أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : ألجأ إلى الله عند الشدة وأغفل وقت الرخاء، انصحوني

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم

أنا شخص بمجرد أن تحدث معي مشكلة أتوجه إلى صلاة ركعتين، واللجوء إلى الله، أما في الأوقات الطبيعية فأنا إنسانة تعصي وتتوب، ولست بإنسانة مواظبة على قيام الليل، ولكني أصلي الصلوات الخمس -الحمد لله وبعون الله-.

فهل أعتبر من الناس الذين يلجؤون إلى الله وقت حاجتهم، وينسون الله في بقية الأوقات؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آلاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ليس من خُلق المؤمن أن يعرف الله في الشدة وينساه في الرخاء، وإنما هذا من أخلاق المسرفين، كما قال الله تعالى: (وَإِذَا مَسَّ الْإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَا إِلَىٰ ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).

لا شك أن الإنسان عند نزول الشدة يكون أكثر تضرعاً من ساعة الرخاء، وهذا من طبيعة الإنسان، قال تعالى: (إِنَّ الإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا، إلا المصلين..)، ولكن هناك فرق بين من يكون أكثر تضرعاً، وبين من يعصي ويتعمد المعاصي في ساعة الرخاء، استخفافاً وجهلاً بأمر الله تعالى، أو كان هذا من عادته، فلا شك أن من هذا حاله أنه عاص لله تعالى، ويخشى عليه من عقوبة الله، وإن من عقوبة الله النسيان والحرمان من التوفيق والإعانة، وهي من أعظم العقوبات، قال تعالى: (ولا تكونوا كالذين نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ..).

أختي الفاضلة، الإنسان بحاجة لله تعالى في كل وقته وأحواله، ولا بد أن تكون الاستقامة على أمر الله وطاعته في سائر وقته وحياته، وسره وعلنه، وفي السرّاء والضرّاء، كما جاء في الحديث عن أبي عمرو سفيان بن عبد الله الثقفي رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك، قال: (قل آمنت بالله، ثم استقم) رواه مسلم.

أختي الفاضلة: إذا كان حالك هو الزيادة في العمل؛ كالإكثار من الدعاء والتضرع عند نزول الحاجة، مع ملازمة التوبة، والمحافظة على الفرائض فلست ممن ينسى الله في الشدة، ولكن إن كنت تلازمين الدعاء عند الشدائد، وتعصين الله وتبتعدين عنه في الرخاء؛ فأنت ممن ينسى الله في الرخاء، وعليك أختي بملازمة الإكثار من الاستغفار والدعاء، وسائر الأعمال الصالحة، لتجدي توفيق الله وإعانته لك في ساعات الشدة والحاجة.

وفقك الله، وسددك على الخير.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
صدمة فقد والديّ أصابتني بضعف في الإيمان.. أعينوني 9607 الأحد 28-07-2024 12:00 صـ
كنت معتمدًا على والدي وعندما توفي فقدت كل شيء، فماذا أفعل؟ 4594 الأربعاء 24-07-2024 12:00 صـ
أحس بضيق في صدري مع أني أصلي وأتصدق.. أرشدوني 3085 الأربعاء 24-07-2024 12:00 صـ
هل يمكن أن يحدث الحب أو التعلق من أول نظرة؟ 2931 الاثنين 22-07-2024 12:00 صـ
يعتريني ما يعتري الناس من الفتور.. فهل من شيء يقويني؟ 4253 الاثنين 15-07-2024 12:00 صـ