أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : وسائل وسبل توسيع أبواب الرزق

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم

أنا شاب عمري (23 عاماً)، متزوج وراتبي لا يكفي غير إيجار البيت ومصاريف ابني، وعليّ ديون، لقد يئست، قولوا لي ماذا أفعل؟!

وشكراً.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ali حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن المؤمن لا ييأس لأنه يوقن أن الأرزاق بيد الله، لكنه المؤمن يفعل الأسباب ثم يتوكل على الكريم الوهاب، يتحرك ويبحث لأنه يعلم أن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة، قال تعالى: (( هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ))[الملك:15]، والمؤمن يوقن أن الله تبارك وتعالى تكفل بالأرزاق، فقال سبحانه: (( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ))[طه:132].

فقد تكفل الله برزقك فلا تيأس، وخلقك لعبادته فلا تلعب، واعلم أن الأمر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: (أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها وأجلها)، واقتضت حكمة الله أن يربط الأرزاق بأسبابها، والمؤمن يفعل الأسباب ولكنه لا يعوّل عليها، وإنما ينتظر رزق الوهاب، ومن هنا جاء قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدوا خماصاً وتروح بطاناً )، لاحظ كلمة (تروح وتغدوا)، وقال سبحانه لمريم عليها السلام: (( وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا ))[مريم:25].
وقد أحسن من قال:

لو شاء ألقى إليها دون هزّ الجذع *** رطباً ولكن كل شيء له سبب

وإذا كنت ولله الحمد شاباً فلا تكتفي بالوظيفة، واجتهد في البحث عن وضع أفضل، وابحث عن عمل إضافي، وأكثر من الاستغفار، فإن الله سبحانه يقول في كتابه: (( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ... ))[نوح:10-12] الآيات، ولذلك كان السلف إذا احتاجوا للمال استغفروا الله.

وعليك بالبعد عن المعاصي فإن الإنسان يُحرم الرزق بالذنب يصيبه، وللمعاصي شؤمها وآثارها المدمرة.

وأرجو أن تحرص على شكر ما عندك من النعم، فالعافية نعمة، والزوجة نعمة، والولد نعمة، والعين والأذن...(( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا ))[إبراهيم:34].

واعلم أن الإنسان إذا شكر القليل أعطاه الله الكثير، وقد وعد بذلك فقال سبحانه: (( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ))[إبراهيم:7]، وكان السلف يسمون الشكر الجالب - يعني للمزيد -، ويسمونه الحافظ. يعني: للنعم فلا تزول.

كما نتمنى أن تنظر إلى من هم أسفل منك، فهناك من ليس له وظيفة ولا زوجة وهو مع ذلك مصاب بالأمراض العديدة، وعوّد نفسك الرضا بقسمة الله، وقضائه وقدره، وربي نفسك على القناعة، وقد أحسن من قال:

هي القناعة لا تبغي بها بدلاً لو لم يكن لك منها إلا راحة البدن
انظر لمن ملك الدنيا بأجمعها هل راح منها بغير الحنط والكفن

وليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس.
وهذه وصيتي لكم بتقوى الله والحرص على طاعته، فإن تقوى الله سبب لبركة الرزق، قال تعالى: (( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ))[الأعراف:96]، كما أن الاستقامة على هذا الدين تجلب الخيرات، قال تعالى: (( وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا ))[الجن:16].

واحرص على أن تكون في حاجة الضعفاء ليكون الله في حاجتك، كما نتمنى أن تهتم ببر والديك، واحرص على صلة رحمك، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أجله فليصل رحمه).

وبالله التوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
عدم قدرتي على حل المشاكل يصيبني بالإحباط الشديد 1006 الأربعاء 12-08-2020 04:12 صـ
زوجي مديون، فهل باستغفاري يسد الله دينه؟ 902 الأحد 28-06-2020 03:24 مـ
ضيق اليد والحال جعلا أسرتي تعيسة، أرشدوني. 1045 الأحد 07-06-2020 03:59 صـ
أعاني من ضيق وهم بعد ضياع أموال وتحملي لديون 1486 الاثنين 18-05-2020 07:00 صـ
أثقلتني الديون وأصابني الهم، ساعدوني. 1204 الاثنين 30-03-2020 02:09 صـ