسبة ومتعلمة فيمكن أن يتم إزالتها وفقدها عن طريق ما يمكن أن نسميه بالتعليم المعاكس.

ثانياً: هنالك حقيقة هامة جدّاً، وهي أن الأعراض الفسيولوجية من تلعثم وتسارع في ضربات القلب هي موجودة، ولكن الإنسان يحس بها بصورة مبالغة جدّاً، أي يحسها بحجم أكبر من حجمها، وهذا يسبب الفزع والخوف أكثر.

ثالثاً: أنا أؤكد لك أن الآخرين لا يقومون بمراقبتك أبداً، وأن أداءك بصورة عامة جيد وممتاز، لكن المخاوف هي التي تهز ثقتك في نفسك، فأرجو أن تتفهمي ذلك.

رابعاً: أهم سبل العلاج هي المواجهة، والإنسان حينما يواجه المخاوف يؤدي إن شاء الله إلى قهرها وإلى القضاء عليها، ولكن التجنب – وهو من أخطر الأشياء في الرهاب الاجتماعي – يؤدي إلى مزيد من الانزواء وإلى مزيد من التجنب، فأنا أنصحك حقيقة أن تكثري من تواصلك الاجتماعي، ابدئي بمن تألفين من البنات والصديقات، وكوني دائماً صاحبة حضور، كوني متحدثة، انظري إلى الناس في وجوههم حين تتكلمين، اجعلي لنفسك ذخيرة من المعلومات والمعرفة التي من خلالها تستطيعين التواصل مع الآخرين، هذا مهم جدّاً، وبعد ذلك حاولي التوسيع من دائرة اتصالك ومعارفك.

من المهم جدّاً أن تكون لك نشاطات اجتماعية، مثل الأنشطة الاجتماعية التي تكون لدى الطالبات، كأن تكون هنالك جمعيات شبابية خاصة بالفتيات مثل جمعيات القرآن، الجمعيات الثقافية، الجمعيات التي تعمل في الخير والبر والإحسان، هذه تطور المهارات الاجتماعية جدّاً، كما أنها إن شاء الله تؤدي إلى إزالة الخوف والرهاب الاجتماعي.

هنالك أيضاً نوع من العلاج السلوكي المعرفي الذي يقوم على ما نسميه الحوار الداخلي، من خلال هذا العلاج تستطيعين أن تخاطبي نفسك داخلياً وتقولي: (ما الذي يجعلني أخاف؟ أنا لست بأقل من الآخرين، أنا كنت متميزة وسوف أظل متميزة، وها أنا الآن أدرس الحمد لله في الجامعة، ولا أحد يراقبني، هذه مجرد مشاعر مبالغ فيها، وأنا لن أقلق أبداً) هذا مهم جدّاً.

الجزء الأخير في العلاج وهو إن شاء الله علاج ممتاز وهام جدّاً وهو العلاج الدوائي، وبفضل الله تعالى توجد الآن أدوية ممتازة وفعالة وجيدة جدّاً، وسوف أصف لك أحد أفضل هذه الأدوية والذي يعرف علمياً باسم (باروكستين Paroxetine) ويعرف تجارياً باسم (زيروكسات Seroxat)، أرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة عشرة مليجرامات (نصف حبة) حيث إن الحبة تحتوي على عشرين مليجراماً، تناولي نصفها يومياً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى حبة كاملة – أي عشرين مليجراماً – واستمري على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، وهذه ليست مدة طويلة، وبعد انقضاء الستة أشهر خفضي جرعة الدواء إلى نصف حبة يومياً لمدة شهر، ثم نصف حبة يوماً بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

قسمنا الجرعة إلى جرعة بداية ثم جرعة علاج ثم جرعة وقاية وتوقف تدريجي، نحن وصفنا لك الجرعة العلاجية كحبة واحدة يومياً، وهذه الجرعة صغيرة جدّاً حيث إن هذا الدواء يمكن تناوله حتى أربع حبات في اليوم، ولكن لا أعتقد أنك في حاجة لجرعة كبيرة.

الدواء دواء سليم، غير إدماني، كما أنه لا يؤثر أبداً على الأعضاء الرئيسية لدى الإنسان، ولا يؤثر على الهرمونات النسوية ولا على الدورة الشهرية بأي حال من الأحوال.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكر لك تواصلك معنا في إسلام ويب.


أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أتخلص من الخجل والخوف عند لقاء أشخاص غرباء؟ 1680 الاثنين 10-08-2020 05:26 صـ
لدي خوف وصعوبة عند الحديث مع الناس.. أريد حلا 1253 الأحد 09-08-2020 02:09 صـ
أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي، ما الحل؟ 2338 الخميس 23-07-2020 06:16 صـ
كيف أتخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي؟ 1666 الأربعاء 22-07-2020 04:28 صـ
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ 3565 الأحد 19-07-2020 09:33 مـ