أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : أشعر بالاكتئاب وضميري يؤنبني بأنني سبب موت أمي
السلام عليكم
توفيت أمي منذ أيام، وهي مريضة بالتهاب الأمعاء منذ سنتين، بعد وفاة أمي قرأت عن مرضها؛ لأننا لم نكن ندري أنه قاتل، ويبدو أن سببه شدة الانفعالات النفسية، ومن بعد مرض أمي بسنة تخاصمت أنا وزوجي، واتصلت لها أشتكي، وهي خافت؛ لأنني مغتربة ووحيدة، وفي هذا اليوم قالت لي أختي: إنها تعبت كثيرا من استفراغ وإسهال، وبعد بضعة أشهر توفيت، ولما قرأت أن هذا المرض قابل للشفاء، وهي ماتت الآن، خفت أن أكون أنا سبب عدم شفائها؛ لأني الآن عرفت أنه يحدث نتيجة صدمة أو انفعال، فأنا الآن في حالة اكتئاب، وشعور بالذنب أنني سبب موتها.
دلوني، وجزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ناديه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يرحم والدتك وأمواتنا وأموات المسلمين، وأن يصلح الأحوال، وأن يرزقنا بر آبائنا وأمهاتنا في حياتهم، وبعد مماتهم، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته الآمال.
والدتك توفيت في الوقت الذي قدره القدير القائل: {فاذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون} والموت لا يحتاج إلى مرض معين، ولكنه الأجل الذي حدده ربنا وقدره، فاتركي عنك المشاعر السلبية واشتغلي بالدعاء لها والاستغفار لها والصدقة عنها، وإن استطعت العمرة نيابة عنها، والحج.
ونوصيك بإكرام صديقاتها، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بها، وإنفاذ عهودها، واعلمي أن كل من قصر في البر في حياة والديه يستطيع أن يتدارك بعض ما فاته في حياتهما، ونتمنى أن تحولي ما في نفسك من شعور بالتقصير إلى أعمال وطاعات للرب القدير لتنالي أجر البر، وأجر الأعمال الصالحات.
ونحن في الحقيقة نوصي كل من كانت بعيدة عن والديها بأهمية إخفاء أزماتها ما استطاعت، ولا مانع من طلب الدعاء؛ لأن قلب الوالدين، وخاصة الوالدة ضعيف وتكون في وضع لا تستطيع معه تقديم المساعدة، وقد ذكر أن الإمام أحمد رحمه الله كان يئن عند اشتداد المرض، فإذا جاءت والدته كف عن الأنين وأظهر الجلد.
ونكرر تنبيهنا إلى أن الشفاء من الله، وأنك لست سببا للمرض، وإن كنت السبب، فإن السبب لا يفعل ويؤثر إلا بتقدير الله، فالنار حارقة، لكنها لم تحرق الخليل، وهي حارقة ولم تحرق من رماه طلحة بن خوليد في النار، وخرج أبو مسلم يمشى؛ لأن العظيم عطل في النار الإحراق، وعلينا أن نجتهد في تفادي أسباب المرض مع يقيننا أنه لا ينجي حذر من قدر.
وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، واعلمي أن كل الأمراض قابلة للشفاء إذا قدر واهب الشفاء، فلا تعودي للوراء، فوالدتك ذهبت إلى رب رحيم، وحاجتها الآن إلى برك وإحسانك، وهي تنتفع بصلاحك؛ لأنك امتداد لعملها الصالح.
نشكر لك التواصل، والسؤال، وندعوك إلى مخالفة عدونا الشيطان الذي همه أن يحزن أهل الإيمان حتى يقعدهم ويمنعهم من عبادة وطاعة الرحمن، ونكرر الدعاء للوالدة ولأموات المسلمين، ونسأله أن يجمعنا بهم مع رسولنا والنبيين في فردوس ربنا الكريم.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
احترت بأمري هل أتزوج أم أعود للعيش مع بناتي؟ | 971 | الأربعاء 12-08-2020 05:25 صـ |
أدرس في الخارج ولا أدري أي مستقبل ينتظرني. | 719 | الخميس 02-07-2020 03:51 صـ |
أمي تعاملني معاملة سيئة رغم اجتهادي في برها، فماذا أفعل؟ | 678 | الأربعاء 24-06-2020 10:13 مـ |
الوحدة والمشاكل التي أعيشها هل هي ابتلاءات من الله؟ | 766 | الخميس 18-06-2020 07:37 صـ |
تعرضي للظلم من إخوتي وأبي جعلني ضعيف الشخصية.. ساعدوني | 882 | السبت 13-06-2020 10:42 مـ |