أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : إرشادات في التعامل مع عودة أعراض الرهاب حال الاستمرار في العلاج

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بعد ردكم الكريم على استشارتي رقم: (268779) قبل حوالي 6 أشهر، قمت بالأخذ بنصيحتكم والرجوع لأخذ دواء الزولفت بمعدل حبة واحدة 50 ملغ يومياً، وقد تحسنت الأمور بحمد الله، وأنا مواظب على أخذ الدواء يومياً.

ولكن منذ حوالي أسبوعين بدأت تعود الأعراض المزعجة مرة أخرى بالرغم من أنه لم يحصل أي تغيير يذكر على حياتي، إلا أنني بدأت ألاحظ عودة الخوف من المواقف الاجتماعية والاكتئاب غير المبرر.

وفي الحقيقة فأنا لا أستطيع أن أفهم هذا التذبذب لحالتي، ففي المرة السابقة سارت الأمور بشكل جيد، وأيضاً منذ حوالي ستة أشهر وبعد التوقف عن أخذ الدواء عادت الأمور إلى سابق حالها، وأما الآن وبعد ستة أشهر أيضاً هناك تراجع مع أنني مستمر على الدواء.

فما تفسيركم لحالتي؟ وهل الدواء يسبب التعود ويجب التوقف عنه لفترة والعودة له أم يجب علي زيادة الجرعة؟ وهل يوجد حل نهائي لحالتي؟ وهل يتوجب علي الاعتماد على الدواء طيلة حياتي؟

وشكراً.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامر حمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فبالنسبة لمدة العلاج بصفة عامة حين نتحدث عن ستة أشهر هي المدة التي ذكرت في البحوث أن معظم الناس -يمكن أن نقول: 60 إلى 70% من الناس- قد تكون هي مدة كافية بالنسبة لهم، وهنالك بعض الإخوة والأخوات الذين يحتاجون لمدة طويلة، وأنا أعرف من يتناول هذه الأدوية لمدة سنوات، ويعيشون بفضل الله تعالى حياة طيبة جداً.

والتفسير حقيقةً: لماذا يعاني البعض ولماذا ينتكس البعض؟ هي أسباب متفاوتة، وأهم ما في هذه الأسباب هو أن هنالك بعض الناس لديهم الاستعداد، يمكن أن نقول: الفطري أو البايلوجي أو المتعلق بشخصياتهم، لديهم هذا الاستعداد لأن تحدث لهم هذه الأعراض، والتي لا أحب أن أسميها انتكاسات، إنما هي في الأصل أعراض لم تنقطع عنهم الانقطاع التام.

أخي! بالنسبة لحالتك، أولاً: أؤكد لك أن اللسترال هو دواء سليم، ودواء جيد جداً.

ثانياً: إن الجرعة التي تتناولها أنت وهي 50 مليجراماً تعتبر جرعة بسيطة جداً.

أخي الكريم! أؤكد لك أنه لم يحدث لك أي نوع من الإدمان، ولم يحدث لك أي نوع من التعود، ولكن هذه الأعراض أصبحت تنتابك مرة أخرى، هذا دليل على أنه لديك بعض الاستعداد لهذا العسر في المزاج أو الاكتئاب، وأنا حين أقول ذلك لك أخي لا أريدك أبداً أن تصاب بحالة من المشاعر السلبية بأن هذا مرض مزمن وأنه لن ينقطع أبداً، فهذا ليس صحيح، وهذه الحالات يمكن أن تنقطع وتختفي في أي لحظة، وقد شاهدنا ذلك، هنالك حتى من استجاب لعلاجات بسيطة وهنالك من ذهبت عنه هذه الحالات حتى دون علاج، وهنالك من اختفت لديه أعراض ولكن بعض فترة ظهرت لديه أعراض أخرى.
إذن أخي! الذي أقوله لك أن هذا التذبذب في حالتك يدل على أنك لديك بعض الاستعداد لهذا التغير في حالتك النفسية، وأرجو أن تقبل ذلك، إن شاء الله هو ليس ضعفاً في شخصيتك، وليس قلة في إيمانك مطلقاً، وهذه الأدوية في نظري هي نعمة من نعم الله علينا، وفي الماضي لم تكن توجد علاجات بهذه الفعالية وهذه السلامة.

أخي! هنالك أيضاً نظرية تقول: إن الموصلات العصبية لدى الإنسان ربما يحصل لها نوع من المقاومة البسيطة لجرعة الدواء، هذا دون أن يكون الشخص قد تعود على الدواء، هذه أيضاً نظرية جائزة وموجودة، وهذا بالطبع يدفعنا لأن ننصح بزيادة الجرعة في بعض الحالات.

لذا أقول لك أخي الكريم: ارفع اللسترال إلى حبتين في اليوم، وإن شاء الله سوف يؤدي هذا إلى تحسّن في حالتك بإذن الله تعالى، واستمر على هذه الجرعة لمدة شهرين بعدها بعد أن يحدث التحسن بإذن الله تعالى، وارجع إلى اللسترال حبة واحدة في اليوم، ولا مانع أخي الكريم من أن تتناول هذه الجرعة -أي: حبة واحدة- لمدة أطول، يمكن أن نقول: مدة عام، أو سنة ونصف، هذا ليس أبداً مشكلة، وكما ذكرت لك أنا أعرف من يتناول هذه الأدوية لمدة سنوات دون أي صعوبة.

لا أقول لك: إنك تحتاج للدواء طيلة الحياة، فالإنسان يتغير والظروف حوله تتغير، لكن ما دام الإنسان هو في حاجة للدواء -وكما ذكرت لك الدواء هو نعمة- فلا مانع أن يتناوله مهما طالت المدة، وإن كان ذلك قد يعني حاجته لتناول الدواء لمدة سنوات، وهناك الآن نظريات تشير أن الاكتئاب والتوترات والقلق هي مثل الأمراض العضوية الأخرى، مثل السكر على سبيل المثال قد يحتاج صاحبه لتناول الدواء لفترة طويلة؛ لأن الأسس البايولوجية والكيميائية لهذه الحالات قد أصبحت الآن واضحة وجلية، ولكن نقول: التغير البايولوجي أو الكيمائي يحدث للأشخاص الذين لديهم استعداد لهذه الحالات.

أخي! لا أريدك مطلقاً أن تحس بالإخفاق أو بالخذلان أو شيء من هذا القبيل، أنت الحمد لله بخير، وعليك أن تكون متفائلاً، وعليك أن تكون إيجابياً، وتعيش حياتك بصورة طبيعية، وتناول حبة واحدة أو حبتين في اليوم من دواء لن ينقصك شيئاً أبداً، هذا هو الذي أود أن أذكره لك، وبارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
ما هي أدوية نوبات الهلع والخوف الآمنة وغير الإدمانية؟ 8736 الأربعاء 12-08-2020 03:54 صـ
هل الإندرال يفيد في علاج القلق الاجتماعي أم الخفقان؟ 2350 الاثنين 27-07-2020 05:31 صـ
كيف يتم استخدام دواء الرهاب والاكتئاب.. وكيف يتم إيقافة؟ 3527 الاثنين 27-07-2020 04:17 صـ
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ 3564 الأحد 19-07-2020 09:33 مـ
هل يمكنني استبدال دواء زولفت بالباروكسات أم ماذا أفعل؟ 1443 الاثنين 20-07-2020 03:16 صـ