أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : أهمية الرفق واللين والإخلاص لرب العالمين عند دعوة الآخرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أولاً: أريد أن أعامل الناس جميعهم باللين وليس بالقسوة، وأريد أن أعرفهم بديننا الإسلام بالرفق واللين، لأنني وبصراحة مهتمة في التحدث عن ديننا الحنيف.
ثانياً: إنني والحمد لله هداني الله إلى طريق الهداية والإسلام، من بعدما كنت في نظري لا أستحق العيش، ومن رحمة الله بعباده أنه يقبل التوبة.
والمشكلة أنني قلت لأبي أنه كافر لأنه لا يصلي، وإنني نادمة على هذا القول كثيراً، وأعرف أنه كان لا يجب أن أقول له ذلك القول، وأيضاً صرخت في وجهه.
أرجوكم هل هناك شيء أفعله لكي يغفر الله ذنبي؟ أرجوكم أجيبوني في أسرع وقت ممكن، لأنني أتقطع من داخلي.
ثالثاً: أنا أريد أن أصلح الأمة بعون المولى، وإنني عندما أرى فتيات يلبسن الضيق ولا يرتدين الحجاب، أظل أبكي وأشعر أن مسؤوليتي هي إصلاحهم، ولكني لا أستطيع، لأنني لا أملك الجرأة والثقة بالنفس، وأشعر أن بكائي رياء.
أرجوكم أعطوني المعلومات التي تساعدني على أن أكون مسلمة لها مكانتها عند الله، وأهدي هذا المجتمع إن شاء الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سجدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلقد سألت عن أمر عظيم، ونسأل الله أن يشرح صدرك وأن ييسر أمرك، وأن يحلل عقد لسانك، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن ينفع بك بلاده والعباد، وأبشري فإن الدعوة إلى الله هي أشرف المهام وأعلى المقامات، ولا عجب فإن الله سبحانه يقول: (( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ))[فصلت:33]^.
ونحمد الله الذي هداك، وسبحان من يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات، واعلمي أنه لا يملك الهداية أحد سواه سبحانه، وأن مهمتنا هي البلاغ وبذل الهداية والنصح، لكن القبول لا يكون إلا بتوفيق الله الذي قال لنبيه صلى الله عليه وسلم : ((إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ))[القصص:56]^.
ومن هنا فلابد من كثرة الدعاء للوالد قبل وبعد دعوته إلى الله، كما نرجو أن تكوني معه في غاية الأدب والاحترام؛ لأن ديننا يأمرنا بالإحسان للوالدين حتى ولو كانوا من الكافرين، غير أننا لا نطيعهم إذا أمرونا بمعصية الله، ولكننا مطالبون بأن نترفق بهم ونحسن صحبتهم ونجتهد في برهم قال تعالى: (( وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ))[لقمان:15]^.
ولن يستطيع الإنسان أن يجازي والديه إلا أن يجدهما مملوكين فيشتريهما ويعتقهما، وهم أصحاب الفضل علينا بعد الله سبحانه.
واعلمي أن الإنسان يصلح خطأه بالاعتذار بعد التوبة لله الغفار، وأبشري فإن باب الرحمة واسع، والله يعلم صدق نيتك ورغبتك في نجاة ومصلحة هذا الوالد، ولكن هذا الأسلوب فيه نوع من التنفير، وإذا أراد الإنسان أن ينصح أحد والديه فلابد من اللطف والملاطفة كما قال الخليل إبراهيم عليه وعلى نبينا صلاة الله وسلامه ونقل القرآن خبره، فراجعي ذلك في سورة (مريم) وكيف أنه كان يكرر لفظة (يا أبت) ويظهر الشفقة والعطف والخوف عليه من غضب الله.
وأرجو أن تعلمي أن المسلمة تنال مكانها عند الله بطاعتها له سبحانه وبحرصها على كل ما يرضيه، وإذا رضي الله عنها أرضى عنها الناس، كما ننصحك بأن تعاملي الناس بمثل ما تحبين أن يعاملوك به، واجتهدي في الإحسان إلى الضعفاء والأيتام والأرحام والجيران، وانوي الخير وافعليه، واختاري الأوقات المناسبة للنصائح، واعرفي منزلة من تقدمي لهم النصائح، وعاملي الأصغر منك معاملة الابن، والأكبر منك معاملة الأم والأب، وعاملي زميلاتك معاملة الشقيقة، وانتقي الكلمات اللطيفة عند تقديم النصائح، وتذكري أن الكلمة الطيبة صدقة.
وأكثري من التوجه إلى من يجيب من دعاه، وتقربي إلى الله، واعلمي أنه سبحانه مع الذين اتقوا والذين هم محسنون.
والله الموفق.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
زملائي في العمل يغارون مني، فكيف أحسن علاقتي بهم؟ | 2362 | الاثنين 01-06-2020 04:39 صـ |
كيف أثقف نفسي دينيا؟ | 4392 | الأربعاء 26-02-2020 01:22 صـ |
أريد أن أترك أسرتي وأتجول من أجل أن أحصل على العلم الشرعي، فهل تركهم خطأ؟ | 1298 | الثلاثاء 25-02-2020 01:34 صـ |