أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فإن هذه الأعراض التي ذكرتها في رسالتك والتي تعاني منها تشير إلى أنك تعاني مما يسمى بالاكتئاب القلقي، وهو نوع من الاكتئاب النفسي، تكون له مكوناته النفسية ومكوناته العضوية، والتي يمكن أن تسمى نفسوجسدية، كما ذكر لك الطبيب، والقلق في كثير من الحالات يكون مصاحباً للاكتئاب، وهذا واضح جدّاً من الوصف الذي ذكرته في رسالتك.

أنا أعتقد أنه لديك أصلاً شيء من الاستعداد والميول والقابلية لأن تعاني من اكتئاب وقلق، وبعد ذلك أتت ظروف الوالدة المرضية وشغلتك كثيراً، وهذا إن شاء الله نوع من البر بها، وأسأل الله تعالى أن يتقبل منك.

هذا جعلك تعيش هذه الحالة القلقية والاكتئابية مما جعلك تحس بهذه الآلام الشديدة والمتفرقة وعدم النوم بصورة سوية، وأصبحت كثير الانشغال والتفكير، ونقص الوزن لديك، هذه كلها أيها الفاضل الكريم دليل على وجو الاكتئاب، وقد تحسنت الحمد لله ولكن عاودتك الأعراض مرة أخرى.

أرجو ألا تكون حساساً حول ما يذكره لك الناس، فالناس لها أحكامها ولها تقييمها للآخرين، ولكن ليس من الضروري أن تكون هذه الأحكام أو هذا التقييم صحيحاً، والناس حينما يكون ليس لها موضوع معين تتكلم فيه فلابد أن تطرق هذه المواضيع.

ثق في نفسك واسأل الله أن يعافيك، ولا داعي حقيقة أن تتردد على الأطباء كثيراً، أنت في حاجة حقيقة لعلاج نفسي بسيط، ومحتاج لدواء يساعدك إن شاء الله في التغلب على هذه الأعراض القلقية والاكتئابية، والدواء الذي أنصح به في مثل حالتك يعرف تجارياً باسم (زولفت Zoloft)، ويسمى أيضاً تجارياً باسم (لسترال Lustral)، ويسمى علمياً باسم (سيرترالين Sertraline)، وهو الحمد لله متوفر في الصيدليات في دولة قطر.

أرجو أن تتناوله بجرعة خمسين مليجراماً (حبة واحدة) ليلاً بعد الأكل، هذه الجرعة يجب أن تستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفض الجرعة بعد ذلك يوم بعد يوم لمدة شهرين، ثم يمكن أن تتوقف عن الدواء.

وهنالك علاج إضافي آخر يسمى تجارياً باسم (دوجماتيل Dogmatil) ويعرف علمياً باسم (سلبرايد Sulipride)، سيكون أيضاً مفيداً ومدعماً للسيرترالين.

أرجو أن تتناوله بجرعة خمسين مليجراماً (كبسولة واحدة) لمدة أربعة أشهر، ثم يمكنك التوقف عن تناوله.

هذه الأدوية جيدة وفعالة وسليمة وغير إدمانية.

نصيحتي لك أيضاً هي أن تكون إيجابياً في توجهاتك وفي تفكيرك، إيجابياً في كل شيء، لا تجعل السلبية تسيطر عليك، لابد أن تكون لك إنجازات، لابد أنه لديك مميزات وإيجابيات، لابد أنه لديك آمال في الحياة، هذه يجب أن تكون هي المحرك للفكر الإيجابي، وحاول أن تتغاضى عن الفكر السلبي ولا تركز عليه.

بقي أن أقول لك إن ممارسة الرياضة مهمة جدّاً، الرياضة تقضي على الأعراض النفسوجسدية، خاصة الآلام العضلية والرعشة وكذلك الشعور بالإجهاد النفسي والجسدي.

هناك دراسات كثيرة جدّاً وهي دراسات معتبرة ومحترمة تشير إلى الدور الفعال الذي يمكن أن تلعبه الرياضة إذا استمر عليها الإنسان، فكن حريصاً على ذلك.

أرجو أيضاً أن توسع من تواصلك وشبكتك الاجتماعية، ابن صداقات فاعلة، صاحب الطيبين والخيرين والصالحين، واتخذهم قدوة، وهذه المساندة تساعد الإنسان كثيراً.

واصل عنايتك بوالدتك، فبرك لها إن شاء الله يفتح لك باباً من أبواب الجنة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، وشفاك الله، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، وبالله التوفيق والسداد.