أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سيما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يصلح لك الأمر في الدنيا والآخرة، وأن يقدر لك الخير وإن يرضيك به...
إن عظمة الإسلام تتجلى في أحكامه وشرائعه، فكم من حكمة وفائدة يجدها الإنسان إذا غض بصره وحفظ جوارحه، وكم يتأذى من يطلق لبصره العنان ويخالف قول الملك الديَّان: ((قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ))[النور:30-31].
ومن الإشارات اللطيفة أن الأمر الأول كان كافياً للرجال وللنساء فكلهم من معشر المؤمنين، ولكن حكمة الحكيم اقتضت أن يتوجه خطاب منفصل للمؤمنات حتى لا يظن ظانُّ أنهن غير معنيات بهذا التوجيه، والحقيقة أن الجميع يحتاج إلى غض البصر حتى يسعدوا بحلاوة الإيمان واستقرار الجنان، فإن نظرة واحدة بشهوة يمكن أن تفقد الإنسان سعادته وراحته، وقد تُفقده إيمانه وعقله.

ولذلك فنحن نقول لابنتنا الفاضلة: لا تتعلقي بالسراب، ولا تفكري في شخص يخفى عليك حاله، وقد لا يبادلك المشاعر، وربما كان متزوجاً أو مرتبطاً، وربما، وربما... فحكِّمي عقلك وعمِّري قلبك بحب الله، واجعلي سائر المحاب نابعة من محبة الله، ثم أحبي رسول الله وترجمي ذلك بالتمسك بآداب الدين، وقد أحسن من قال:
لو كان حبك صادقاً لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع
واجعلي حمدك وشكرك لله الذي وفقك وسدد خطاك، ولا تردي من يطرق الباب إذا كان من أهل السنة والكتاب؛ فإن الأيام تمضي، والفرص لا تتكرر، فاعتبري برأي الجميع، واعلمي أن الأمة لا تجتمع على ضلالة.
ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يغفر ذنبك.
والله الموفق.