أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : محادثة خطيبي للفتيات وحكمه من جهة الشرع

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم.
خطبت لشخص حسبت أنه ملتزم، وأنا والحمد لله ملتزمة بصلاتي وحجابي، لكن بعد فترة اكتشفت أنه يتعامل مع الشات مع بنات منحرفات وبالفاحشة، فأعلمته بالأمر، فقال لي: أنت تتجسسين علي! وإنني مخطئة وإنه ليس بحرام، وبما أنني أنت التي أريدك وأحبك وسأتزوجك لماذا تتعبين نفسك في الأمور التافهة؟ وهو بالفعل يحبني ويخاف ويغار علي كثيراً.
وهو يصلي وحنون وهو إلى حد الآن يفعل هذا الأمر، وأنا بصراحة يقلقني كثيراً ما يفعله من الناحية الشرعية، ومن ناحية أنني أغار عليه كثيراً وأخاف عليه من عقاب الله.
فأرجوكم أفيدوني ليطمئن قلبي.

مدة قراءة الإجابة : 7 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Fatma حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا تواصلك معنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن يثبتك على الحق وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يصلح لك خطيبك، وأن يعينه على أن يكون عبداً صالحاً مستقيماً، وأن يجمع بينكما على خير، إنه جواد كريم.
بخصوص ما ورد برسالتك فإنه لأمر مزعج حقاً فعلاً أن تشعر المرأة أن زوجها ينظر إلى شيء لا يرضي الله تعالى أو يقيم علاقة لا ترضي الله عز وجل؛ لأن المرأة حياتها مع زوجها تقوم على الأمانة وعلى الشفافية والصدق وعلى تقوى الله تبارك وتعالى.

ونحن في الحقيقة لم نفهم المقصود بالخطبة بينكما؟ هل تم العقد وكتب الكتاب أم لا؟ لأن الخطبة ما هي إلا مجرد وعد بالزواج لا تبيح التوسع في العلاقة والحديث مع الخاطب لأنه ما يزال أجنبيا ويمكن أن يترك خطيبته في أي وقت بعد أن تكون قد تعلقت به فتحدث المشاكل، ولكننا سنتحدث بناء على أن الخطبة هنا معناها كتب الكتاب وحصول العقد الشرعي بحيث لا يبقى سوى حفل الزواج.
ولذلك أقول لك: أتمنى أن تسأليه هذا السؤال: ما رأيك لو أني أنا التي أدخل هذه المواقع؟ هل تقبل هذا الأمر أم لا؟ فإذا كان يقول إني أقبل بذلك فهو ليس برجل طبيعي؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لن يدخل -وفي رواية: لا يدخل- الجنة ديوث. قيل: وما الديوث يا رسول الله؟ قال: الذي لا يغار على عرضه – أو الذي يرى المنكر في أهله ولا ينكره)؛ لأنه لا يُعقل أن يكون الرجل ومازال خطيباً لك أن يكون صاحب هذه المعاصي، يدخل على الشات ويتعامل مع بنات منحرفات وبالفاحشة، معنى ذلك أنه ليس عفيفاً وأنه حقيقة يعاني من ضعف في الإيمان أو جهلٍ بالدين، ولذلك يخلط ما بين الطاعة والمعصية، والخلط بين الطاعة والمعصية خطره عظيم؛ لأن المعصية لها شؤم والطاعة لها نور، فإذا كانت هذه المعاصي بهذه الصفة فقطعاً ستجعل الحياة غير مستقرة؛ لأنه سيتعود هذه المعاصي ويتعود هذه المنكرات ولن يقنع بك بعد ذلك.
ولذلك أقول لك -أختي الكريمة فاطمة- أتمنى أن تكون لك معه وقفة وأن تقولي له: يا عبد الله هذا الأمر لا يجوز ولا يرضي الله تعالى، إما أن تترك هذا الأمر من أجل الله عز وجل من الآن أو تجعل ما بيني وبينك قد انتهى.

كونه يحبك كثيراً ويغار عليك ويقول لا تشغلي نفسك بهذه الأمور، هذا - أختي الكريمة – إقرار له على المعصية وأنت إذا أقررته على المعصية فقد أعنته وأصبحت شريكة له في هذه المعصية، فما دمت قد علمت ذلك فينبغي أن تكون لك وقفة تنقذينه بها من النار، ولكن برفق وأدب وحكمة ولين وتواضع، ليس بصيغة أمرٍ - بارك الله فيك – أو نهي لأن الرجل عادة لا يقبل ذلك حتى وإن كان فاسقاً، وإنما قولي له: إن خوفي عليك وحبي لك هما اللذان دفعاني إلى أن أقف معك هذه الوقفة، فإني أخاف عليك من عذاب الله وأخشى عليك عقاب الله وأخاف ألا يبارك الله لنا بسبب هذه المعاصي، ولذلك لابد أن نتوب إلى الله تعالى، أترك هذه المعاصي واعلم أن الله سيبارك لك في الحلال واعلم أن من ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه.

أتمنى أن تقفي معه وبقوة، وذكريه بالله تعالى، ولا مانع أن يسأل أهل العلم هل هذا يجوز أو لا يجوز؛ لأن هذه العلاقات - أختي الكريمة – سوف تُلقي بظلالها على حياتكما مستقبلاً، ولعله لا يستطيع أن يُقلع عن الدخول إلى تلك المواقع المحرمة ولعله يصبح مدمناً لهذه المعاصي وبذلك لن يرى خيراً لا في الدنيا ولا في الآخرة.

فأنتما الآن لازلتما في مرحلة الخطبة فأرى أن يكون لك موقف ولو تركته لأجل الله لن تخسري شيئاً، ولكن بيني له أنك تفعلين ذلك ليس بدافع الغيرة كامرأة تغار على زوجها وإنما الغيرة على شرع الله تعالى؛ لأن الله تبارك وتعالى يغار أن يرتكب عبده ما حرم الله، وأن هذه العلاقات مع البنات والفواحش لا ترضي الله تعالى ولا تليق بعبد صالح أن يفعلها.

حاولي أن تقفي معه بقوة، وأظهري له غضبك من هذه التصرفات، ولا مانع أن تقاطعيه فترة من الزمن من أجل الله تعالى لعل الله تبارك وتعالى أن يحيي قلبه وأن يعود إلى رشده وصوابه.

اجتهدي في الدعاء له أن يصلحه الله، فعليك بالدعوة والدعاء معاً، لأنهما حقيقة ضروريان لبعضهما البعض، لا يجوز الدعاء بدون دعوة، ودعوة بغير دعاء لا تنفع، ولكن لابد من الاثنين معاً.

عليك بتذكيره ونصحه، وعليك بالدعاء له في جوف الليل وفي أثناء السجود وفي أدبار الصلوات المكتوبات وكل وقت يظن أن فيه ساعة إجابة، توجهي إلى الله بالدعاء له أن يصلحه الله وأن يغفر له وأن يتوب عليه، وأن يرزقه الهدى والتقى والعفاف والغنى، وأن يجمع بينكما على خير. واعلمي - أختي الكريمة – أنه لا يرد القضاء إلا الدعاء، واعلمي – حفظك الله – أن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم وأنه لا يهلك مع الدعاء أحد، فنسأل الله تبارك وتعالى أن يصلح أحوالكم وأن ييسر أموركم وأن يغفر لكم وأن يتوب عليكم وأن يجعلك عوناً لزوجك على طاعة الله وأن يجعل توبته على يديك، إنه جواد كريم.
والله ولي التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
هل الارتياح بعد النظرة الشرعية بشارة خير؟ 2198 الأربعاء 12-08-2020 02:47 صـ
محتارة هل أقبل الخطبة من ابن خالتي أم لا؟ 1912 الأربعاء 29-07-2020 02:08 صـ
تقدم لي شاب أقصر مني وأنا مترددة.. هل أقبله؟ 1264 الثلاثاء 30-06-2020 02:05 صـ
رفضت الخاطب لأني لم أرض دينه، ولكني ندمت! 2261 الثلاثاء 09-06-2020 09:09 مـ
خطبني شاب ميسور ولكني لم أتقبله وأهلي يجبرونني عليه 1197 الثلاثاء 16-06-2020 05:51 صـ