أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : وجود الطفل في جماعة له ثمن

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عندي طفل في الرابعة من عمره، وهو مسالم ولا يبدأ أحداً بالعداء، كما أنه يحب الناس وخصوصاً الأطفال، ويبدأهم بالتعارف، ولكن عندما نكون في النادي أحياناً أجد طفلاً آخر قد ضربه بدون سبب فيأتي إلي يبكي، فلا أدري ماذا أقول له! فإن قلت له اضرب من ضربك، فسأعلمه العدوانية وعدم التسامح، وإن قلت له: اتركه والعب مع غيره أخشى أن يتعلم ابني الضعف والاستسلام لمن يهينه، فماذا أفعل؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدّر لك الخير ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعاً رشدنا، ويُعيذنا من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا...وبعد،،،

فإن الدلائل تشير إلى أن هذا الطفل سوف يكون له شأنٌ ودورٌ في الحياة بإذن الله، فلابد من تشجيع هذه الروح، والأخلاق منها ما هو جبلّي ومنها ما هو مكتسب، ودور الأسرة يكون بترسيخ وتأكيد الجوانب الإيجابية، والتي منها ما ذكرت، ومنها حرص بعض الأطفال على إخراج ألعابه وإشراك الآخرين في اللعب معه.

ومن واجبنا كذلك تشجيعه على تنمية علاقات الصداقة مع الآخرين، ولابد أن تعلمي أن وجود الإنسان في جماعة له ثمن؛ لأنه يقابل الصعب والسهل والكريم والبخيل، ولكن هذا التفاعل له دور كبير في نموه النفسي والاجتماعي واكتساب الخبرات المتنوعة، وعلينا أن نجتهد في تعليمهم الطرائق المثلى في التعامل مع الآخرين، كإلقاء السلام، والشكر لمن يقدم له خدمة أو معروف، والاعتذار عن الأخطاء، وقبول اعتذار الآخرين، ومخاطبة الناس بأسلوب مهذب، ومراعاة مشاعر الآخرين والتخفيف على المحزونين، وأن نعلمه الأسلوب الأمثل للتعبير عن الغضب، ونعوده على العفو والصفح، ولا بأس من تعليمه رد الظلم والعدوان ولكن بطريقة غير مباشرة، كأن نقول له التلميذ الممتاز لا يعتدي على زملائه، ولا يقبل أن يعتدي عليه الآخرون، والطفل المسلم يأخذ حقه لكن دون أن يتجاوز الحدود، وإذا عرف حقه وغضب لضياعه استطاع في المستقبل أن يأمر بالمعروف، ويجاهد في سبيل الله، ويغار على عرضه ودينه.

ولا شك أن التسامح مطلوب، ولكن ينبغي أن يكون بقدر، وأن نخلط التسامح بشيءٍ من التربية على الغضب لله، والمحافظة على الحقوق، والصيانة للأعراض، وعدم السكوت على الظلم.

وأرجو أن لا تقبلي إهانته، ولا تقومي أنت أيضاً بتحطيم شخصيته بالإهانة والضرب والتوبيخ.

ولا شك أن الإسلام رغّب في العفو لكنه عند المقدرة، وكظْم الغيظ الذي يستطيع أن ينفذه الإنسان، وأباحت الشريعة للمظلوم أن يهجر بمظلمته ويتكلم على الظالم، وحرضت على رد العدوان، فقال سبحانه: (( فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ ))[البقرة:194].

وخلاصة الأمر: لابد من الموازنة، واصطحاب كافة النصوص الشرعية، ومراعاة طبيعة الأطفال في هذا الزمان، والاجتهاد في الارتباط بأسرٍ حريصة على التدين وحسن التربية، ولا داعي للقلق، فإن الطفل صغير وأمامه فرص وتجارب كثيرة.

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...