أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أهمية الاستمرار على العلاج ولو طال زمنه

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إلى الأخ العزيز الدكتور محمد عبد العليم حفظه الله.
تحية طيبة وبعد:
أعاني من اكتئاب مع أعراض ذهانية على حسب تقرير الدكتور المعالج، بدأت المشاكل النفسية معي منذ سنة 2000 وتطور المرض معي لعدم استمراري على العلاج، بين الانتكاسة والاستقرار النفسي، تأرجحت حالتي خلال الست سنوات إلى أن وصلت الحالة إلى الاستقرار منذ ما يقارب 8 شهور والحمد لله، على البروزاك كبسولتين (الجرعة القصوى) وحبة زايبركسا حبة 10 مج.

المهم هل أستطيع أن أتخلص من تلك الحبوب أم سوف تستمر معي طول العمر على حسب كلام الدكتور المعالج، غيرت الزيبراكسا لأنها أضعفتني جنسياً على حسب تحليل الدم، والبديل كان زلدوكس 100 مج الذي لم يتقبله جسمي، وأصبت بانتكاسة جراء ذلك، فهل هناك بديل غير الزايبركسا بنفس المفعول؟
اللهم اجعلها في ميزان أعمالكم.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Nader حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فالذي أود أن أؤكد لك – وأنا إن شاء الله صادق في ذلك – هو أن هذه الأمراض أياً كانت (اكتئاب، ذهان، اضطراب وجداني ثنائي القطبية، وسواس قهري، مرض الفصام) هي الآن أصبحت أمراض في نظرنا وحسب الثوابت العلمية مثل أمراض الضغط والسكري والقرحة، وهذه هي الأمراض الشائعة.

إذن على الإنسان أن يتقبلها وأن يكون صديقاً لها، بأن يتبع الإرشادات الطبية، وإذا تناول الإنسان الدواء لفترة مهما طالت ما دام ذلك سوف يحافظ على صحته فهذا شيء عظيم.

من فضل الله ورحمته علينا أن هذه الأمراض أصبحت الآن تعالج، قبل سنوات أذكرها تماماً حين بدأ تدريبي في تخصص الطب النفسي في أواخر السبعينات من القرن الماضي لم تكن هذه الأدوية موجودة، كان العلاج – لا أقول بدائياً – مشاكله كثيرة وفعاليته قليلة، نحن الآن بحمد الله ومن فضله ونعمه علينا أن أتت هذه الأدوية، والبشريات تشير أيضاً أن هنالك أدوية سوف تكون أفضل في المستقبل.

إذن: الحفاظ على الدواء هو من نعم الله، وعليك بالصبر، وحين يقول للإنسان سوف تتناول الدواء طول العمر، فأنا شخصيّاً لا أقول للناس ذلك، أقول له عليك أن تواصل على علاجك، ربما يطول الوقت، وهذا هو الأفضل لأن الإنسان يحتاج للجرعة الوقائية، ربما تأتينا أدوية في المستقبل تكون أكثر وأقوى فعالية، وقد يشفى الإنسان من هذه الأمراض في وقت معلوم، ولكن في الوقت الحاضر المفروض هو أن يحافظ الإنسان على علاجه.

وأنت عشت هذه التجربة وأرى أنك متفهم تماماً للموضوع وأرى أيضاً أنه معك حق في أن تصاب ببعض المشاعر السلبية من العلاج؛ لأن الإنسان لا يصبر عليه إذا كان لفترة طويلة ومملة، وقد رأينا بعض الناس لا يصبرون حتى على النعم. نسأل الله أن يجعلنا من الصابرين في السراء والضراء.

فأرجوك أن تستمر على العلاج، فالبروزاك دواء ممتاز وفعّال، وأنت تأخذ 40 مليجرام (كبسولتين) وهي بالمناسبة ليست بالجرعة القصوى، فالجرعة القصوى هي حتى أربع كبسولات في اليوم (80 مليجرام)، ولكن كبسولتين في اليوم تعتبر جرعة علاجية فعّالة وممتازة.

بالنسبة للزبركسا فإني أتفق معك ربما يسبب زيادة في الوزن، وكذلك ربما بعض المشاكل الجنسية، وإن لم تكن من الأعراض المعروفة له والمزعجة، وكذلك الزيلودكس لم يفدك ولم يتناسب مع جسمك.

إذن هنالك دواء جيد وفعّال وقليل الآثار الجانبية، ولا يزيد الوزن مطلقاً، ولا يؤدي إلى أي نوع من الخمول، ولا يؤثر جنسيّاً، فهذا الداوء يعرف باسم إبفلاي Abilify، واسمه العلمي Airpiprazole، وجرعته هي حبة واحدة من فئة 15 مليجرام في اليوم.

إذن فيمكنك أن تتناول هذه التركيبة من البروزاك والإبفلاي، وعليك أيضاً بالتركيز في الآليات غير الدوائية والتي تتمثل في الشعور بقيمة الذات، والاهتمام بالعمل وتطوير النفس، والاطلاع، التواصل الاجتماعي، ممارسة الرياضة، الجلوس في حلقات التلاوة، الحوار المفيد، فهذه كلها علاجات تأهيلية ممتازة، فأرجو أن تحرص عليها، وأرجو أن تتناول علاجك بانتظام، وأنا متفائل جدّاً أنك - إن شاء الله -سوف تكون على خير خاصة أنك من فضل الله عليك أنك رجل مؤهل، ونعرف أن التأهيل العلمي والعملي يرفع من المهارات النفسية الداخلية والتي تقاوم المرض النفسي مهما كان نوعه.

وفقك الله وشفاك.



أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أعاني من اكتئاب وعوارض مصاحبة له، فما الحل؟ 1060 الأربعاء 12-08-2020 04:53 صـ
الاكتئاب والإحباط دمر حياتي.. فأرجوكم أرشدوني! 845 الأحد 09-08-2020 05:09 صـ
مرض الرهاب الاجتماعي هل يمكن أن ينتقل للأبناء بالوراثة؟ 1358 الأربعاء 22-07-2020 02:11 صـ
أدمنت البنزوديازبينات وأعاني من آثاره فكيف أتخلص منها وأعود طبيعيا؟ 1585 الأحد 19-07-2020 03:02 صـ
الاكتئاب والوسواس القهري وتبدد الشخصية، كل ذلك أعاني منه، أرجو المساعدة. 5055 الخميس 16-07-2020 05:51 صـ