أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : طلبت الطلاق من أجل حبيبي ثم لم أستطع الزواج به
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
منذ ٨ سنوات تعرفت على شاب عبر الإنترنت، أحببته كثيراً، وكان جادا معي، وتقدم لخطبتي، لكن أهلي رفضوا الزواج منه، ثم تمت خطبتي على ابن عمي رغماً عني، وسرعان ما تم الزواج بالضرب والاعتداء علي، ثم أصبحت حاملا لم تنتهي علاقتي بالشاب الذي طلب الزواج مني والذي أحبه ويحبني.
تمت الولادة، ورزقت ببنت، ثم طلبت الطلاق كي أتزوج من الشخص الذي أحبه، فقد قال لي بأنني حتى لو لم أكن عذراء سوف يتزوجني، ولكن غضب الجميع علي، وتعرضت للأدب والإهانة، وأنا الآن عالقة في بيت أبي منذ خمس سنوات، فماذا أفعل؟ أريد الزواج بمن أحب حتى لو أنني سوف أترك ابنتي وأرحل.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ GamilA حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -أختنا الكريمة- وردا على استشارتك أقول:
مما يجب على المرأة أن تتعرف على الصفات التي يجب توفرها في شريك حياتها، وأهم ذلك أن يكون صاحب دين وخلق، كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام: (إِذَا جَاْءَكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ دِيْنَهُ وَخُلُقَهُ فَزَوِّجُوْهَ إِلَّا تَفْعَلُوْا تَكُنْ فِتْنَةٌ فَيْ الأَرْضِ وَفَسَاْدٌ كَبِيْرُّ)، فالدين والخلق صفتان متلازمتان لا تنفكان أبدا، وهما صمام أمان للحياة الزوجية السعيدة، وصاحب الدين والخلق إن أحب زوجته أكرمها وإن كرهها سرحها بإحسان.
بقاء علاقتك مع ذلك الرجل وأنت متزوجة أمر محرم، ويعد نوعا من الخيانة قد تجدين عقوبته في أي لحظة ما لم تتوبي إلى الله من ذلك، وإن كنت على تواصل معه فاقطعي التواصل، ولا تسمحي له بالتواصل معك؛ لأنه قد أفسد حياتك، ولولا استمراره بالتواصل معك وأنت متزوجة لما تطلقت، ولقنعت بما قسم الله لك.
أكثر من يربط علاقة بالنساء عبر وسائل التواصل الاجتماعي يمثلون تمثيلا ولا يبدون صفاتهم الحقيقية، وربما كان مقصدهم إيقاع النساء في شراكهم ويستغلون حاجتهم العاطفية فإن وقعت بين يديه استغلها جسديا ثم صار يهددها لتبقى على علاقة معه فإن قضى حاجته منها تركها تصطلي في نار العار.
ما الذي يضمن لكن أن هذا الرجل الذي تعرفت عليه عبر الإنترنت لن يخدعك؟ وهل توفرت فيه الصفات المطلوب توفرها في شريك الحياة والتي أهمها الدين والخلق؟ ولا أظن أن ذلك متوفر فيه بدليل أنه يبني علاقات مع النساء عبر الإنترنت.
كيف تسمح لك نفسك أن تتركي ابنتك وأنت لا تضمنين الحياة مع ذلك الرجل الذي تزعمين أنك تحبينه ويحبك؟ هل تودين أن تري ابنتك متعبة في حياتها تعيسة بسبب طلاقك من زوجك؟
زوجك السابق هو ابن عمك الذي لا يمكن أن يفرط بك، ولعلك برفض هذه النعمة لن تجدي راحة في حياتك أبدا، بل سيعاقبك الله بسبب كفران هذه النعمة، وربما دعا عليك أبواك وغضبوا عليك.
أوصيك أن تجتهدي في تقوية إيمانك، وذلك من خلال كثرة الأعمال الصالحة، فبذلك سترضين بما قسم الله لك، وترضين بقضاء الله وقدره.
كيف ستفعلين وأهلك يرفضون أن تتزوجي بذلك الرجل، وربما رفضوه الآن كما رفضوه من قبل، وحتى لو ذهبت للمحكمة تأكدي أن ذلك الرجل سيستذلك لأنك أهنت نفسك، وخالفت ما أراده منك دينك؛ فدينك يريدك أن تكوني مطلوبة عزيزة لا طالبة ذليلة، وربما فرك بك ذلك الرجل أو تزوج عليك بعد فترة.
لو أمكن أن ترجعي لزوجك فذلك أفضل، وإلا أن تنتظري رزقك، فمن أرادك فليأت البيوت من أبوابها، فإن تيقنت من توفرت الصفات المطلوبة فاقبلي به زوجا.
صلي صلاة الاستخارة قبل أن تعلني رضاك وقبولك بأي شخص يتقدم لك، فإن الله لن يختار لك إلا ما فيه الخير.
أوصيك أن تتضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة، وسلي الله تعالى أن يصرف ذلك الرجل ويخرجه من قلبك، وأكثري من دعاء ذي النون (لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَاْنَكَ إِنِّيْ كُنْتُ مِنَ الْظَّاْلِمِيْنَ) فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الحُوتِ: لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَإِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا رَجُلٌ مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ).
اقتربي من والديك، واطلبي رضاهم ودعاءهم، واعملي بكل ما يجعلهم راضين عنك فرضى الله من رضى الوالدين وسخطه من سخطهما.
أكثري من الاستغفار ومن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؛ فذلك من أسباب تفريج الهموم، يقول عليه الصلاة والسلام: (مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ)، وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ).
أكثري من تلاوة القرآن الكريم؛ فذلك سيجلب لقلبك الرضا والطمأنينة، كما قال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ).
عليك بكثرة العمل الصالح، وبتقوية إيمانك، فذلك من أسباب جلب الحياة الطيبة كما قال ربنا سبحانه: (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى أن يصرف عن قلبك هذا التعلق، وأن يقنعك ويرضيك بما قسم لك، وأن يسعدك في حياتك إنه سميع مجيب.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
أشكو من أهواء النفس وذنوب الخلوات، فما المخرج؟ | 2339 | الأحد 04-04-2021 03:07 صـ |
حائر بين أمر المؤمن والعاصي في هذه الحياة. | 945 | الثلاثاء 23-02-2021 06:23 صـ |
أرتكب المعاصي رغم قراءتي للقرآن، فماذا أفعل؟ | 2079 | الخميس 18-02-2021 01:37 صـ |
أعاني من مشاكل في حياتي وتركت الصلاة بسبب المشاكل. | 888 | الخميس 21-01-2021 12:37 صـ |
هل يغفر الله ذنوب الخلوات؟ | 6234 | الخميس 21-01-2021 05:09 صـ |