أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الخوف من عدم النوم في أي يوم من الأيام

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجو أن تجدوا حلاً لحالتي أو على الأقل إعطائي الأمل بالشفاء، أنا إنسانة طموحة جداً وأحلم بأن أصبح مشهورة يوماً ما، ولكني أعاني من عدة مشاكل نفسية ولم أجد العلاج الجذري لها.

مشكلتي الأولى هي أن لدي قلق شديد جداً من عدم النوم، أي أني أخاف أن يأتي يوم ولا أستطيع النوم فيه، فكلما يحين موعد نومي أجد صعوبة بالنوم وأخشى من أن لا أنام، فأهدئ نفسي من الداخل وأقول: كما مر الأمس سيمر اليوم وسأنام، ولكني أشعر أني أسخر من نفسي بهذا الكلام، فكلما يحين موعد نومي أعاني وأتعذب، وهذا الأمر ليس مؤقتاً أو مرضاً بسيطاً، لكنه نوم، أي أني كل يوم أتعذب، ومضى الآن قرابة 3 سنوات على هذا ولا أعلم ما السبب! ولكني سأخبرك بشيء لا أعلم إن كان هو السبب أم لا؟

أتذكر أني عندما كنت صغيرة ربما بالمتوسط أتذكر أني سمعت أن من لا ينام 3 أيام متواصلة أنه سيجن حتماً، أتذكر أن أخي قال هذا الكلام حتى أنه قاله بطريقة مخيفة نوعاً ما، وأيضاً صديقتي قالت لي أنها سمعت أن شخصاً توفي لأنه لم ينم.

والآن أنا أرجوك أن تجد لي حلاً لمشكلتي، إنها أعظم مما تتوقع، والله لو وجدت حلاً سأدعي لك في وتري.

أما مشكلتي الثانية فهي لم أسمع عنها قط ولا أعلم، ربما يكون هذا مرض لم يسمع عنه الأطباء من قبل!

أذكر ميلاد مشكلتي جيداً أنها حالة اكتئاب قاتلة دائماً ما تأتيني وهي لا تأتيني فجأة هكذا، ولكن عندما أفكر بأمور مثلاً عندما أفكر في هذه الدنيا وبؤسها، إن هذا الأمر كان معي منذ أن كنت بالصف الخامس، أذكر عندما تأتيني هذه الحالة وأكون جالسة مثلاً، أقف، أي أني أتحرك لأوقف تفكيري ربما..! أما الآن فإني بعض الأحيان تأتيني فيكون معي مثلاً كأس فأكسره رغماً عني أو أصرخ بصوت عالٍ جداً، ووقتها لا يهمني شيء ولا أشعر بما أعمل، إني قلقة جداً من هذه الحالة ولا أعلم ما هي وأخشى في يوم أن تزداد فأموت.

أرجوك أن تساعدني وأن تشعر بمعاناتي النفسية، ولن أنساك من الدعاء، ثم إني أطلب ممن يقرأ رسالتي هذه أن يدعو لي بالشفاء العاجل.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرجو أن أؤكد لك أن حالة الخوف من أنك لن تنامي يوماً من الأيام أو أن النوم لن يأتيك هي حالة من حالات القلق التي أخذت الطابع الوسواسي.

والحالة الثانية أيضاً وهي الحالة الاكتئابية البسيطة التي تنتابك أيضاً تحمل الطابع الوسواسي، لأنك تكثرين التعمق في التفكير حول الدنيا وحول البؤس وغير ذلك..

إذن أنت في الأصل لديك القابلية للقلق وهذا النوع من القلق يعرف بـ(قلق الوساوس)..

بالنسبة للمزاج الاكتئابي؛ فهذا كثيراً ما يكون مرتبطاً أحياناً بالحالة النفسية، وكثيراً ما يكون مرتبطاً بحالات القلق والوساوس، ولكن حقيقة لا أريد أن أسميه اكتئاباً حقيقياً، بل هو مجرد عسر بسيط في المزاج منشؤه القلق كما ذكرت، فأنت الحمد لله لازلت صغيرة في السن، وأمامك مستقبل طيب وأنت لست في عمر الاكتئاب.

بالنسبة لحالة المخاوف حول النوم - أو الوساوس حول النوم – أرجو أن تحقري هذه الفكرة وأن تسعي لتحقيرها وعدم الاهتمام بها بكل الوسائل، فأنا أعرف أنها فكرة سخيفة وأنها فكرة متسلطة عليك، ولكن حتى الفكر المتسلط يمكن للإنسان أن يلفظه ويرفضه، وذلك بإجراء حوار داخلي منطقي يعزز فكرة أن النوم هو أمر فطري وأمر غريزي وأمر طبيعي وهو مثل الأكل والشرب، وهنالك مسارات بيولوجية وكيميائية ومراكز في المخ خصنا الله تعالى بها من أجل أن يأتينا هذا النوم.. هذه هي الحقيقة العلمية التي يجب أن تركزي عليها وتجعلينها في داخل تفكيرك؛ لأن ذلك سوف يساعدك كثيراً.

أنا أتفق معك أن ما سمعته مِن أن مَن لا ينام لمدة ثلاثة أيام سوف يجن أو أن من لا ينام سوف يموت، فأعتقد أن هذه هي الشرارة الأولى التي غرست هذه الأفكار لديك؛ لأنه في الأصل لديك الاستعداد للقلق وللوساوس.

بالطبع النوم حاجة بيولوجية وهو حاجة ضرورية وأنت الحمد لله ليس هنالك ما يمنعك من النوم أبداً، فأنت في ريعان شبابك، ويعرف أن الشباب هو مرحلة النوم الجيدة جدّاً، ومن أجل تحسين صحتك النومية وإزالة هذه الوساوس عليك أن تمارسي بعض الرياضة – أي رياضة - تكون متيسرة للفتاة المسلمة سوف تساعدك، وحاولي أيضاً أن تثبتي وقت نومك، وحاولي أن تكوني حريصة جدّاً على أذكار النوم، ولا تتناولي الميقظات والمنبهات مثل الشاي والقهوة بعد الساعة السادسة مساء.

هذه مجرد أمور تساعد أيضاً في إزالة هذه الفكرة - بإذن الله تعالى -.

يأتي بعد ذلك العلاج الدوائي فإنه سوف يحسن مزاجك وسوف يزيل هذه الوساوس تماماً، ومن هذا العلاج الدوائي هنالك عقار يعرف باسم فافرين وهو من أفضل الأدوية لعلاج مثل هذا النوع من القلق، أرجو أن تتناوليه بجرعة خمسين مليجراماً ليلاً بعد الأكل لمدة شهر، ثم بعد ذلك ترفعي الجرعة إلى مائة مليجرام ليلاً وتستمري عليها لمدة ستة أشهر. وهذه الجرعة صغيرة نسبياً ولكنها كافية بالنسبة لك؛ لأن الفافرين يمكن تناوله حتى ثلاثمائة مليجرام في اليوم، ولكن لا أعتقد أنك في حاجة لذلك مطلقاً.

تناولي إذن الفافرين مائة مليجرام ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك خفضي الجرعة إلى خمسين مليجراماً ليلاً لمدة شهرين، ثم توقفي عن تناوله.

هذا الدواء من الأدوية السليمة جدّاً وهو لا يسبب أي نوع من الإدمان، ويعرف أنه فعال جدّاً لعالج قلق الوساوس كما أنه محسن للمزاج.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

ولمزيد من الفائدة يمكنك الاطلاع على الاستشارات التالية حول آداب النوم: ( 277975 )، وعلاج الاكتئاب سلوكياً : ( 237889 - 241190 - 257425 - 262031 - 265121 ).

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
تشوش الأفكار والقلق ما علاجها؟ 774 الأحد 16-08-2020 01:42 صـ
أعاني من القلق ولا أدري ما سببه؟ وكيف يمكن علاجه؟ 635 الأحد 16-08-2020 02:32 صـ
أريد علاجا للقلق والتوتر لا يسبب زيادة الوزن. 1563 الثلاثاء 11-08-2020 05:25 صـ
هل ما أعاني منه قولون عصبي أم مرض آخر؟ 9862 الأحد 16-08-2020 01:24 صـ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3859 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ