أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : إقامة علاقات غير شرعية مع النساء من قبل الزوج وكيفية التعامل مع ذلك

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف يجب أن أتعـامل مع زوجي بعد علمي أنـه يقيم علاقـات جنسيـة مع غيري رغم أنني لا أحرمـه من حقوقـه معي وأقوم بكل واجبـاتي ولا أعصي لـه أمراً؟
ثم إنـه لا ينفق علي ولا على ابني.

مدة قراءة الإجابة : 10 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله - العلي الأعلى - بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصلح لك زوجك، وأن يغفر له وأن يتوب عليه، وأن يهديه صراطه المستقيم، وأن يجنبنا وإياك وإياه وسائر المسلمين الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن. كما نسأله تبارك وتعالى أن يثبتك على الحق، وأن يعينك على فعل ما يرضيه، وأن يحفظك بما يحفظ به عباده الصالحين.

وبخصوص ما ورد برسالتك من أنك قد علمتِ أن زوجك يقيم علاقات جنسية مع غيرك، فأنا أحب أن أقول لك أن مثل هذا الكلام ليس سهلاً ولا هيناً؛ لأن الإنسان عندما يقول في إنسان مثل هذا الكلام لابد أن يكون مستوثقاً بنسبة مائة بالمائة؛ لأن هذا من القذف الأعظم الذي حرمه الله تعالى، والادعاء على إنسان أنه يرتكب جريمة الزنا ليس بالأمر الهين، وخاصة إذا كان الرجل متزوجاً؛ لأن هذا الأمر قد يحل لك أن تطلبي الطلاق منه، وأن ترفعي عليه دعوى، وأن يؤدي ذلك إلى القضاء على الحياة الزوجية نهائياً، ولذلك أتمنى أولاً أن تستوثقي من هذا الكلام.

فإذا كنت على يقين بنسبة مائة بالمائة فمن الممكن أن تفتحي الأمر معه وأن تتكلمي معه بقوة، وأن تبيني له أنك على علم وتذكرين له بعض الوقائع التي تُثبت صدق دعواك وكلامك؛ لأن هذه العلاقات - مع الأسف الشديد – لا تقتصر عليه وحده، وإنما قد يقع في معصية مع امرأة تحمل أمراضاً من الأمراض الجنسية الخطيرة فتنتقل إليك، خاصة وأن مرضاً كمرض الإيدز المعروف بنقص المناعة المكتسبة ينتقل بنسبة عالية جدّاً من خلال الممارسات الجنسية المحرمة، فقد يقع في الفاحشة مع امرأة ممن أُصبن بمثل هذا المرض فينتقل المرض إليك، وكما لا يخفى عليك بأن هذا مرض مدمر لا علاج له إلى الآن كما لا يخفى عليك ولا على أحد من الناس، فإذن لابد أن تستوثقي من ذلك.

ثانياً: أن جريمة الزنا جريمة لا ينبغي أن يُسكت عليها بحال، وإنما ينبغي أن تقومي بعمل ثورة كبيرة عليه حتى يتوقف عن هذه العلاقات المحرمة، ولكن كل ذلك كما ذكرت بشرط أن تكوني متأكدة فعلاً أنه يمارس الجنس ممارسة حقيقية مع غيره، فهو رجل زانٍ ساقط من عين الله تعالى لا قيمة له ولا وزن، وشخصٌ غير سوي؛ لأنه يفعل ما يُغضب الله تعالى خاصة وأن تحته زوجة لا تحرمه شيئاً من حقوقه وتقوم بكل واجباته ولا تعصي له أمراً.
إذن ما عذره وما ذنبه؟ إذا كان الرجل لم يكتف بك في الحلال فمن حقه أن يتزوج ثانية وثالثة ورابعة، أما أن يقترف الحرام مع وجود امرأة لا ترد له طلباً وتقوم بكل واجباته، فهذا أمر يجعل الجُرم أعظم وأخطر وأشد، والزنى كله حرام سواء كان الإنسان متزوجاً أو غير متزوج، إلا أن الرجل المتزوج الذي تحته امرأة لا تخالف له أمراً ولا تحرمه من شيء يصبح إثمه أعظم وذنبه أكبر؛ لأنه ماذا سيقول لله تبارك وتعالى؟!
فأنا أتمنى أولاً أن تتأكدي من صدق كلامك، وهذه مسألة في غاية الأهمية.

ثالثاً: إذا كان الكلام غير صحيح، فمعنى ذلك أنها قد تكون مجرد علاقات كلامية أو طلعات كما يحدث أحياناً أو مكالمات بالهاتف أو بغيره من وسائل التواصل، وهذا أيضاً من الممكن القضاء عليها بشيء من التفاهم، بأن تعقدي معه جلسة مصارحة ومصالحة، وأن تبيني له أنك على علم بأنه يتكلم مع غيرك، وأن هذا الكلام لا ينبغي به ولا يليق، إلى غير ذلك من الكلام، وانظري ماذا سيقول لك، وأنا واثق أن أي إنسان مهما كان جرمه ومهما كان فساده لن يستطيع أن يكابر ولا أن يقول إني أفعل، وإنما قد يعدل بأن يتوقف عن ذلك، وبذلك تبدئين معه صفحة جديدة على أن تذكريه بالله تعالى، وبين الحين والآخر تتابعين معه، وتعلمين أنه في مشكلة يحتاج إلى من يساعده، فلا تقفي ضده ولا تشعريه بأنك حرباً عليه أو جاسوسا عليه، وإنما قولي له أنا أريد أن أساعدك للخروج من هذه المحنة، ولعبور هذه الأزمة وستعبر على خير ما دمت صادق النية بإذن الله تعالى.
وانظري في نفسك إذا كان لديك أدنى تقصير فحاولي أن تجتهدي في القضاء عليه، حتى لا تتركي له عذراً ولا تتركي للشيطان مدخلاً؛ لأن بعض الأزواج أحياناً قد تُشغل امرأته عنه بأي شغل من الشواغل كأن تُشغل بعملها أو تُشغل بأهلها أو تُشغل بأولاده، فيترتب عليه أن تنساه أو أن يشعر هو بأنه أصبح في الدرجة الثانية بعد أن كان في الدرجة الأولى، مما يدفعه إلى أن يبحث عن من يفضي إليها بأسراره ويظهر له مكنون حبه وعشقه، إلى غير ذلك من الأمور التي عادة ما تؤدي إلى مثل هذا الانحراف، فلابد أن تكوني على قدر عالٍ من الاهتمام به ومن فراشه وبنفسك أنت شخصياً، وبطعامه وبشرابه ومنامه، حتى لا تتركي له عذراً ولا تتركي للشيطان باباً يتسرب منه إلى قلبه ويزين له ويقدم له الحجج على أن ما يفعله صواب لأنه إنسان قد أهملته زوجته ولا تفكر فيه ولا تهتم به.

فأنا أرجو أن تبذلي أقصى ما لديك من الاهتمام به، وأن تجتهدي في إسعاده وإرضائه وإعطائه حقه الشرعي، حتى لا يكون ذلك سلاحاً يُستخدم ضدك ويزينه له الشيطان لعنه الله.
هذا في حالة إذا كنت على يقين من أنه يقيم علاقات سواء كانت من النوع الأول أو النوع الثاني. أما إذا كانت مجرد وشايات فأنا أرى ألا تستجيبي لها، وأن تواصلي رحلتك، وعليك بالدعاء وتذكيره ما بين الحين والآخر بطاعة الله، ولا مانع أن تقومي بدعوته لحضور بعض الفعاليات الإسلامية أو المحاضرات الدينية التي تقام الآن في معظم الجوامع الكبيرة في دولة قطر، أو أن يُشارك مثلاً في أي مشروع خيري، حتى يتم القضاء على وقت الفراغ الذي لديه، وبذلك نضمن -إن شاء الله تعالى- أنه بدأ يضع قدمه على الطريق الصحيح وبدأ يخرج من عالم الغفلة وعالم التيه إلى عالم الانتباه وعالم الاستفادة وعالم النفع والتميز، فإن التميز الحقيقي أن يكون الإنسان على علاقة حسنة مع الله تعالى، وبالتالي على علاقة حسنة مع خلق الله، ولن يتيسر له ذلك إلا باستقامته على منهج الله.
كونه أيضاً لا ينفق عليك ولا على ابنك، هذا أمر آخر، فهذا أمر قد تحملته، ولعلك لا مانع لديك منه، شريطة أن يكون وفيّاً وأن يظل نقيّاً وأن يكون عفيفاً فاضلاً؛ لأن هذه مسألة جزئية بالمقارنة بالقضية الكبرى التي طرحتها أولاً، فأنا أرجو -بارك الله فيك- أن تتبيني هذا الأمر بدقة حتى لا تقذفي زوجك بهذه التهم العظيمة الخطيرة، فإن تأكدت وتيقن لك فعلاً أنه يفعل ذلك فلابد أن تثوري في وجهه وأن تبيني له أنك لن تقبلي هذه الحياة أبداً بأي صورة من الصور لأن هذا حرام وأنني لست على استعداد أن أقبل علاقة محرمة مع أي أحد كائناً من كان، وتخبريه بأنك قد تخبرين أهله وتخبرين أهلك أو أي جهة أخرى -إذا استمر في ذلك- حتى ترعبيه، وتخوفيه لعله يرتدع ويرجع عن هذه المعصية.
إذا كان مجرد كلام كما ذكرت وليس هناك علاقات جنسية حميمة كاملة فمن الممكن بالحوار والتفاهم في داخل الأسرة أن يتم القضاء على ذلك -بإذن الله تعالى- وإذا ما عجزتما فاطلبا الاستعانة بشخص يتوسط بينكما في حل هذه المشكلة، وأنا واثق - بإذن الله تعالى – من أنه بحسن نيتك، وبحسن عرضك وبأدبك وأخلاقك وتواضعك، وعدم ثورتك في وجهه، وعدم معاملته معاملة قاسية، سوف تستطيعين أن تنتشليه من هذه البرك الآثمة وتلك المياه العفنة وهذه المستنقعات القذرة، ليصبح إنساناً نقياً فاضلاً بعد ذلك - بإذن الله تعالى - .

واعلمي أنه في حاجة ماسة إليك، وأنه لن يستطيع أن ينقذه إلا أنت، فاتقي الله تبارك وتعالى فيه، وساعديه بأقصى ما تستطيعين، وعليك بالدعاء له، والإلحاح على الله أن يعافيه الله تبارك وتعالى من تلك المعاصي، وأن يجنبه الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وأن يجمع بينكما دائماً على خير، وأبشري بفرج من الله قريب، فإن النبي عليه الصلاة والسلام أنزل الله عليه قوله: ((أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ))[البقرة:186]، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يرد القضاء إلا الدعاء)، ويقول أيضاً: (إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء، فإنه لا يهلك مع الدعاء أحد)، ويقول أيضاً: (واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً)، فعليك بالصبر وعليك بالاجتهاد في الدعاء وأبشري بفرج من قريب.
هذا وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أتعامل مع زوجي وعشقه لامرأة أخرى؟ 4405 الأربعاء 13-05-2020 03:47 صـ
الخيانة الزوجية كيف تتم معالجتها؟ 2941 الثلاثاء 28-04-2020 09:23 مـ
تعبت من خيانات زوجي، ماذا أفعل؟ 10464 الخميس 21-11-2019 03:19 صـ
أرجو منكم النصح لأمي لكي تحسن معاملة والدي. 3052 الخميس 14-03-2019 06:16 صـ