بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Lotes حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يوفقك وأن يُصلح الأحوال، وأن يُقدّر لك الخير، وأن يهدي أهلك للخير.
لا حلّ أمام هذا الذي حدث -بعد هذا الشرح الواضح الذي تُشكرين عليه- إلَّا أن يُكرر الشاب المذكور المحاولات، ويُدخل أصحاب الوجاهة، ويأتي بفضلاء من أهل الدين والخير ممَّن يشهدون له، ولا يخفى عليك أن مُكثر القرع للأبواب سيُفتح له، وأكبر ما يُؤثّر على أهل الفتاة هو إصرار الشاب على الارتباط بفتاتهم، وعليه أن يُوضّح لهم أيضًا أن هذه الشهادة جاءتهم ممن لم يتقوا الله في شهادتهم، ويُطالبهم بأن يسألوا مرة أخرى، وأن يوسِّعوا دائرة السؤال والاستفسار عنه.
وهذا حقٌّ للطرفين، فمن حقه أن يسأل عنكم، ومن حقكم أن تسألوا عنه، لكن نحن نريد دائمًا المبادرة أن تكون من ناحيته، وعليه أيضًا أن يُرسل والدته والأخوات، وأي مداخل يمكن أن تعين أسرتك على تغيير وجهة نظرهم؛ عليه أن يسلكها، ونحن نعرف في مجتمعاتنا العربية والإسلامية أن الذي يُصِرُّ على شيءٍ لابد أن يصل إليه، أمَّا أنت فلا تظهري -خاصة أمام أسرتك- شيئًا، ولا توضحي أنك راغبة فيه، فالكرة في ملعب هذا الشاب، ومن يطلب الحسناء لم يغلها المهر، والذي يريد الشيء لابد أن تكون عنده العزيمة والإصرار، فعليه أن يُكرر المحاولات، وننصحك بالتوقف عن التواصل معه، أو الخوض في الموضوع مع أهلك، حتى يُكرر المحاولات ليفتح صفحة جديدة.
واضح أن والدك لمَّا أتاح له الفرصة ليأتوا للزيارة -وهذا كلّه- أنه يتأثر بحرصه ويتأثّر برغبتك، ولكن في مثل هذه المواطن يصعب على الفتاة أن تُعلن رغبتها بعد رفض الأهل بالطريقة المذكورة.
إذًا لا حل أمامنا إلَّا أن يسلك هذا السبيل بأن يُكرر المحاولات، ويأتي بالأفاضل الذين يتكلمون عنه بالخير، والدعاة، والعلماء، والوجهاء لهم دور في هذا.
وبالنسبة لك إذا كان لديك عم أو خال يتفهم هذا الأمر، وبإمكانه أن يتابع الشاب، وبإمكانه أن يتكلّم بلسانك؛ فلا مانع من أن يتدخل. إذًا التدخلات غير المباشرة من محارمك العقلاء بعد التواصل مع الشاب، وإصرار الشاب وتكرار المحاولات، هي الخطة البديلة الوحيدة التي يمكن أن تترك أثرًا على والديك.
مرة أخرى: ننصح بالتوقف عن التواصل في الخفاء، فقد عرف ما عندك من الصفات، وعرفت ما عنده من الصفات، فعليه أن يسعى ويبذل كل الوسائل من أجل أن يصل إليك، فالإسلام يريد للفتاة أن تكون مطلوبة عزيزة، وهذا الذي ننتظره من الشاب، ولا ننصح بمواجهة الأهل مباشرة، لكن إذا كان هناك عم أو خال أو عمّة أو خالة يمكن أن تتكلَّم بلسانك، فهذا لا مانع منه، لما يمكن أن يكون لها صوت يُؤثّر على أفراد أسرتك.
ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به.
(المصدر: الشبكة الإسلامية)