أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : مشاهد مختلفة سبَّبت الخوف والقلق والوساوس وعدم النوم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شابٌّ من مصر، حدث لي منذ حوالي 7 أشهر أن أحسست برعشة في جسدي، وأن قلبي يدق بشدة، وأطرافي باردةٌ جداً، وبعدها بدأت أشعر بالخوف وخاصة في الليل، ولا أستطيع النوم، وبدأت أتأثر بما يحدث حولي، فعلى سبيل المثال: حدثت حادثةٌ في منطقتنا ورأيت شاباً تغطيه الدماء فأثار ذلك لدي رهبة أكثر، وأيضاً سمعت فتاةً تصرخ بطريقة غريبة فقيل لي بأنه قد مسَّها جانّ فأصابني أيضاً ذلك بالخوف مع أني لا أعتقد بهذا الكلام، وأيضاً توفي قريب لي ... كل هذه الأشياء تسبب لي وساوس تجعلني أخاف، مع العلم بأنه في بعض الأحيان يذهب عني الخوف بفضل الله، ولكن يعاودني الشعور مرة أخرى والوساوس أيضاً، وبدأت أشعر برعشة في الكلام عندما أتحدث مع أي أحد في أمور معينة مثل الخطبة والزواج، كما أني - ولله الحمد - أحافظ على صلواتي وقراءة القرآن، وأصلي إماماً بالناس في المسجد.
أرجو منكم الإفادة، وجزاكم الله خير الجزاء.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأحمد الله الذي جعلك محافظاً على صلواتك وجعلك قارئاً للقرآن، وما دمت تؤمَّ الناس في الصلاة فهذا في حد ذاته يمثل أكبر ركيزة للاطمئنان والعلاج النفسي الفعّال.
ومع ذلك فإن الإنسان يمكن أن تحصل له تغيرات نفسية، والذي يحدث لك في رأيي هو نوع من القلق، وهذا القلق يحمل صفات المخاوف، والمخاوف في حد ذاتها تُشخص تحت الأمراض العُصابية أو الحالات العُصابية، أي أنها لا تمثل مرضاً ذُهانياً أو عقلياً، وحالتك ربما تكون قد أزعجتك، لكن صدقني أنها بسيطة جدّاً.
كما أنه من الواضح أن لديك استعداداً للقلق والتوتر والعُصابية والمخاوف والانفعالات، فأنت حين رأيت هذا الشاب الذي تغطيه الدماء أثار هذا فيك الرهبة والخوف، وهذا دليل قاطع على استعدادك في الأصل لمثل هذا الخوف.
وأود أن أوضح لك أن الخوف من هذا النوع ليس جُبْناً أو ضعفاً في الشخصية، وإنما هو أمر مكتسب، ولكن الإنسان يمكن أن يتخلص منه ما دام هو أمر مكتسب، وتخلصك منه يكون بالعزيمة، وبالتصميم، وبقوة الشخصية، وبالمواجهة، وبالدافعية .. ولا تتجنب أبداً المواقف الاجتماعية، وأنت - ولله الحمد - تؤمَّ الناس في الصلاة، وهذا قمة المهارة القيادية، تذكر ذلك .... حتى حين تكون في مواقف عامة، أو تتعامل في أي أمر مع الناس تحت أي ظرف اجتماعي، تذكر أنك تقوم بدور الإمام في الصلاة، هذا منتهى القوة والشجاعة، وعليك أن تتذكر ذلك.
كما أن الوساوس في كثير من الحالات تكون مرتبطة بالمخاوف والقلق العام.
والشق الآخر في العلاج هو العلاج الدوائي، فهنالك دواء يعرف باسم (زولفت) أو يسمى (لسترال) ويعتبر من الأدوية الجيدة جداً، وهو موجود في مصر، وجرعته هي 50 مليجراماً يومياً، فيمكنك أن تستعمله ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى 100 مليجرام – حبتين - وتستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض إلى حبة واحدة – 50 مليجراماً – لمدة شهرين، ثم تتوقف عنه.
وهذا الدواء من الأدوية الجيدة والممتازة والفعّالة جداً، وهو ليس باهظ الثمن، ولكنه أيضاً ليس من الأدوية الرخيصة، فإذا يسر الله لك الأمر وتحصلت عليه يكون هذا هو المقصود، وإذا لم تتحصل عليه فيمكنك أن تتناول دواءً آخر لا يكلفك كثيراً من الناحية المادية، وهذا الدواء يعرف باسم (أنفرانيل)، وهو أيضاً يزيل المخاوف والتوتر، فابدأ بجرعة 25 مليجراماً ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ارفعها إلى 50 مليجراماً ليلاً لمدة خمسة أشهر، ثم خفضها إلى 25 مليجراماً ليلاً لمدة شهر، ثم توقف عنه.
والأنفرانيل أيضاً فعّال، ولكن يُعاب عليه أنه ربما يسبب بعض الآثار الجانبية، مثل الشعور بالجفاف في الفم، وثقل بالعينين، وربما إمساك بسيط لفترة بسيطة، وهذه الأعراض تكون في بدايات العلاج وتختفي بعد ذلك.
إذن؛ فأنت أمامك دوائين تختار منهما ما يناسبك، وعليك بالثقة في النفس، وعليك بالمواجهة، وأرى أنك - ولله الحمد - بخير.
وبالله التوفيق.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
أريد علاجا للقلق والتوتر لا يسبب زيادة الوزن. | 1599 | الثلاثاء 11-08-2020 05:25 صـ |
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ | 3900 | الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ |
القلق المزمن ونوبات الهلع، حلقة مفرغة في حياتي، ساعدوني. | 2544 | الأحد 09-08-2020 03:58 صـ |
أشكو من أعراض نفسية وعضوية وتحاليلي سليمة. | 1271 | الاثنين 10-08-2020 01:16 صـ |
ما سبب شعوري بعدم الثبات وأني عائم؟ | 2256 | الأحد 26-07-2020 04:44 صـ |