بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ youssef حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبًا بك -ولدنا الحبيب- في استشارات إسلام ويب، نشكر لك تواصلك معنا، وحرصك على إصلاح أحوال أسرتك، ونسأل الله تعالى أن يُعيد إلى أسرتك الاستقرار والهدوء، وأن يُصلح أحوالكم كلها.
هذا الرجل الذي سألته -أيها الحبيب- لا شك أنه من الدّجالين والكذّابين، وعلامةُ ذلك السؤال عن اسم جدّتك، فهذه علامة الكذّابين الذين يسألون عن اسم الشخص واسم أُمِّه ويبنون على ذلك معرفة الأخبار والعلوم والأحوال التي يظنُّها البعض أنها تخفى، والحقيقة أن هذه الأحوال موجودة وواقعة على الأرض، يعلمها الجن، ويُوصلونها إلى أوليائهم والمستعينين بهم، فليس في الأمر غرابة.
لا يجوز للإنسان المسلم أن يأتي هؤلاء ويسألهم ولو لم يُصدّقهم، فمن سألهم ولم يُصدّقهم لن تقبل له صلاة أربعين يومًا، أمَّا من سألهم وصدّقهم فالأمر أشد والجريمة أكبر.
لهذا نصيحتُنا لك، ونأمل أن تأخذها مأخذ الجد:
أولاً: أن تتوب إلى الله سبحانه وتعالى من الرجوع إلى هؤلاء وسؤالهم، وعليك أن تعلم أن الله سبحانه وتعالى خيرٌ حافظًا وهو أرحم الرحمين، وأن الخير والنجاة والأمن في الاعتماد عليه والتوكُّل عليه سبحانه وتعالى، والاعتصام بذكره.
ثانيًا: ينبغي أن تعلم – أيها الحبيب – أن الأوهام أكثر ضررًا على الإنسان من المصائب المحققة، ووهم أن الإنسان وقع تحت السحر وأنه مسحور بسحر شديدٍ وغير ذلك؛ هذه الأوهام من شأنها أن تُضعف العزائم وتمرض النفس وتُصيب الإنسان بأنواع من الهموم والأحزان، والواقع قد يكون بخلاف ذلك تمامًا.
الوعاء الذي تذكرُ أنت بأنه أكفأ وأن فيه ماء القطط، واضحٌ جدًّا من الأمارات والعلامات أنه ليس ماء يُسحر به، وأظنُّ أن أُمك كانت على صوابٍ تام حين لم تُصدّق بهذه الخرافة وأنكم واقعون تحت السحر وأن السحر وقع بهذه الطريقة.
نصيحتُنا لك الاعتصام بذكر الله تعالى، أنت وأفراد الأسرة، وأن تُكثروا من قراءة القرآن، خصوصًا سورة البقرة، وأن تُحافظوا على الأذكار في الصباح والمساء وسائر الأوقات، الأذكار الموظفة التي شرعها الله تعالى وشرعها رسوله خلال اليوم والليلة، فذكر الله تعالى مطردة للشياطين.
أمَّا في شأن والدك: فإذا كان ما فعلتموه أبان عن ارتباطه بامرأة أخرى فإن هذا سببٌ ظاهرٌ جليٌ فيما يحصل داخل البيت، وهذا أولى بتعليق ما حدث عليه من أمور السحر، وعلاجُه – أيها الحبيب – أولاً: أن تغضُّوا الطرف، وأن تمتنعوا عن متابعة أسرار والدك، فإنه لا يجوز التجسس عليه، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (ولا تجسسوا)، وقد رأيتم أنكم باطلاعكم على ما لا ينبغي الاطلاع عليه وقعتم على أشياء تكرهون الاطلاع عليها، فالواجب عليكم أن تتوبوا من هذا وأن تمتنعوا عنه في المستقبل.
ثانيًا: إصلاح حال هذا الوالد أمرٌ مطلوب لعودة الاستقرار للبيت، وبطريقةٍ غير صريحة، ينبغي أن تُناصحوا هذا الأب، وأن تحاولوا رفع إيمانه وتذكيره بالله سبحانه وتعالى باتخاذ الوسائل المناسبة، وإسماعه المواعظ التي تُذّكره بالله والوقوف بين يديه، والجنّة والنار والحساب والجزاء، فهذا من شأنه أن يُقيّد الإنسان المسلم عن الوقوع فيما حرَّم الله تعالى عليه، فـ (الإيمان قيد الفتك) هكذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم.
حاولوا الأخذ بهذه الأسباب، وربط الوالد بالأشخاص الطيبين والرجال الصالحين، فإن ذلك من شأنه أن يسحبه إليهم ويجرّه إلى أعمالهم، والصاحب ساحب كما يقول الحكماء، مع دوام اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى ودعائه بأن يُصلح الأحوال.
نسأل الله أن ييسّر لكم أموركم ويُقدّر لكم الخير.
(المصدر: الشبكة الإسلامية)