أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الزواج قسمة من الله

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

هل الزواج قسمة ونصيب؟ أم أن للإنسان يد فيه؟ على سبيل المثال: لي أخت تبلغ (39 سنة) من العمر، وهي فتاة جميلة، مثقفة جداً، حنونة متخلقة، ترتدي الحجاب، تحب فعل الخير، ولكن وإلى يومنا هذا لم يتقدم لخطبتها أحد مع أن الجميع صغار أو كبار يذكرها بالخير ولها مكانة رفيعة مع الجيران وأهل الحي.
في بعض الأحيان أشك أن هناك عكس أفيدوني. ولكم جزيل الشكر فإنني أدعو معها يومياً وفي كل صلاة أن يلاقيها الله بولد الحلال يا رب وخصوصاً وأنها تحب الأطفال، وهي التي تساعدني في تربية ابنتي وهي الأم الثانية لها.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مليكة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرّنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يُسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يجزيك عن أختك خير الجزاء، وأن يعجل لها بزوجٍ صالحٍ يكون عوناً لها على طاعته ورضاه.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه وكما لا يخفى عليك أن الحق تبارك وتعالى قال: ((تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا))[الملك:1-2] فالمالك لكل شيء هو الله، والمتصرف في كل شيء هو الله، وأنه لا تسقط ورقة شجر من على غصنها إلا بعلمه وإرادته، ولا يتحرك متحرك ولا يسكن ساكن ولا يولد مولود ولا يموت حي إلا بأمره وعلمه وقدرته سبحانه جل في علاه، وأنه سبحانه قدّر المقادير وقسّم الأرزاق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، ومن هذه المقادير وتلك الأرزاق الأولاد والأموال والصحة والحياة والمناصب، وكذلك الأزواج، فكل ذلك خاضعٌ لحكمته وعلمه وقدرته، وعليه فإن مسألة الزواج من قضاء الله وقدره، وأنه لا يمكن لأحدٍ أن يتزوج إلا وفق علمه وإرادته؛ لأنه جل وعلا كتب على كل امرأةٍ حظها من الرجل وكذلك الرجال، وذلك كل قبل خلق السماوات والأرض بآلاف السنين، وقد تتم خطبة فتاة ويُعقد عليها وتظل هكذا لسنواتٍ ثم تطلق ليتزوجها رجل آخر، وقد تتزوج الفتاة وتدخل عش الزوجية وتظل مع زوجها سنوات وقد يكون لها أولاد ثم تطلق ليتزوجها رجلٌ آخر لم تكن تعرفه من قبل أو تفكر فيه، فهذه كلّها قسمة الله وإرادته، فالزواج من قدر الله الذي لا يتغير، إلا أن الله وضع لنا إطاراً نمشي داخله، ألا وهو البحث عن المرأة ذات المواصفات المناسبة لنا خاصةً من ناحية الدين، وطلب من ولي الفتاة مثل ذلك، وشرع الخطبة والرؤية وكل ذلك قبل العقد حتى يراجع نفسه ويتخذ القرار الذي يناسبه، فنحن لنا مساحة في حرية الاختيار والبحث عن الشيء الذي يناسبنا ثم يأتي قدر الله، فإن كان قد سبق في علم الله أن هذه الزوجة مناسبة لهذا الرجل والعكس تم التوفيق من فضل الله ..وهكذا، فالمولى جل وعلا يعلم أين تكون مصلحة الإنسان فيدفعه إليها ويُعينه على سلوك السبيل الذي يُوصله لها، فهو جل وعلا أرحم بالإنسان من أمه التي ولدته، وعلى هذه الرحمة وضع قضاءه وقدره، ولذلك ينبغي أن تعلمي أن الله قدر لأختنا هذه قدر خير عنده، وأنه سبحانه سوف يسوق إليها في الوقت المناسب من يراه مناسباً لها، وما عليها إلا مراعاة الضوابط الشرعية التي وضعها الإسلام في الرجل، ثم تتوكل على الله، فعليها أن تصبر وأن تطمئن، وأن تعلم أن قدر الله لها خير، وأن عليها أن تدعو الله وتلح عليه أن يرزقها زوجاً صالحاً، ثم تواصل حياتها على ما هي عليه، مع الحرص والمحافظة على طاعة الله، ولتثق وتتأكد أن الله سيقدر لها الخير، وأن هذا التأخر هو لها خير، فمن يدري ! قد تتزوج برجلٍ وهي صغيرة ثم لا توفق معه أو تتمنى الموت من شدة كراهيتها له، فقدر الله لها خير وبركة، فلتتوكل على الله، ولتدع الأمر له، ولتُكثر من الدعاء، ولتبشر، فعما قريب سيأتيها الزوج المناسب إن شاء الله.

والله ولي التوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...