أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : هل ما أعانيه رهاب أم اضطراب الشخصية التجنبية أم غير ذلك؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم.

منذ بداية وعيي بدأت أرى فرق معاملة والدتي أكثر لأخي الأصغر، فبدأت أشعر أن بأخي شيئاً يميزه عني، فبدأت أنظر في شكلي لأعرف ما المشكلة، ظننت أنه قد تكون مشكلة بي وأستطيع حلها، لكني لم أجد شيئا، ثم أخذت المشكلة في تطوراتها من تعب إلى تعب آخر مروراً بأفكار غير منطقية، فعزلة، فإرهاق نفسي مستمر.

الآن عمري ٢٨ عاما، دائماً تأتيني أفكار تلقائية عند أي فعل، مجملها دونية أحياناً وأحياناً أخرى أتذكر المميزات، أفكار عند فعلي لشيء أتساءل ماذا سيقولون، أفكار توقع الرد، أفكار خوف.

عند الاجتماعات أو المناسبات الجماعية أصبح خائفاً كأني مراقب، لا أستطيع التركيز، كأني أحاول الهروب، أصبحت أنفر من كل شيء، كأن كل شيء هو حمل ويحتاج جهداً لفعله، حتى الكلام مع الناس، حتى أصحابي، حتى نفسي إذا حادثتها أخاف، النوم مضطرب، حياتي أصبحت كئيبة، أتذكر أني كنت اجتماعياً قبل أن أتعب، حالياً لا أستطيع فهم الناس، كأنهم في مقصد وأنا بمقصد آخر لا نلتقي، أراقب نفسي وحركاتي وتصرفاتي وكلامي وأسلوبي وكل شيء، أصبح كل شيء بحياتي مقلقاً، حتى النوم أصبح مقلقاً، بالي لا يهدأ من التفكير والأفكار، أشعر أن أشخاصاً معينين ينتقدونني في عقلي عند فعلي لشيء.

هل هذا رهاب أم اضطراب الشخصية التجنبية أم غير ذلك؟

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/Sayed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم بموقعنا.

بحكم كونك تنتمي للقطاع الطبي فلا شك أنك قد قرأت كثيراً حول أعراض ومعايير اضطراب الشخصية التجنبية APD، وكذلك حول الرهاب الاجتماعي، وفي العادة يتم الاعتماد في تشخيص مثل هذه الاضطرابات على الأدلة الطبية الشائعة، مثل الدليل الإحصائي لجمعية علم النفس الأمريكية DSM-5، والتصنيف الدولي العاشر لمنظمة الصحة العالمية ICD-10، حيث يذكرون أنه من الضروري توفر أربعة أعراض على الأقل من الأعراض التالية كي يوصف بأنه اضطراب شخصية تجنبية:

١- تجنب الأنشطة المرتبطة بالوظيفة، وتجنب التواصل مع الآخرين.
٢- الاقتصار على العلاقة الوثيقة مع المعارف والأقارب فقط خوفا من السخرية.
٣- يقيمون علاقة مع الآخرين في حال كانوا متأكدين من تآلفهم وعدم نقدهم لهم.
٤- الخشية من النقد أمام الآخرين.
٥- النظر بدونية إلى الذات.

وهناك تفاصيل أوسع حسب المرجع الذي يمكن الرجوع إليه.

ويشترط في هذه الأعراض أن تكون قد بدأت في وقت مبكر من حياة الشخص، كما يشترط استمرارها وعدم انقطاعها.

وأعراض اضطراب الشخصية التجنبية تتداخل مع أعراض الرهاب الاجتماعي، لأنهما يحملان نفس الأعراض تقريبا، ولكن لعل أبرز فرق بينهما أن الرهاب الاجتماعي عارض، بينما اضطراب الشخصية التجنبية مستمر ومن الصغر، شأنه كشأن بقية اضطرابات الشخصية الأخرى.

ويمكن تلخيص أعراض الشخصية التجنبية في ثلاثة مكونات رئيسية:
١- التثبيط الاجتماعي.
٢- مشاعر الدونية.
٣- التحسس من النقد.

ما يهمنا في موضوع التشخيص ثلاثة أمور:

١- نحن لا نشخص عن بعد، ولا يمكننا تحديد ما تعاني منه بالضبط، إذ أن هذا الأمر يتطلب مزيداً من المعلومات وعمل بعض الاستبانات.

٢- أفضل طريقة للتشخيص هي الذهاب لشخص متخصص لإجراء هذا التشخيص، وبناء عليه يتم تصميم الخطة العلاجية المناسبة، والتي قد تكون في الغالب توجيهاً سلوكياً، كما قد تتطلب أحياناً تدخلاً دوائياً.

٣- التشخيص التفريقي، والمقصود به معرفة التشخيصات الأخرى المشابهة لاضطراب الشخصية التجنبية، مثل الرهاب الاجتماعي، ومثل الوسواس القهري، لا سيما أنك ذكرت انشغالك الدائم بالأفكار، وقد عبرت (بالأفكار التلقائية) في ثنايا كلامك وهو مصطلح وثيق بالأفكار الوسواسية.

كما أن المقارنات التي كنت تجريها بينك وبين أخيك الذي تفضله أمك عليك، عززت من موضوع الأفكار التلقائية.

العلاج:
كما ذكرنا سابقاً في العادة يتم علاج مثل هذا الاضطراب بأحد الأساليب العلاجية الشائعة، مثل العلاج المعرفي السلوكي، وقد يتطلب الأمر تدخلاً دوائيًا حسب شدة الاضطراب.

ومن الأدوات المهمة التي تحد من الأفكار التلقائية أداة سجل الأفكار thoughts record، حيث يمكنك العثور عليه في النت.

ويتكون في العادة من العناصر التالية: خانة في الجدول لتسجيل التاريخ والوقت، والخانة التي تليها يتم تسجيل الحدث الذي تتسبب في ظهور الفكرة الوسواسية، وفي الخانة الثالثة يتم تسجيل الفكرة نفسها، وفي الخانة الرابعة يتم تسجيل شعورك حيال هذه الفكرة، وفي الخامسة يتم تسجيل درجة شعورك من صفر إلى عشرة، وفي الخانة السادسة يتم ذكر المؤيدات للفكرة، وفي الخانة السابعة يتم ذكر المعارضات للفكرة، وفي الخانة الثامنة يتم ذكر شعورك بعد محاكمة الفكرة، وفي الخانة التاسعة والأخيرة يتم ذكر شدة الشعور بعد محاكمة الفكرة من صفر إلى عشرة، على سبيل المثال: لو مررت ليلا بشجرة وجاءت فكرة وسواسية أنها وحش، فالحدث: هو المرور، والفكرة: أنها وحش، والشعور: سيكون الخوف، وهكذا، وسجل الأفكار يدخل ضمن العلاج المعرفي للأفكار الوسواسية، ويمكنك الاطلاع على مقاطع يوتيوب تشرح لك الطريقة بدقة.

من المهارات التي قد تفيدك أيضا تمارين التنفس والاسترخاء، حيث يمكنك العثور عليها في هذا الموقع برقم (2136015).

ولا تنس الاستعاذة من الشيطان عند تصاعد حدة الفكرة، ويمكنك قراءة المعوذتين (سورة الفلق، وسورة الناس).

نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يهديك سواء السبيل.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
ما سبب عدم تطور الشخصية؟ 16396 الثلاثاء 20-06-2023 12:00 صـ
كيف أتخلص من التفكير المفرط الذي يتحول لأمور سلبية! 2063 الاثنين 13-06-2022 12:00 صـ
كيف أتخلص من العزلة الاجتماعية وأندمج مع الآخرين؟ 7907 الثلاثاء 05-10-2021 12:00 صـ
المبادئ مهمة في حياتي فهل من الممكن أن تتبدل أو تتغير؟ 546 الثلاثاء 03-11-2020 04:44 صـ
الحالة النفسية المتقلبة تقودني للانتحار.. فبماذا تنصحوني؟ 711 الثلاثاء 15-09-2020 11:59 صـ