أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سهام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذه الرعشة الغريبة والتي ذكرت أنك تشعرين بها أثناء النوم، يتطلب الأمر حقيقة المزيد من التوضيح، فإذا كنت أنت تشعرين برعشة وأنت في النوم ويأتيك أيضاً شعور بأنك ستسقطين في حفرة أو غير ذلك، فهذا لا شك أنه جزء من أحلام وليس أكثر من ذلك؛ لأنك في حالة من النوم، والأحلام تأتي في مراحل النوم المختلفة، خاصة في المرحلة الثانية، وبالطبع أنت تكونين في حالة افتقاد للوعي ولست في حالة يقظة، هنا تكون العملية كلها جزءاً من الحلم وليس أكثر من ذلك.

أما إذا كانت الرعشة تحدث حركة في أعضائك ويلاحظها أهل البيت مثلاً الذين حولك، فهنا أيضاً التفسير أمر آخر وليس في حلم في هذه الحالة، إنما ربما يكون ناتجاً من اضطراب في كهرباء الدماغ مثلاً.

فإذا كانت الحالة هي الحالة الأولى وهي حالة شعورك بالرعشة كمجرد شعور وكذلك الشعور بالسقوط في الحفرة فهذا حلم، وهذا - أيتها الفاضلة الكريمة - ربما يكون دليلاً على وجود قلق أو أنك لا تنامين نوماً صحياً، بمعنى أنك تتناولين وجبة العشاء مثلاً في وقت متأخر أو قد تكونين لست حريصة على أذكار النوم، أو أنك قبل النوم تكوني في حالة من النشاط والانفعال الذهني والجسدي، هذا كله يؤدي إلى مثل هذه الأحلام، وفي مثل هذه الحالة أنصحك فقط بأن تتجنبي النوم في أثناء النهار، وأن تثبتي وقت النوم ليلاً، أي أن يكون في مواعيد معينة ثابتة، وأن يكون الجو حولك مهيأ وهادئا، وأن تكوني أنت نفسك في حالة من الراحة والاسترخاء الذهني قبل النوم، ويمكنك أن تقرئي مواضيع بسيطة قبل النوم ولو صفحتين من القرآن مثلاً.

حاولي أن تأخذي نفساً عميقاً وبطيئاً قبل النوم، كرري هذا عدة مرات، وكوني حريصة جدّاً على أذكار النوم، وكما ذكرت لك يجب أن لا تتناولي أي أطعمة في وقت متأخر من الليل.

هذا في رأيي سوف يكون علاجاً كافياً جدّاً لمثل هذه الحالة، وإذا ظلت الحالة معك ومتكررة هنا يمكنك تناول دواء بسيط مضاد للقلق مثل عقار يعرف تجارياً وعلمياً باسم (موتيفال Motival)، والجرعة المطلوبة هي حبة واحدة ليلاً لمدة شهرين، وليس أكثر من ذلك.

أما إذا كانت هذه الرعشة تشاهد بواسطة الآخرين وأنت نائمة مثلاً فهنا أقول لك: من الضروري جدّاً أن تقومي بمقابلة طبيب الأعصاب حتى يقوم بإجراء تخطيط للدماغ للتأكد من أنه لا توجد أي اضطرابات في كهرباء الدماغ.

أسأل الله لك العافية والشفاء، ونشكرك كثيراً على التواصل مع إسلام ويب.