أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك – بنتنا الفاضلة – في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يجزي الوالد خيرًا، وأن يُعينك على بِرّه، وقد أحسن برفض الخاطب الثاني؛ لأنه لا يجوز لمسلمٍ أن يخطب على خطبة أخيه؛ لأن هذا يوغل الصدور، وإذا كنت ولله الحمد راضية فعليك أن تستمري مع الخطيب الأول، الذي جاء لداركم من الباب ورضيه الوالد.

وكون هذا الشاب المتقدّم لا يريد أن يتزوج فهذا لا يعنيك، وعليه أن يبحث عن مصلحته، والخير والبركة في التقيُّد بأحكام هذا الشرع الذي يُحرّم الخطبة على خطبة الرجل حتى يترك أو يأذن، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُعينك على الخير.

وثقي – يا ابنتي – بأن البركة في بر الوالد، كما أن الوالد هو الأعرف بمصلحة فتاته، والرجال أعرفُ بالرجال، ولا تهتمّي ولا تفكّري في هذا الذي جاء متأخرًا وطرق الباب، ونحن من ناحيتنا نسأل الله أن يُسهل أمرك وأمره، وأن يُلهم الجميع السداد والرشاد، وعلينا أن نعلّم الناس أن البركة والخير في التقيُّد بأحكام هذا الشرع، وأن الخسارة في تجاوزها، {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور: 63].

من المهم جدًّا ألَّا تُظهري مثل هذه المشاعر أمام الشاب الذي خطبك، ونسأل الله أن يُعينك على النجاح معه، وأن يُسعدك وتسعديه، وأن يُعين بعضكم على طاعة الله تبارك وتعالى، وأن يجمع بينكم في الخير وعلى الخير.