أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو مريم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الوصف السابق يتماشى مع التشخيص المسمى بالدمامل الناكسة، وسبب الدمامل هو المكورات العنقودية، وهي جراثيم تعيش إن توفر لها الوسط المناسب.

ويساعد في إزمانها وعدم استجابتها للعلاج عوامل عديدة منها: الداء السكري ونقص المناعة وسوء الحالة الصحية العامة وما يتعلق بها من بعيد أو قريب، وكذلك عدم النظافة - أي عدم الاستحمام وعدم التغيير الدوري للملابس، ومما يساعد عليها أيضاً البدانة ولدغ الحشرات المتكرر والذي يؤدي حكه العنيف إلى جرحه ثم تقيحه، وكذلك الألبسة الضيقة والنايلون، ولا ننسى أن الحمل هو من الحالات المؤقتة التي تزيد فيها القابلية للدمامل.

ومن المهم جداً معرفة أن عصر هذه الدمامل يؤدي إلى تخريب الغلاف أو الحصار الذي يضربه الجسم حول البؤرة الإنتانية، وعصر الدمامل يؤدي إلى انتشارها ونكسها، وأعتقد أن هذا هو السبب في استمرار الدمامل، كما يظن البعض - وهو اعتقاد خاطئ وضار - أن التخلص من محتويات الدمل بعصره فيه الخلاص من الدمل، ولكنه في الحقيقة فيه التهيئة لعودته وانتشاره وانتقاله لمواضع أخرى بعيدة أو قريبة من الموضع الأصلي للدمل.

ويجب التأكيد على أن النظافة وأخذ المضادات الحيوية الموضعية والفموية وعدم عصر الدمامل ونفي الأسباب الأخرى للدمامل كفيل بالتخلص منها خلال مدة لا تزيد عن أسبوعين، ولكن يفضل إجراء زرع جرثومي وأخذ المضاد الحيوي المناسب حسب ما تظهره نتيجة المزرعة، وهذا أيضاً عامل مساعد في التخلص منها، وأما إن كانت المزرعة سلبية - أي لا يوجد جراثيم - فعندها يجب مراجعة طبيب الأمراض الجلدية لوضع التشخيص الصحيح، فغالباً ما يكون هناك أمراض تشبه الدمامل وهي ليست بالدمامل.

والله الموفق.