أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : نصائح لفتاة تكره أباها لإساءته معاملتها

مدة قراءة السؤال : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فأكبر مشكلة في حياتي هي: أبي.. أبي.. أبي، نعم هو أبي، قد تستغربون، لكني بالفعل أكرهه.. أكرهه.. أكرهه، وعلاقتي به هي أن أؤدي ما أمرني الله به تجاهه فقط، ولكن بالنسبة لمشاعري نحوه فأنا أكرهه جداً جداً! قد تسألون: لماذا؟ أنا لا أعرف، ربما من تراكم عدة أمور من الماضي.

هو يكرهني كما أكرهه، أكيد سوف تقولون: لا، ليس من الممكن أن يكره أب ابنته لكن هذا ما أشعر به، هو لا يعمل شيئاً يشعرني بحبه، وأيضاً حركاته ونظراته، هو يحتقرني، نعم يحتقرني، وفي مرة من المرات أخبر أمي بأنني هبلاء، أكرهه.. أكرهه، فهو لا يعاملنا نحن البنات كما يعامل الأولاد أبداً، ولا يخرجنا من البيت أبداً أبداً، ففي هذه الإجازة فقط أخرجنا فقط مرة واحدة، وعندما نقول له: تعبنا من الجلسة في البيت يقول: أنتم مثل الألماس لازم نحافظ عليها! ليس بهذه الطريقة أبداً يحافظ علينا، بل بتوفير الحب والعطف، فنحن بحبسنا في البيت من الممكن أن نقوم بأي شيء قد يضرنا، لماذا لا يستوعب ذلك؟!

كل مرة يحدث موقف بيني وبينه حتى ولو كان تافهاً أبكي، أهلي يستغربون يقولون: أنت بكاءة، حينما أبكي لا أبكي فقط على الموقف بل يأتي في بالي جميع المواقف التي جرحني فيها في الماضي، تمر أمامي تلك المواقف كشريط فيديو!

عند ظهور نتائجي يتعامل معي معاملة أفضل لأنني -والحمد لله- تكون نسبي إما 98% أو 99%، ويقول: أنت رفعت رأسي، ولكن بعد ذلك بأسبوع -ويمكن أقل- إلى أن تظهر نتائج الاختبار النصفي في السنة الدراسية التالية تكون معاملته سيئة كما ذكرت سابقاً، أكرهه.. أكرهه..

لا يريد أن يسمع الآخرين، هو دائماً على الصحيح ونحن الخطأ، لا يريد أن يسمع أخطاءه، لكنه يسمح لنفسه بالتكلم عن أخطاء الآخرين ومعاقبتهم عليها، في كثير من المرات أحسّ بأنني غير محبوبة، غير مرغوب فيها، وقد راودني هذا الإحساس منذ أن كان عمري تسع سنين إلى الآن، كنت أجري وأغطي نفسي بالبطانية وأبكي بحرقة وأقول: لا أحد يحبني، أما الآن فأذهب إلى الحمام وأبكي، وإذا تأكدت من خلو أي غرفة أصلي وأبكي في سجودي وأشكو لله وأدعوه أن يزيح همي.

أنا مصابة بالرهاب الاجتماعي لأنه لديّ عوارضه، فأنا من المستحيل أن أظهر أمام الجمهور لأنني في الفصل وأمام زميلاتي أتلعثم، فكيف أمام جمهور؟ كذلك لديّ الوسواس القهري لأنني أكرر دائماً أموراً أعلم في قرارة نفسي أن تكرارها شيء خاطئ وشيء يتعبني لكن لا أستطيع تركه، قد استنتجت ذلك من قراءة كتب علم النفس، وتأكدت كذلك من التلفزيون عندما أشاهد لقاءت مع أطباء نفس، كان من الصعب جداً الذهاب إلى طبيب نفسي، ولكن بعد محاولات مني ومن أختي لإقناع أبي ذهبت، ولكن استغربت حين قال الطبيب: إن هذا قلق، وأعطاني أدوية، قد لا يريد أن يخبرني أو أنني لم أشرح له أعراض مرضي جيداً.

بعد ذلك أمتنع أبي أن أستمر مع الطبيب لأنه وأمي لاحظوا كثرة نومي وقلة أكلي، أثناء علاجي توقف الوسواس عني ولكن الرهاب لم يتوقف، وبعد تركي للعلاج عاد الوسواس.

كذلك أنا غير واثقة من نفسي، وكثيراً عندما أذاكر أسرح فيضيع الكثير من وقتي بالسرحان، وأتمنى أن أملك أصدقاء لكن لا أجد الصحبة الصالحة، وجميع من حولي هم زميلات فقط.
أتمنى أن أجد حلاً لمشاكلي لديكم.
وشكراً.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم.
الابنة الفاضلة/ Asrar حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله العظيم أن يغفر ذنبك، وأن يزيل همك، وأن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.. وبعد:

فقد أعجبني حرصك على أداء ما أمرك الله به تجاه والدك، وأسعدني نجاحك ونسبك العالية، وأفرحني تقدير والدك للنجاح وافتخاره بك، ولا يمكن لإنسان يكره آخر يفرح بنجاحه، أو يحافظ عليه محافظته على الجواهر النفيسة، كما هي عبارة والدكم الموقر عندما تطلبون منه الخروج.

وأرجو أن تتأملي مشاعر الوالد، وحرصه على مصلحتكم، مع أنه بلا شك لم يصل إلى الأسلوب الأمثل، ولا نوافقه على أسلوبه؛ لكن معرفتنا لنواياه الجميلة تجعلنا نلتمس له بعض العذر.

وقد كنت أنتظر منك أن تذكري بعض محاسن هذا الوالد تجاه الأسرة، ولا أظنه يقصر في صرف الأموال وتوفير المتطلبات لكم، ومن هنا فأرجو أن تضعي محاسن هذا الوالد وإيجابياته في كفة ثم ضعي السلبيات في الكفة الأخرى؛ لأن هذا يوصل إلى الإنصاف عند الحكم على الأشخاص، وإذا كانت السلبيات معدودة فكفى بالمرء نبلاً أن تُعد معايبه.

ولست أدري هل علاقة الوالد مع كل أهل البيت مضطربة أم معك أنتِ فقط؟

وأظن أنك وحدك التي تناقشينه وتخالفينه، وهذا حقٌ لك ولكن لابد من التأدب معه واللطف، مع الحرص على انتقاء عبارات جميلة في التعامل معه، ولا تقولي: أنا أكرهه، فإن المسلم يكره الأعداء ويحب المؤمنين المصلين؛ فكيف إذا كان هو مع ذلك والدك؟! والوالدان هما أعظم الناس فضلاً على الإنسان بعد الله.

وكم سوف تكونين سعيدة وموفقة إذا غيرت نظرتك لوالدك، وحرصت على رضاه، وصبرت عليه، وأكثرت من ذكر الله وتلاوة القرآن، وفي ذلك شكرٌ لله الذي ينقلك من نجاح إلى نجاح.

ولا أظن أنك تحتاجين لتكرار الزيارات للأطباء إذا واظبت على طاعة الله، ولم تشغلي نفسك بكثرة التفكير في المشاكل التي نفضل حصرها -إن وجدت- في إطارها الزماني والمكاني، وأرجو أن تبحثي عن صديقات صالحات حتى تتعودي على التفاعل مع الناس، ولا تُكثري القراءة عن الأمراض ثم تحاولي اتهام نفسك بالإصابة بها، وأكثري من ذكر الله، وخاصةً دعوة نبي الله يونس فهي علاج للغم، وهي الواردة في قوله تعالى: (( لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ))[الأنبياء:87] فإن الله يقول بعدها: (( فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ))[الأنبياء:88] إذا لجئوا إلى الله.

والله الموفق.



أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
تشتت عائلتي وإهمال أبي ما الحل..وما توجيهكم؟ 877 الخميس 16-07-2020 06:01 صـ
أبي يظلمنا جميعاً، كيف التعامل معه؟ 1039 الأحد 28-06-2020 01:47 مـ
كيف نتعامل مع والدنا القاسي؟ 2461 الأربعاء 17-06-2020 02:31 صـ
أبي ينوي الزواج بأخرى في وقت مرض أمي التي هي في أمس الحاجة له! 1426 الاثنين 18-05-2020 06:42 صـ
أبي يعاملني بقسوة من أجل المال.. ماذا أفعل؟ 642 الأربعاء 13-05-2020 02:15 صـ