أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بسام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإذا كنت تقصد الجمع بين المرأة وأختها فذلك لا يجوز شرعاً، ولا أظن ذلك خافٍ على أمثالك، وإذا كنت تفكر في طلاقها والزواج من أختها فنحن لا ننصحك بذلك، ولن يكون فيه مصلحة، بل هو سبب لقطع الأرحام، وإن كان المقترح من أختها فذكرها بالله واكتم الخبر عن زوجتك مهما كانت الأحوال، وإذا كنت تقصد اتهام تلك الأخت بأنها أحدثت بينكما هذا النفور فذلك أمر أرجو أن لا يحصل؛ لأن العلم به قد يكون فيه صعوبة، ولا مانع من أن يطلب الإنسان الرقية الشرعية، خاصة إذا تأكد من عدم وجود أسباب مادية ملموسة.

ولكنني أدعوك إلى أن تفكر معنا في أسباب ذلك النفور، فربما كنت سبباً في ذلك، فهل حصل تغيير في حياتك أو في طريقة تعاملك في السنوات الأخيرة؟ وهل حصل لزوجتك موقف مؤلم أو مرض؟ وهل تعرضت لأزمات في عملك؟ وهل حققت نجاحات كبرى في عملك ودفعتك إلى بعض الإهمال لأسرتك؟ وهل أشبعت في زوجتك الحاجة المتعلقة بالاستماع لآمالها وآلامها؟ وهل أصبحت من النوع الذي يدخل المنزل لأجل الفراش فقط؟ وربما كانت الأسباب منها.

وفي هذه الحالة أرجو أن تنبهها إلى خطورة ما يحصل منها، فإن (المرأة إذا هجرت فراش زوجها لعنتها الملائكة حتى تصبح)، وفي رواية: (كان الذي في السماء غاضباً عليها)، مع ضرورة أن يقدر الأزواج الأحوال التي تعتري المرأة.

وننصح أخواتنا بأن يحسن الاعتذار في حال العجز عن القيام بالوظيفة الخاصة بالفراش، فإن حسن الاعتذار يطيِّب الخاطر ويرضي الزوج النافر.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بدراسة الموضوع بصورة شاملة وسوف نكون سعداء إذا عرفنا أسباب رفض المرأة للفراش، فإن معرفة السبب تزيل العجب، وتساعدنا في إصلاح الخلل والعطب، وحتى تصلنا منك توضيحات أرجو أن تصلح ما بينك وبين الله، كما أرجو أن تغير طريقتك في التعامل، وتذكر أن الوصية كانت للرجل لأنه الأعقل والأفضل، فاستخدم ما أولاك الله بما يرضي الله.
والله ولي التوفيق.