أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : حكم مصافحة المرأة للرجال الأجانب
أنا سكرتيرة ودائماً المدير يصافحني، فهل هذا جائز؟ وفي العيد قبلني، تعلمون أن هذا عادي في مجتمع الخليج، وأنا لا أدري، يقول: أنت مثل ابنتي، وعمره 48 وأنا 21؟ فما حكم الإسلام؟ وأنا ألبس بين أهل زوجي الاسترتش فهل هذا جائز؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حبيبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه لا يجوز للمدير ولا لغيره أن يمس امرأة لا تحل له، ولأن يطعن بمخيط من حديد خير له من أن يمس جسد امرأة لا تحل له، كما جاء في الحديث، وما صافح رسولنا صلى الله عليه وسلم امرأة قط، والمصافحة وسيلة لما بعدها، وقد اتضح من خلال استبيان وزع على الفتيات في بعض الجامعات أن نحواً من تسعين بالمائة ممن صافحوهن عبثوا بأيديهن، وكون الرجل مديراً أو كبيراً لا يبرر له خطيئة المصافحة التي لا تقبل إلا في محرم، ولا يخفى عليك أن من الرجال من يتزوج فتيات أصغر من بناته، وإذا كانت المصافحة لا تجوز فإن ما بعدها من القبلة أو نحوها أشد حرمة وخطرا،ً كما أن الشريعة هي الحاكمة وليست العادات الفاسدة، ونحن لا نوافق على قولك هذا عادي في الخليج لأننا على اطلاع على أحوال أهل الخليج وعلى علم تمسكهم بطريق العفة والطهر، وأن مثل هذه الممارسات وإن حصلت فهي قليلة وشاذة، والشاذ لا تعمم عليه الأحكام.
ونحن ننصحك بعدم التهاون في أحكام الشريعة وآدابها، فإن عواقب المخالفة وخيمة: ((فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ))[النور:63]، ولابد من أن تبحثي عن عمل أصون لكرامتك وتجنبي الخلوة بأي رجل؛ لأن الشيطان هو الثالث، والسلامة لا يعدلها شيء، والأرزاق قدرها الله، وما عند الله لا ينال إلا بطاعته، كما نتمنى أن تحافظي على سترك وحجابك أمام أهل زوجك، وأمام غيرهم، بل إن أهل الزوج أخطر من غيرهم لأنهم لا يهتمون إذا دخلوا وإذا خرجوا؛ ولذلك لما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (
ولا يخفى على أمثالك أن زينة المرأة وقف على زوجها، هذا بالنسبة للزينة الخاصة التي تحدد مواطن الزينة وحجم الأعضاء وتكشف مواطن الإثارة، أما بالنسبة للباس المرأة أمام المحارم فينبغي أن تراعي فيه جوانب الستر والحشمة، ولا بأس من ظهور وجهها وشعرها وساقها ويدها وما يصعب التحرز منه في حال الخدمة والحركة، ومن هنا ندرك خطورة ما تفعله بعض النساء من إظهار البطن والفخذ ونحو ذلك أمام النساء وهي لا تأمن من وجود الكامرات الخفية والظاهرة، كما أن بعض النساء عندهن ضعف في الدين، وفيهن من تباشر المرأة فتصفها لزوجها أو لأخيها كأنه يراها، وتحصل من وراء ذلك تطلعات ومصائب، والمرأة المتبرجة عرضة للإصابة بالعين أو لمس الشيطان، وهي مهددة بسلب نعمة الجمال؛ لأن الله يقول: ((وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ))[إبراهيم:7] وذلك بسلب النعم، وبمعاقبتكم على عدم شكرها.
وأرجو أن أكون قد وضحت لك حرمة اللباس المذكور، وخطورة التهاون في هذه الأمور، وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وشكراً لك على السؤال الذي يدل على ما في نفسك من الخير، واعلمي أن الإثم ما حاك في الصدر وكرهت أن يطلع عليه الناس، وأن البر ما أطمأنت إليه النفس.
ونسأل الله لك التوفيق والهداية والحفظ والعفاف.
وبالله التوفيق والسداد.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
هل المشاكل والحوادث التي تحدث لنا سببها تقصيرنا؟ | 1212 | الخميس 14-05-2020 06:22 صـ |
ما هو المعيار الذي نحدد به حسن الخلق عند قبول الخاطب أو رده؟ | 2346 | الثلاثاء 12-05-2020 06:10 صـ |
حائرة بين الزواج والتعليم! | 1940 | الأحد 12-04-2020 06:08 صـ |
هل التنازل عن المبادىء يقلل من كرامة الشخص؟ | 1706 | الأحد 17-03-2019 09:31 صـ |