أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الموقف من كراهة الولد أمه بعد الزواج

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أخي كان يحب أمي كثيراً، وبعد زواجه بفترة (8) أشهر بدأ يكرهها ولا يطيق لها كلمة، وهو يعيش في الإمارات (أبو ظبي)، وإخوتي يقولون: إن عليه سحراً من زوجته، ذهبنا إلى امرأة تفتح بالقرآن وقالت عليه سحر، وقالت لي أن أقرأ سورة طه لمدة (40) يوماً، فما العمل؟ أرجو المساعدة.
وجزاكم الله خيراً.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم.
الابن الفاضل/ Hugoboss حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله العظيم أن يُصلح الأحوال والنيات، وأن يلهمنا السداد والرشاد، وأن ينفع بشبابنا الآباء والأمهات، وأن يرزقهم التوفيق ويعينهم على عمل الصالحات، وبعد:

فإن من واجب الرجل أن يُحسن إلى أمه، وألا يظلم زوجته، فللأم حقوق لا تقبل الشريعة التقصير فيها، وللزوجة حقوق لا ينجو من يقصر فيها، فهي أسيرة عنده يفكه عدله معها، ويوبقه ظلمها والتقصير في حقوقها.

ولا شك أن التوفيق بين الوالدة والزوجة يُعتبر من المشكلات الكبرى، خاصةً إذا كان الولد هو الأصغر أو الأوحد؛ وذلك لأن الأم تشعر أن الزوجة جاءت لتشاركها في حب ولدها، ولا مخرج من هذه المشكلة إلا بحكمة الزوج وصبر الزوجة بعد توفيق الله، وتزداد المسألة سوءاً إذا كانت الزوجة من النوع الذي لا يُساعد الزوج على البر بأمه، ولكن العاقل يرسم الخطوط العريضة في بداية حياته الزوجية، ويُشعر الزوجة بأن قيمتها ترتفع عنده إذا برّت أمه وصبرت عليها واعتبرتها مثل أمها.

ولا يستطيع الإنسان أن يحكم دون أن يسمع من كل الأطراف، لكن كراهية الوالد لا يعذر فيها الولد مهما كانت الأسباب، وأرجو أن تذكروه بالله، وتحذروه من عقوق والدته، والصواب أن يضاعف الإنسان من بره لأمه بعد الزواج؛ حتى لا تشعر أنه تغير عليها وأصبح يطيع زوجته، كما أرجو أن تطلبوا من الوالدة أن تخفف عليه حتى تعينه على برها والإحسان إليها، ونحن لا نوافق على سرعة الاتهام بوجود سحر أو نحوه إلا بعد أن نبحث عن الأسباب العادية المعقولة لذلك التغيُّر والابتعاد والتقصير في حق الوالدة، فربما كانت الأسباب هي سوء التفاهم أو ظلم الوالدة، أو حدث ذلك الجفاء بفعل النمامين الأشقياء، وقد يكون السبب هو الزوجة السيئة التي تحرضه على أمه وأهله.

ومهما كانت الأسباب فإنه يُلام على تقصيره في حق أمه، ولابد أن نعرف أن الناس توسعوا في باب الدجل والشعوذة، فما من شخص يمر عليهم إلا وقالوا: هذا به عين، أو سحر، أو جن، حتى أصبح جميع الناس مرضى!

وإذا أراد الإنسان أن يبحث عن علاج فلابد من توافر شروط في الراقي والمعالج، فلابد أن يكون ممن يلتزم بالشريعة ظاهراً، وأن تكون الرقية بكلام الله وسنة رسول الله، وأن تكون بألفاظ واضحة مفهومة، وأن نعتقد أن الشفاء من الله، وألا يكون فيها ادعاءٌ لعلم الغيب، وألا يفعل مراسيم كطلب النظر في الماء أو فتح القرآن للخديعة، أو السؤال عن اسم الأم، ولا شك أن القرآن علاج وشفاء، ولكن تحديد عدد مرات القراءة ليس عليه دليل.

فأكثروا من الدعاء لهذا الأخ، وكونوا على اتصال به، وقابلوا تقصيره بالإحسان، ولا تُسارعوا باتهامه حتى لا تدفعوه إلى مزيد من النفور.

والله ولي الهداية والتوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
ضميري يعذبني بسبب استغلالي جسديًا في فترة جنوني، فماذا أفعل؟ 3907 الأحد 09-08-2020 02:30 صـ
بعد انتقالنا إلى منزل جديد تغيرت حياتنا كليًا، فما سبب ذلك؟ 4141 الأحد 28-06-2020 09:21 مـ
هل ما أعانيه من آلام حقيقة أم أنها سحر أو مس؟ 8843 الثلاثاء 02-06-2020 12:57 صـ
هل أعاني من سحر أو عين؟ 11411 الأربعاء 22-04-2020 01:18 صـ
كلما تقدم أخي لخطبة فتاة يتم الرفض.. ما سبب ذلك؟ 7041 الأحد 01-03-2020 12:19 صـ