أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : الأدوية النفسية الجدية تتميز بقلة الآثار الجانبية
السلام عليكم.
سؤالي الأول حول ما سبق من استشارتي، إلا أن الدكتور دانيال أمين يرى أن زولوفت هو اختياره الأول، نسيت أن أقول لك فقط أن مقصده كما أشار في كتابه هو أنه متوسط في كثير من الأشياء، بمعنى أنه مثلاً: من ناحية الآثار الانسحابية هو أخف من بعض الأدوية، ومن ناحية تأثيره على المخاوف والوساوس والقلق والاكتئاب هو فعال جداً، ومن الناحية الجنسية هو مقبول جداً، وإن كان له تأثير، ومن ناحية الوزن الثابت تقريباً أن زولوفت بنفسه لا يزيد الوزن، بل من خلال الشهية فقط، كذلك لا يسبب نعاساً ولا استرخاء ظاهراً، ويتم تناوله كجرعة واحدة غالباً، ومن مزاياه أن أكثر الناس وأغلبهم يستفيد من جرعة 50 ملغ، وهذا ثابت، والدراسات الأخيرة تؤكد جدواه الفاعلة في علاج الرهاب والمخاوف باقتدار جداً، بينما لو رأينا الزيروكسات فله آثار انسحابية قوية جداً ثابتة، وله تأثير على الوزن والنعاس والاسترخاء، والبروزاك فعال للاكتئاب والوساوس، لكن ليس فعالاً جداً للرهاب والمخاوف، والفافرين فعال لنفس الأعراض، لكن لا يقارن بفاعلية زولوفت والسبراليكس ربما يكون أقرب منتج دوائي ربما يكون مع زولفت الاختيار الأول للأطباء، فما تعليقك؟
ثانياً: هل حينما أتناول جرعة 75 ملغ من زولوفت من خلال كسر الحبة يكون تصرفاً سليماً؟ حيث أن هذه الجرعة تماماً التي أفادتني جداً في الفترة الأخيرة، ولا تأثير على الناحية الجنسية، كما أنها فيما يبدو جرعة متوسطة ومعقولة وعلاجية، وفي المنتديات الطبية الأجنبية هي جرعة مطروحة بقوة.
جزاكم ربي الجنة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلا خلاف أبداً بيننا في هذا الموضوع، وكما ذكرت لك سابقاً أدوية الاكتئاب جميعاً تقاس فعاليتها على الدواء القديم جدّاً وهو (تفرانيل) وكذلك (التربتزول)، ولا يوجد أي إثبات يوضح أن هذه الأدوية أكثر فعالية من الأدوية القديمة، فربما تكون هنالك دارسات قليلة أشارت أن (الإيفكسر) ربما يتفوق قليلاً في علاج بعض حالات الاكتئاب، ولكن بالطبع الأدوية الجديدة مثل (الزولفت، والبروزاك، والفافرين، والسبراليكس، والزيروكسات... وغيرها) تتميز بأنها قليلة الآثار الجانبية، وإن كان لها مشاكل أخرى لا تسببها الأدوية القديمة، ومن مشاكلها بالطبع موضوع زيادة الوزن وكذلك الصعوبات الجنسية.
أنا لا أختلف أبداً في أن (الزولفت) علاج جيد وممتاز، ولكن لا أستطيع أن أقول أنه دائماً هو اختياري الأول، هو اختياري الأول في بعض الحالات، والشيء الآخر نحن يجب أن نتفق أن لكل إنسان البناء الكيميائي الداخلي بالنسبة له، والذي يعتمد على الجينات الوراثية، وهذا الآن هو العامل الرئيسي الذي يحدد استجابة الناس لدواء معين من غيره، والتجربة دائماً هي خير برهان، فنحن كثيراً ما نبدأ بدواء نعتقد أنه هو الدواء الأنفع والأنجع والأفعل، وقد لا يستجيب الإنسان لهذا الدواء ثم نغيره إلى دواء ربما يكون أقل في فعاليته من نواحٍ كثيرة ويستفيد منه الإنسان.
إذن الأمر هو أمر نسبي ويتفاوت وحسب الحالة وتشخيصها، ولكن أتفق معك تماماً أن (الزولفت) يتميز بأنه يغطي كل الاضطرابات الوجدانية والقلقية من اكتئاب وقلق وتوتر ووساوس ومخاوف اجتماعية، كما أنه وسطي في زيادة الوزن، وكذلك وسطي في التأثير الجنسي السلبي، وبالنسبة للآثار الانسحابية هو يسبب هذه الآثار ولكنه قطعاً أقل من (الزيروكسات)، وأكثر هذه الأدوية التي لا تسبب آثاراً انسحابية بالطبع هو (البروزاك).
بالنسبة لجرعة (الزولفت) هي بالطبع – كما ذكرت وتكرمت بذلك – 50 مليجراماً مفيدة لمعظم حالات الاكتئاب، ولكنها ليست مفيدة في حالات الوساوس القهرية والمخاوف الاجتماعية فربما يكون من الأفضل أن تُرفع الجرعة.
وبالنسبة لك جرعة الـ 75 مليجراماً هي جرعة جيدة وجرعة فعّالة، وأنت ما دمت جربت هذه الجرعة واستفدت منها فهذا هو الأمر المقصود، وهنالك حيز علاجي الذي إذا زاد الإنسان عنه ربما يخرج منه، وإذا كانت الجرعة أقل أيضاً يخرج منه.
فأنت كما ذكرت وتفضلت الـ 75 مليجراماً يظهر أنها تمثل الحيز العلاجي المناسب بالنسبة لك، فعلى بركة الله توكل وتناول هذه الجرعة، وأنا سعيد أن أسمع أنه لم تحدث لك أي آثار سلبية، وهذا في حد ذاته أراه عاملاً علاجيّاً ضروريّاً جدّاً؛ لأن الإنسان حين يرتاح للدواء وحين يحس أن الدواء قد تواءم معه وأنه لا يسبب له صعوبات؛ فهذا في حد ذاته عاملاً علاجيّاً لا يمكن أن نتجاهله مطلقاً.. هذا فيما يخص الزولفت، وهنالك وجهة نظر لابد أن أقولها – وهي وجهة نظر ربما لا تكون حقيقية – وهي من الأفضل للطبيب أن لا يكون توجهه نحو دواء واحد؛ بمعنى أن تكون خياراته واضحة، ولكن يجب أن يكون متفهماً للدواء وآثاره الجانبية وتفاعله من كل النواحي، فهذا هو الأمر المهم، ولكن ربما تكون قضية الاحتكار ليست سليمة، بمعنى ألا أصر على دواء واحد وأقول أنه هو الدواء الأنجع والأفعل، لا؛ لكل إنسان ما يناسبه.
ولابد أيضاً أن لا ننسى أن شركات الأدوية تسبب في بعض الأحيان ضغوطات كثيرة جدّاً وتروج، وأنا لا أقول أنها لا تقول الحقائق، ولكن في بعض الأحيان ربما تكون هنالك بعض المبالغات، ومن حق هذه الشركات بالطبع أن تروج لمنتجاتها، ولكن دائماً نحن كأطباء يجب أن يكون مرتكزنا هو الحقائق العلمية والصدق والأمانة، فعلى سبيل المثال يوجد دواء مضاد للاكتئاب - ربما تكون قد سمعت به – يعرف باسم (ببربيون Bypropino) ويسمى تجارياً (وليبيوترين Wellybtrin) وله اسم تجاري آخر باسم (زيبان Zyban) وهذا الدواء من أنجع وأفضل الأدوية المضادة لعلاج الاكتئاب، ويتميز بأنه أيضاً يساعد على التوقف عن التدخين، وميزته أنه لا يؤدي إلى زيادة في الوزن ولا يؤدي إلى أي صعوبات جنسية، بل على العكس تماماً هنالك دراسات تشير إلى أن هذا الدواء يساعد كثيراً في المعاشرة الجنسية، ولكن هذا الدواء ذكر عنه أنه ربما يؤدي إلى تنشيط الصرع، وهذا الأمر نادر الحدوث جدّاً، لكن حين ذكر ذلك جعل الكثير من الأطباء يترددون في استعماله، حتى إذا ذكرنا ذلك لأحد الذين نوصف لهم هذا الدواء ربما يتردد كثيراً.
ومن حق الإنسان أن يمتلك الحقائق ولكن العوامل النفسية والجوانب النفسية تلعب دوراً كبيراً جدّاً في فعالية الأدوية.
أنا سعيد جدّاً على طرحك وعلى هذا الحوار الذي أسأل الله أن يكون بناءً وإيجابيّاً.
وبالله التوفيق.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
ما هي أدوية نوبات الهلع والخوف الآمنة وغير الإدمانية؟ | 8850 | الأربعاء 12-08-2020 03:54 صـ |
كيف أنقص جرعة ليكزونسيا (برازيبام) دون أن أصاب بأعراض الانسحاب؟ | 1116 | الأحد 09-08-2020 02:25 صـ |
هل يوجد دواء داعم للأفكسور أفضل من السبرالكس؟ | 2413 | الثلاثاء 28-07-2020 05:15 صـ |
هل هناك ضرر من الزولفت على الحمل والجنين؟ | 2159 | الأحد 26-07-2020 06:05 صـ |
هل هذه الأدوية تعالج ثنائي القطبية؟ | 1835 | الأحد 19-07-2020 03:22 صـ |