أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الخوف الشديد من الموت بأمراض القلب نتيجة تسارع ضرباته في نوبات الهرع

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
بعد الصلاة والسلام على سيدنا محمد عليه السلام.
أبدأ بطرح مشكلتي التي طالما حيرتني وأرهقتني.

من عدة سنوات أصبت بحالة الهلع، وذهبت إلى الطبيب النفسي ووصف لي أدوية لعلاجها، ولله الحمد تحسنت حالتي كثيراً، ولي الآن قرابة 5 أشهر من وقف العلاج، ولم تنتابني الحالة كما كانت في السابق بل تنتابني بشكل بسيط لا يذكر، ولكن مشكلتي الأساسية من عدة أشهر أصبحت شديدة الخوف من الموت، وخصوصاً بالسكتة القلبية، وخوفي يزيد عن الحد المعقول بسبب ما نسمعه من كثرة الوفيات من جراء السكتة القلبية حتى أصبحت لا أقرأ الجرائد كي لا أشاهد أخبار الوفيات، وخصوصاً من الشباب والشابات!

أصبحت في كل لحظة أفكر في الموت وما بعده، شيء لا يطاق! حتى أشعر أحياناً بأني على وشك الموت من كثرة التفكير به حيث ما أصابني من أعراض في حالة الهلع من ضيق التنفس وسرعة نبضات القلب وإحساس شديد بدنو الأجل جعلني في كل مرة ولمجرد أي عارض أحس بالموت حولي لا يفارقني!

أصبحت موسوسة بالموت، ودائماً أقول: الآن سأموت بسكتة، وأي حادث يحصل لأي شخص أتوقع أنه سيحدث لي ما حدث له، وخصوصاً في وقت السفر! أخاف من حدوث الحوادث، أصبحت أخاف من الحياة وأحس بأنها مخيفة، حتى أصبحت أخاف من زيارة المعارف خوفاً من إصابتي بالسكتة أو حدوث حالة هلع أو توتر شديدين، وأخاف من الخروج للأماكن العامة وأقول: لماذا هؤلاء الناس يأكلون ويتنزهون وهم سيموتون!؟ أصبحت أهمل شكلي الخارجي وأقول: لماذا أهتم بنفسي وأنا سأموت!؟

حتى وأنا نائمة فجأة أحس بشيء يسري داخلي ويأتيني إحساس قوي بأني سأموت ولا أقوى على رد ذلك الشعور، أريد أن أعرف هل الذي أعاني منه من وسوسة الشيطان أم هو مرض نفسي؟ أرشدني يا دكتور للعلاج وما يجب أن أفعله، علماً بأني متزوجة وعندي طفل، والآن حامل في الشهر الرابع، هل للأدوية خطر على الجنين أم أنتظر بعد الولادة؟ وهل أكتفي بالأدوية التي تعطينا إياها أم أذهب إلى الدكتور النفسي؟ ونأسف للإطالة!


مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم محمد حفظها الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كما ذكرت في رسالتك، فالعلة الأساسية هي إصابتك بنوبات الهلع، وكما ذكرت في رسالتك أيضاً فمعظم مرضى نوبات الهلع يعتقدون أنهم سوف يُصابون بذبحة قلبية أو سكتةٍ قلبية؛ لأن من أعراض الهلع الأساسية الخوف الشديد، وتسارع في ضربات القلب، ولذا نجد أن معظم مرضى الهلع يذهبون أولاً لمقابلة أطباء القلب، ثم بعد ذلك حين يكتشف الطبيب الجيد أن الأمر لا يتعلق بمرضٍ في القلب إنما هو هلع، عندها يتم تحويلهم إلى الطبيب النفسي، ويستمر المريض في هذه المخاوف، وتتطور إلى وساوس حتى تؤدي إلى ما يُعرف بالمراء المرضي أو الخوف المرضي، والذي كثيراً ما يظهر في شكل الخوف من الموت.

أرجو أيتها الأخت المباركة أن أؤكد لك أن هذه المشاعر ليست حقيقية، إنما هي جزء من علة الهلع والرهاب الشديد، ولا شك أنك على دراية تامة بأن الأعمار بيد الله تعالى، فالتوكل مطلوب في مثل هذه الحالات، وأرجو أن أبشرك أن الأدوية الحديثة والجيدة والممتازة تُعالج مثل هذا الرهاب المصحوب بالخوف والوساوس، والشيء الذي لابد أن أؤكد لك عليه أن هذه علة طبية ولا علاقة لها بالشيطان مُطلقاً بإذن الله تعالى، وإن كان لابد لنا أن نستعيذ بالله من الشيطان ومكائده دائماً .

من أفضل الأدوية المضادة للهلع والوساوس والمخاوف هو العقار الذي يُعرف باسم سبراليكس، وجرعة البداية هي 10 مليجرام ليلاً بعد الأكل لمدة شهر، ثم ترفع هذه الجرعة إلى 20 مليجرام في اليوم، ولكن بما أنك حامل أفضل لك أن تتناولي جرعة صغيرة، وهي أن تبدئي بـ5 مليجرام أي نصف حبة لمدة أسبوعين، ثم ترفعي الجرعة إلى 10 مليجرام، وتستمري عليها لمدة أربعة أشهر، ثم تخفضي الجرعة إلى 5 مليجرام -أي نصف حبة- لمدة أسبوعين، ثم يتم التوقف عن الدواء .

أرجو أن أؤكد لك أن هذا الدواء سليمٌ جداً في الفترة الثانية والأخيرة من الحمل، أي بعد فترة تخليق الأجنة، وأنت والحمد لله تخطيت هذه المرحلة، ولكن الأدوية خاصةً هذا الدواء لا ننصح باستعماله في وقت الرضاعة؛ لأن هنالك جزءاً منه يفرز في اللبن، وهذا ربما يؤثر بصورةٍ بسيطة على الطفل، وعليه لا ننصح باستعماله في هذه الفترة، ولكن أؤكد لك مرةِ أخرى أنه في فترة الحمل بعد الشهر الثالث يعتبر دواءً سليماً وفعالاً جداً .

أرجو أيضاً أن تقومي بأي عمل تمارين استرخاء، خاصةً تمارين تنفس، فعليك مثلاً أن تستلقي في مكان هادئ وتغمضي عينيك، وتأخذي شهيقاً بعمق وبطء عن طريق الأنف، ثم بعد ذلك تقومي بإخراج الهواء أي الزفير، ويفضل أن يكون ذلك عن طريق الفم، ولكن لابد أن يكون بنفس البطء وبنفس القوة.
كرري مثل هذه التمارين، وستجدي فيها خيراً كثيراً بإذن الله.

أؤكد لك مرةً أخرى أن حالتك هذه سوف تُعالج، ونسأل الله أن يُطيل عمرك في طاعته.

وبالله التوفيق.



أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
وسواس الموت سبب لي العديد من الأمراض، فكيف أتخلص منه؟ 2831 الثلاثاء 21-07-2020 03:16 صـ
الخوف من الموت، كيف أتخلص منه؟ 2756 الأحد 19-07-2020 07:11 صـ
كرهت حياتي والناس كرهوني بسبب تبلد مشاعري.. أريد حلا 1030 الخميس 16-07-2020 02:42 صـ
فكرة الموت وذكريات طفولتي لا تفارقني، أرجو المساعدة. 2081 الثلاثاء 14-07-2020 02:54 صـ
أشعر بعدة أعراض ولا أعرف هل هي نفسية أم جسدية أو روحية؟ 1541 الأربعاء 15-07-2020 03:36 صـ