أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Iman حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فنحن نشكر لك مشاعرك الطيبة تجاه صديقتك، وهكذا ينبغي أن تكون المؤمنة مع أختها وصديقتها، وينبغي أن نعذر تلك الصديقة الأخرى، فإن الأمر ليس بيدها، وليس من عدم ترشيحها لأخيها منقصة أو عيب، وليس من الحكمة أن تسألها عن السبب! وقد تعرض للرجل أجمل فتاة فلا يقبلها رغم توفر الصفات الجميلة فيها؛ وذلك لأن الأرواح جنودٌ مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.

والإنسان قد يقابل آخر فيميل إليه ويلتقي بالثاني فيتضايق من رؤيته؛ لا لعيب فيه ولكن لأمر لا يعلمه إلا الله، وكما قيل: لولا اختلاف وجهة النظر لبارت السلع، وقد يتزوج ذلك الرجل لفتاة يراها الناس أقل جمالاً وأخلاقاً من صديقتك، ولكن العبرة بميول الرجل وانطباعاته الأولية، فلا تعطوا الموضوع أكبر من حقه، وكان الأفضل أن ترشح لها صديقتك لا أن تقول لها لماذا؟ لأن في ذلك إحراج، ونحن نرى كثير من الشباب يترك بنات أعمامه وأخواله وهن على درجة رفيعة من الدين والأخلاق لا لعيب فيهنَّ ولكن لأن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.

وأرجو أن تعلم أن تحدث الفتاة عن أخيها أمام النساء لا يخلو من المبالغة، وإذا لم يكن هدفها تزويجه من إحدى النساء فلا معنى لذكر صفاته وإيجابياته، مع يقينها بأنها لا تذكر ما عند أخيها من سلبيات، وما ينبغي للفتاة أن تتعلق بالشاب دون أن تقف على الحقائق الخفية، وتتأكد أن تطوير العلاقة ممكن وأنه لا توجد عوائق، وأن الطرف الآخر يبادلها المشاعر، ولعل كثرة الزيارات والظهور أمام ذلك الشاب أضعف الرغبة في الارتباط، فإن المألوفات غير محببات للنفس، ومن هنا كان حرص الشريعة على بناء العلاقة العاطفية الصحيحة بعد الرباط الشرعي، فإن العواطف العواصف تُتعب أهلها وتجلب الآهات والحسرات.

وأرجو أن تنصحي صديقتك بعدم رد الخطاب إذا كانوا أهل دين وأخلاق وأمانة وقدرة على تحمل المسئوليات، فإن ذلك ليس في مصلحتها، وما ينبغي أن تتعلق بالسراب وترد من جاءها من الباب وطلب يدها على هدي السنة والكتاب، واختارها من دون بنات الأهل والأحباب.

وكم نحن سعداء بمشاعرك الطيبة تجاه صديقتك، وأرجو أن تكون مساعدتك لها بالبحث عن زوج صالح، وتهيئتها نفسياً للقبول به، وسوف يأتيها ما قدره لها ربها الوهاب.

ونسأل الله أن يقدر لك ولها الخير ويرضيكما به، وأن يبلغ المقاصد في رضاه.
والله الموفق.