أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : استفسار حول دوائي (السيمبالتا) و(البروزاك)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
كنت قد سألتكم عن أثر البروزاك على مرضى الجلوكوما الخلقية، وقد تفضلتم علي بالجواب الكافي والوافي، ولكني عندما ذهبت للصيدلية لشراء الدواء نصحني الصيدلاني بمراجعة طبيب نفسي قبل شراء الدواء والبدء باستخدامه.
وبالفعل تم ذلك، ولكن الطبيب وصف لي دواء آخر اسمه سيمبالتا 60 ملجم، والآن أستخدمه منذ شهرين بمعدل حبة واحدة يومياً مساء، وقد شعرت بتحسن ملحوظ ولله الحمد، والفضل في ذلك لله عز وجل أولاً وآخراً وقراءة القرآن والالتزام بالصلاة ثم للدواء، ولكني لا أشعر بأني قد تعافيت تماماً، فهل يؤثر سيمبالتا على الجلوكوما؟ وهل أزيد الجرعة إلى حبتين في اليوم؟ وهل لهذا العلاج تأثير مباشر على الجنس أو غير مباشر؟
علماً بأني لا أستطيع التحقق من ذلك نظراً لمروري بمشاكل عائلية خاصة، وأخشى أن يكون هذا الدواء إدماني، ومتى أستطيع أن أتوقف عنه تماما؟ وهل التوقف يكون توقفاً كاملاً أم جزئياً على مراحل؟
وجزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو فيصل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن التوجيه الذي قام به الصيدلاني وأنه نصحك بمراجعة الطبيب النفسي هذا لا بأس فيه أبداً، فالضوابط الموضوعة على الأدوية وصرف الأدوية خاصة إذا كان الإنسان الذي يريد أن يستعمل هذا الدواء يعاني من علة معينة مثل حالتك فيما ذكرته من موضوع الجلوكوما Glaucoma، فهذا جعل الصيدلي يكون أكثر حذراً، ورأى أنه من الأفضل أن تذهب إلى جهة الاختصاص، والدواء الذي وصفه لك الطبيب وهو السيمبالتا Cymbalta أقول لك أنه عقار ممتاز وفعال ولحسن الحظ هذا العقار تنتجه نفس شركة ليلي التي تقوم بإنتاج عقار البروزاك Prozac.
الاختلاف الوحيد بين البروزاك وبين السيمبالتا هو أن الأول يعمل فقط على مادة السيروتونين Serotonin، أما السيمبالتا فهو يقوم بالتأثير على الناقل العصبي النورأدرنيل وذلك بجانب تأثيره أيضاً على السيروتونين، وهنالك اعتقاد أن السيمبالتا ربما يكون أكثر فعالية من البروزاك، وهو يوازي تقريباً عقار إفكسر Efexor.
وقد أنعم الله عليك بالتحسن الكبير وأنت أخذت بالأسباب بتناول الدواء وقراءتك للقرآن والتزامك بالصلاة، فلا شك أنها أيضاً من أسباب الشفاء بإذن الله، وما دمت أنت في تحسن وتحسن ملحوظ فإن شاء الله سوف يأتي التعافي التام والكامل، فاجعل عزيمتك هي عزيمة التحسن واجعل ثقتك في نفسك قوية، وتأكد تماماً أن الإنسان حين تزداد فعاليته سوف يزداد تحسنه، والعكس صحيح تماماً أيضاً حين يزداد التحسن يزداد أيضاً الفعالية وهكذا.
فأرجو أن تستمر على هذا المنوال من حرصك على عباداتك وتناولك للدواء بصورة صحيحة ومنتظمة، وأؤكد لك أن السيمبالتا عقار ممتاز ومتميز وهو لا يؤثر أبداً على ضغط العين، وهذا يعني أنه لن يؤثر على الجلوكوما، ومن المفضل أن تظل تحت مراقبة طبيب العيون.
أرجو أن لا يكون كلامي هذا يُفهم على أنني أخفي عنك حقيقة حول الأثر الجانبي للسيمبالتا على ضغط العين، وأؤكد لك تماماً أنه لا يؤثر ولا يرفع ضغط العين، ولكن دائماً المتابعات الطبية هي الأصول المفروض اتباعها في الطب الحديث والطب الموثق.
وجرعة ستين مليجراماً هي جرعة كافية وجرعة صحيحة، ولا أعتقد أنك في حاجة لرفع الدواء إلى حبتين، نعم أنا أعرف أن بعض الدراسات أشارت أن للرجعة يمكن أن تكون حتى فوق المائة وعشرين مليجراماً في اليوم، ولكن معظم الدراسات الأخرى تشير إلى أن الستين مليجراماً هي جرعة كافية.
والمؤشرات تقول أن تأثير السيمبالتا على الجنس هو بنفس التأثير الذي قد يحدث من البروزاك أو الأدوية الأخرى، ونعرف أن البروزاك ربما يؤثر على أربعة بالمائة من الرجال تأثيراً جنسياً سلبياً مؤقتاً وبسيطاً، وهنالك عامل نفسي كبير جدّاً في هذا الموضوع، فالإنسان إذا وسوس حول أدائه الجنسي وأعتقد أن الدواء قد أضر به هذا ربما يؤثر سلباً.
فإن شاء الله أنت لست واحداً من الأربعة بالمائة، وهذه نسبة قليلة، وأنا أؤكد لك أنني أعرف من تحسن أداؤه الجنسي مع السيمبالتا ومع البروزاك والأدوية المشابهة، ويتميز السيمبالتا أنه يساعد في علاج الآلام الجسدية التي قد تكون مصاحبة للتوتر والاكتئاب والوساوس والمخاوف.
أرجو ألا تؤثر الصعوبات العائلية التي ذكرتها على حياتك وعلى تواصلك وعلى معاشرتك الزوجية، فحاول أن تكون إيجابياً في تفكيرك، وحاول أن تستفيد من هذا التحسن الذي طرأ على حالتك من أجل المزيد من الانطلاقة الإيجابية.
أؤكد لك تأكيداً قاطعاً أن السيمبالتا ليس من الأدوية الإدمانية، وليس من الأدوية التي تؤدي إلى التعود مطلقاً، والتوقف عن الدواء يفضل أن يكون بالتدريج، وعليك أن تستمر على الجرعة العلاجية هذه لمدة ستة أشهر على الأقل.
هذه هي أقل مدة مطلوبة، وبعد ذلك يمكن أن تستعمل ثلاثين مليجراماً لمدة شهرين، ثم ثلاثين مليجراماً يوم بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
هذا هو الأفضل، وبالطبع أنصحك حين تتوقف عن الدواء ضرورة مواصلة التمارين السلوكية والاستمرار في تطوير المهارات الاجتماعية والتفكير الإيجابي.
وختاماً: نشكرك على تواصلك مع موقعك إسلام ويب.
وبالله التوفيق.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
ما هي أدوية نوبات الهلع والخوف الآمنة وغير الإدمانية؟ | 8850 | الأربعاء 12-08-2020 03:54 صـ |
كيف أنقص جرعة ليكزونسيا (برازيبام) دون أن أصاب بأعراض الانسحاب؟ | 1116 | الأحد 09-08-2020 02:25 صـ |
هل يوجد دواء داعم للأفكسور أفضل من السبرالكس؟ | 2413 | الثلاثاء 28-07-2020 05:15 صـ |
هل هناك ضرر من الزولفت على الحمل والجنين؟ | 2159 | الأحد 26-07-2020 06:05 صـ |
هل هذه الأدوية تعالج ثنائي القطبية؟ | 1835 | الأحد 19-07-2020 03:22 صـ |