أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : سفر المرأة للعمل
السلام عليكم
أنا والحمد لله تم تخرجي هذه السنة من كلية اللغة العربية جامعة الأزهر الشريف. ولكني الآن أشعر بالفراغ الشديد من عدم وجود الشغل المناسب، وأتمنى أن أستثمر وقتي بشيء شديد الأهمية يفيدني في الدنيا والآخرة ويرضي الله تعالى، ولكني لا أعرف ما هو هذا الشيء؟
وتوجد لدي فرصة عمل للخارج فهل أستثمرها أم أتركها؟ ولكني أخاف من الغربة والوحدة، والآن أصبحت عصبية جداً جداً، وأشعر بضيق طول الوقت.
ماذا أفعل للقضاء على هذا الضيق الذي أصبح يلازمني طول الوقت؟ ماذا أفعل أيضاً في حياتي التي أصبحت أشعر أنها لا قيمة لها؟
أفيدوني وجزاكم الله خيراً؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مجهوله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فكل عمل شريف مناسب، والأرزاق لا علاقة لها بالشهادات، فابذلي الأسباب، واطلبي رزقك من الوهاب، وأشغلي نفسك بالدعوة إلى السنة والكتاب، وتوجهي إلى من يفتح للخيرات الأبواب، ويؤنس وحشة المؤمنين الذاكرين ويدلهم على الصواب.
ونحن لا ننصح الفتاة بالسفر خارج بلدها، إلا بصحبة محرم يكرمها ويحرسها، فإن في الغربة وحدة وصعوبة ووحشة وآلام، فكيف إذا كان الأمر يتعلق بفتاة يعتريها الضعف وتحتاج للحماية والعطف.
وأرجو أن تتجنبي كثرة التفكير، فإن ذلك يجلب الضيق والضجر، وقد يدفع – والعياذ بالله – إلى الاعتراض على القدر، واعلمي أن السعادة والطمأنينة ليست في الوظائف ولا في الأموال ولا في الأولاد، ولا في الذهب ولا على عروش الملوك، ولكن الطمأنينة مكانها واحد قال تعالى: (( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ))[الرعد:28]، وقد أخبرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم: (
فتعوذي بالله من الشيطان فغنه عدو للإنسان، وهمّه أن يحزن أهل الإيمان، واستعيني بربك الرحمن، واسألي الواهب المنان، ولا تنظري إلى ما في أيدي الأخوات والجيران.
والإنسان يعطي حياته قيمتها بإحسانه وطاعته وأدبه وحسن تعامله مع من حوله، فليست القيمة الحقيقية في المباهج والمظاهر، ولرب أشعت أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره، فإنه ليس بين الله وبين خلقه نسب إلا الطاعة، فكوني مطيعة لله وواظبي على ذكر الله وأكثري من تلاوة كتابه، وارفعي أكف الضراعة إلى الله وأبشري بقول الشاعر:
يا صاحب الهم إن الهم منفرج *** أبشر بخير فإن الفارج الله
وعليك بتقوى الله والصبر، فإن الله مع المتقين ومع الصابرين وقد أحسن من قال:
ألا بالصبر تبلغ ما تريد *** وبالتقوى يلين لك الحديد
ولا يخفى عليك أن الصبر مرُّ المذاق لكنه عاقبته أحلى من العسل، وأرجو أن تهجري السلبية وحاولي أن تعلمي خيراً أو تقولي خيراً أو تساعدي محتاجاً ليكون الله في حاجتك.
وبالله التوفيق والسداد.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
كيف أكون قوية، وأتخلص من الخجل؟ | 1729 | الأربعاء 12-08-2020 05:25 صـ |
لا أرغب في الحياة بسبب مشاكلنا الأسرية. | 1355 | الأحد 12-07-2020 07:22 صـ |
أمر بحالة ضياع وعدم تركيز فما سبب حالتي؟ وهل لها علاج؟ | 1420 | الاثنين 06-07-2020 04:22 صـ |
هل هناك طريقة أفضل وأكثر تأثيرا لتطوير النفس؟ | 1207 | الاثنين 06-07-2020 04:27 صـ |
أريد التوقف عن تقليد الآخرين، أريد أن أكون أنا! | 1135 | الأحد 28-06-2020 09:28 مـ |