أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : مشاركة أهل الزوج للزوجة في كل تفاصيل حياتها وكيفية التعامل مع ذلك
السلام عليكم ورحمة الله.
أريد معرفة كيف أتعامل مع زوجي وأمه وأهله الذين لا يفهمون حقوقي، فهم يسكنون معي ويشاركونني في كل شيء، فمنذ أنا تزوجت وأنا عيش في دور مستقل بالاسم فقط، إلا أن كل شيء مشترك حتى المخدة التي أنام عليها والملعقة التي آكل بها، شيء لم أعد أطيقه، فأنا أشتري لهم كل شيء مثلي عندما ترى أمه أشيائي وتريد مثلها، حتى أدوات المطبخ أشتري لهم ولي؛ حتى يتركوا أدواتي، ولكن أمه تترك ما لديها وتنزل وتأخذ وتستخدم، وتتحجج أن ما لدي يُعجبها، وأنا أبتسم لأنني لا أريد المشاكل، وأحياناً تأخذني عبرة وشعور بالبكاء، فأخفيها حتى تذهب، وأبكي بحرارة، وحتى إن حضر ضيف يُدخلونه مجلسي رغم أن لديهم دورين مستقلين، ولا أشعر إلا وقد دخلوا ودون استئذان، سواءً أمه أو إخوانه الرجال، كذلك عانيت من انتهاك ستر بيتي، فأمه وأخواته إذا نزلوا إلينا لا أشعر بهم إلا وهم أمامي وسط البيت سواءً بالليل أو بالنهار، وأنا ما يزعجني فترات الليل وفترات الراحة ورؤيتهم لي بهيئة لا أريدها، كل هذا وأنا أكتم بقلبي وأخفي غيظي بابتسامة حتى لا يفهمني أحد خطأ.
وعلى أمل أن ننتقل لبيتٍ مستقل، وعندما بدأ زوجي ببناء بيت الزوجية فوجئت بأخبارٍ من إحدى أخواته بأنه قال أنهم سينتقلون معنا لبيتنا الجديد من أجل تأجير البيت، فكتمت غيظي وابتسمت؛ حتى لا تفهم أني لا أريدهم، فأرجو من يقرأ كلماتي أن يُشير علي ماذا أفعل لأُفهم زوجي أنني أريد بيتاً مستقلاً؟!!
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Sameera حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله أن يصلح الأحوال، وأن يبارك في الآجال، وأن يسدد خطاك ويبلغك الآمال، كما نسأله تبارك وتعالى أن يلهمنا رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا.
فقد أسعدني صبرك، وأعجبني كمال عقلك، وليت كل امرأة مسلمة تفكر بهذه الطريقة وتحتمل الأشياء الكثيرة، رغبةً في تفادي المشاكل، وأبشري فإن الصبر نصف الإيمان، والله تبارك وتعالى يُعطي الصابرين أجورهم بغير حساب.
ولابد أن تعلمي - أختي الكريمة- أن بعض الأمهات تشعر أن زوجة ولدها جاءت لتشاركها في جيبه وحبِّه، ويزداد هذا الشعور في حالة الولد الوحيد أو الكبير، ومن هنا تشتد الغيرة، ولا حلَّ في هذه الحالة إلا بحكمة الزوجة وصبرها الذي يرفع قيمتها عند زوجها؛ لأنها تُعينه على أداء حق والدته، وتُساعده على النجاح في هذه المواقف العصيبة، مع أن الشريعة بعدلها تدعو الزوج إلى أن يحسن إلى أُمه ويحسن إلى زوجته، فيحفظ لها حقوقها الشرعية ويضمن لها راحتها النفسية.
وأنتِ أعلم بحال زوجكِ وشخصيته وتأثيره على أهله أو تأثره بهم، ولكن لا مانع من اختيار أوقات مناسبة للإشارة إلى بعض الأمور التي يمكن أن توفِّر لك مقداراً من الراحة؛ كأن تقترحي عليه إيجاد فواصل بين الأدوار وأبواب بين الحجرات في المنزل الجديد قبل أن تذهبوا إليه، مع ضرورة بيان آداب الإسلام في الاستئذان وعند الدخول إلى المنزل والدخول إلى الحجرات الخاصة، وذلك عن طريق إيجاد كتيبات أو أشرطة تتكلم عن هذه الآداب، وممن تكلم في هذا الموضوع الشيخ محمد المنجد، والشيخ محمد حسان، والشيخ سلطان العويد، وقد ألف الشيخ محمد إسماعيل كتيباً نافعاً سماه (الأدب الضائع).
فإذا عرف الزوج تلك الآداب فإنه يستطيع أن يوصلها إلى والدته وأهله، ويفضل أن يشعرهم أن هذه المقترحات والإفادات منه، كما أرجو أن تجتهدي في مراعاة الحشمة، ونسأل الله أن يصبرك ويعينك.
ولا شك أن هذا الذي يحدث صعب الاحتمال، ولكن البديل قد يكون أصعب في حالة الإنكار المباشر أو الرفض لهذه الممارسات، ولا أظن أن هذا الضيق يستمر طويلاً، والأعمار بيد الله، وأرجو أن تُشغلي نفسك بالمفيد وطاعة الله المجيد، واستمري على ما أنت عليه من الابتسامة لهم، ولا تعطي الشيطان فرصة لاشتعال النيران، ولا تذكري أخبارك وأحوالك لأحد؛ فإن الصبر الجميل لا تصاحبه شكوى، كما أرجو أن يفهم الزوج أن الراحة النفسية أهم من الأموال التي تعود من إيجار المنزل الأول.
ونوصيك بكثرة الدعاء، والتوجه إلى من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء.
والله يوفقك لكل خير.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
زوجتي لا تقدر تعبي وعملي وتطلب الطلاق.. ماذا أفعل؟ | 2621 | الخميس 09-07-2020 04:51 صـ |
أم زوجي تسيء لي ولأهلي وتشتمني وتسبب المشاكل بيني وبين زوجي، فما نصيحتكم؟ | 1980 | الخميس 30-04-2020 06:53 صـ |
كيف أتخلص من الكره الذي أثر على حياتي؟ | 1950 | الثلاثاء 28-04-2020 04:16 صـ |
زوجتي أصرت على الانفصال ثم تراجعت عن قرارها، أشيروا علي. | 3649 | الأحد 08-03-2020 12:12 صـ |