أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : العلم الدنيوي والسعي للجنة كيف يتم التوازن بينهما؟

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لكل مسلم هدفان في الحياة:
" هدف رئيسي عام للجميع " عبادة الله، ودخول الجنة، والنجاة من النار، قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}، {فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز}.

" هدف ثانوي خاص له وحده " أن يكون عظيما في مهنة أو مجال ما.

لهدفي أنني أريد أن أكون عالما عظيما رقم واحد في مجالي، درست البكالوريوس في تخصص ما، وأنا الآن في بداية الماجستير لدراسة نفس التخصص، أريد أن أكون عالما عظيما رقم 1 في مجالي ولكن هل يتعارض ذلك مع سعيي للآخرة؟ يعني كيف أفوز في الآخرة بالدرجات العلى؟ وهل العمل في وظيفة أستاذ جامعي أو الزيادة على ذلك بإعطاء وقت أكبر للمهنة لكي يتم إنجاز شيء عظيم فيها من وقت حياتي يؤخرني عن الآخرة؟ يعني الآن قال رسول الله في الحديث "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث .... أو علم ينتفع به " صحيح أن لي أجرا بإذن الله حتى بعد الموت؟ ولكن كيف يتم ترتيب الأولويات في ذلك؟

أريد -إن شاء الله- أن أفوز بالدرجات العلى من الجنة، وأخشى أن يشغلني الأدنى فضلا عن الأعلى فضلا، وقد خطر في بالي أن أقوم بالتوازن بين طموحي في الحياة وبقية عملي للآخرة، ولكن ذلك سيجعل من يؤثر الآخرة تماما على الدنيا ويسابق إلى أعلى الدرجات يسبقني فيها، فما توجيهكم؟
كيف أجعل من العمل لأن أكون عالما لا يؤخرني ولا يأخذ من وقتي وجهدي عن العمل للفردوس الأعلى من الجنة؟ لأن الأعمال تتفاضل.

أيضا هل لديكم أسماء كتب هي الأفضل في الوصول إلى هدف أن يصبح الإنسان عالما أو أن يصبح رقم 1 في مجاله؟

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ عمرو حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك -أخي العزيز- وأهلا وسهلا ومرحبا بك، وأسأل الله أن يرزقنا وإياك العلم النافع والعمل الصالح والتوفيق، والسداد لما يحبه ويرضاه.

أهنئك على حرصك على تحصيل مصالح دينك ودنياك وعلو الهمة في الخير.

لا تعارض -أخي الكريم- بين طلب العلم الشرعي، وعبادة الله تعالى، والتفوق في الدراسة في التخصصات العلمية كعلوم الطب والحاسوب والفيزياء والهندسة حيث يمكن الاجتهاد في الدراسات العلمية

مع تحصيل الواجب من العلم الضروري وفرائض العبادات من غير مشقة.

وأما التفوق والتميز في إدراك هذه الأمور من العلم والعبادة والدراسة، فمن الصعوبة بمكان إلا لمن وفقه الله وخصه بقوة في الحفظ والفهم كما هو الواقع.
ما حوى العلم جميعا أحد ** لا ولو مارسه ألف سنة.
إنما العلم كبحر زاخر ** فاتخذ من كل شيء أحسنه.

ومن المهم معرفة أنه تختلف الأولوية في تحصيل هذه الأمور باختلاف الشخص والحال، فرب شخص هو إلى الدراسة وفي تخصص ما هو أميل وأحسن مواهب وكفاءة وقدرات دون علم أو تخصص آخر، كما ولاختلاف الأحوال أولوية، وذلك باختلاف حاجة ومصلحة البلد، فإذا مست الحاجة لعلم أو تخصص معين كانت الأولوية له فيصير فاضلا وإن كان في الأصل مفضولا.

ولنعلم أن الأصل هو تحصيل الواجب والفرص في العلم والعبادة، وأما الزيادة عليهما فمستحب، وأما العلوم فهي فروض كفايات، يجب توفير من تحصل بهم الكفاية في حفظ مصالح الناس، بها من أنواع العلوم والزراعة والصناعة وغيرها.

وأما بخصوص الكتب التي تساعد على التفوق العلمي، فلا أجمل من قراءة القرآن ثم كتب السيرة النبوية لحسن الصلة بالله ونبيه صلى الله عليه وسلم وتقوية الإرادة، وتحصيل القدوة والتواضع، ثم قراءة كتب العظماء وتجارب الناجحين على مر التأريخ، وصحبة الناجحين المتفوقين والمشاركة في دورات التنمية البشرية والبرمجة اللغوية العصبية والقراءة الواعية لكتب التخصص ومدارستها لدى المختصين.

ومما يسهم في تقوية الإرادة والثقة بالنفس، والنجاح والفوز في مصالح الدين والدنيا هو اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء والاستخارة ولزوم الاستشارة، والطاعة والذكر والصحبة الصالحة العاقلة الواعية المجتهدة، وحسن الظن بالله تعالى، وعدم اليأس من النجاح، والقنوط من الرحمة، والتدرج في التحصيل، وعدم استعجال النتائج أو قصد الدنيا بالعلم، مع الاستعانة بالله وتقواه والتوكل عليه (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه).

وصح عند مسلم (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز)

أسأل الله تعالى أن يعيننا وإياك على ذكره وشكره وحسن عبادته، وصلاح النفس والمجتمع والأمة، والله الموفق والمستعان.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...