أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : إمكانية إصابة الإنسان بعدة صور من القلق في مراحل حياته

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أول مرض نفسي عرض لي عندما كنت طفلاً في الـ 10 من العمر، فجأة وأنا نائم استيقظت من النوم وكأن أحداً يخنقني وأبكي وأتنفس بصعوبة، وشبح الموت يلاحقني، واستمر عدة سنوات إلى أن شفاني الله بدون علاج، وبعد عدة سنوات ابتليت بمرض نفسي آخر عندما دخلت الجامعة بسبب الغربة واشتياقي الشديد لوالدتي، وهو أني كنت أشعر وكأنني أحلم وغير متوازن، وحرارة دائمة في كل رأسي، واستمر أيضاً عدة سنوات إلى أن هداني الله للتقوى فشفيت منه.

ثم الآن مرض الخوف والرهاب والقلق، وأنا الآن متابع مع العلاج - والحمد لله - شفيت 80% .

سؤالي ما تفسيركم لهذه الحالة؟ وبماذا تنصحوني؟

وجزاكم الله كل خير.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن هنالك ثلاث محطات أساسية في حياتك فيما يخص الأعراض المرضية، وهي أنك عندما كان عمرك عشر سنوات حدثت لك هذه الحالة التي وصفتها وبدقة ووضوح، وهي تدل أنك قد أصبت بحالة من الهرع والرهاب القلقي.

والمحطة الثانية هي أيضاً إصابتك بهذه الأعراض النفسوجسدية، وهي مؤشر على وجود القلق النفسي، ثم بعد ذلك ما حدث لك الآن من خوف ورهاب وقلق.

أقول لك أخي الكريم: هذه النوبات الثلاث التي حدثت لك هي دليل على أنك تعاني من شيء واحد وهو القلق النفسي، والقلق النفسي يعرف أنه يمكن أن يتشكل ويتبدل، فقد يكون قلقاً واضحاً، وقد يكون توتراً، وقد يأتي في شكل مخاوف، وقد يأتي في شكل وساوس، وقد يكون هناك تقلب في المزاج، وكلها تأتي تحت المسمى القلق النفسي وليس أكثر من ذلك.

لا يعرف بالدقة أسباب القلق، ولكن هنالك نظريات تقول أن بعض الأشخاص لديهم شيء من القابلية للقلق، أي أن التكوين الغريزي والنفسي لديهم يجعلهم أكثر تهيؤاً لهذا القلق وهذا التوتر، وبعد ذلك قد تأتي عوامل مرسبة كضغوطات الحياة وعدم القدرة على التواؤم مع بعض الظروف، فإذن تفاعل وتضافر ميزات الشخصية ومكوناتها الأساسية وسماتها قد تتفاعل مع الظروف الحياتية كما ذكرت وتخرج لنا هذا النموذج من القلق النفسي.

وهذه الحالات تعتبر بسيطة والحمد لله، ونقول أن التحسن - إن شاء الله - يأتي تلقائياً وذلك بمرور الأيام والزمن، فالإنسان يأتيه النضوج النفسي، تتبدل الطاقات النفسية السالبة إلى طاقات نفسية إيجابية، فعليك أن تكون متفائلاً، أن تكون متماسكاً، وعليك بالتقوى، وعليك بالدعاء، وعليك باختيار الرفقة والقدوة الصالحة الطيبة، وعليك أن تكون فاعلاً في عملك، وتواصلك الاجتماعي، هذه آليات ممتازة جدًّا لعلاج كل أمراض القلق والرهاب وكذلك عسر المزاج.

استمر على العلاج الذي وصفه لك الطبيب، ونسبة ثمانين بالمائة عالية جدًّا من التحسن، نسأل الله تعالى أن يكملها لك مائة بالمائة، وأود أن أضيف أيضاً بأهمية ممارسة الرياضة وتمارين الاسترخاء، هذه كلها إضافات علاجية مهمة جدًّا.

أتمنى أن نكون قد أفدناك بما هو مطلوب، ونسأل الله لك العافية والشفاء، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

لمزيد من الفائدة يمكنك الاطلاع على هذه الاستشارات عن منهج السنة النبوية في علاج الأمراض النفسية (272641 - 265121 - 267206 - 265003)

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أتخلص من الأرق ومجموعة أعراض باطنية؟ 855 الأحد 16-08-2020 06:13 صـ
أنا منهارة تماما، وأحتاج لدواء نفسي! 893 الأحد 16-08-2020 04:09 صـ
تشوش الأفكار والقلق ما علاجها؟ 760 الأحد 16-08-2020 01:42 صـ
أعاني من القلق ولا أدري ما سببه؟ وكيف يمكن علاجه؟ 630 الأحد 16-08-2020 02:32 صـ
أريد علاجا للقلق والتوتر لا يسبب زيادة الوزن. 1558 الثلاثاء 11-08-2020 05:25 صـ