أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : شاب أحب ابنة عمته ويريد الزواج بها ويخشى من معارضة أمه

مدة قراءة السؤال : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم.
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وبعد: فجزاكم الله كل خير على ما تقدمونه من نصح وإرشاد لعامة المسلمين.
أعيش في دولة قطر وحيداً، جئت إليها مبتعثاً للدراسة في جامعتها، وبعد التخرج حصلت على عمل في شركة وأحسست بعد التخرج برغبة بالزواج لحديث رسولنا الكريم: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج)، ونظراً لأنني وحيد هنا وعملي طويل وأقوم بجميع متطلبات الحياة في العمل والمنزل، وبفضل تشجيع الأصدقاء لي بالزواج عزمت ذلك فحاولت عن طريق موقع إسلام أون لاين في شريك الحياة أن أجد الفتاة المناسبة لكن دون جدوى! وذهبت مع صديق لي لخطبة فتاة ولكن لم أوفق.

ومرة أثناء العمل استقبلت إيميلا من بنت عمتي تسلم علي؛ فخفت أن يكون هذا مقلبا من أحد الأصحاب، فاتصلت بها وإذا هي التي أرسلت الإيميل، واتضح في ما بعد أنها تحتاج مساعدة في حل مشكلة حصلت معها، ومن دافع القرابة والاحترام قدمت لها الحل، وكنت قد أبلغت أهلي بنيتي بالزواج، والظاهر أن والدي تكلم أمام دار عمتي بهذا الخصوص وأنه ينوي تزويجي فتاة معينة، وهنا أرسلت ابنة عمتي تسأل عن الموضوع ويبدو عليها الخوف من موافقتي لهذا الموضوع، ولا أخفي عنكم وأنا صغير كنت أحبها من طرف واحد، ولم أبح لها بحبي لها، وعندما راسلتني تبين لي أنها تحبني وخاصة بعدما ساعدتها بحل مشكلتها، وبعد ذلك أخذت الرسائل بينا تزداد فخفت من ذلك وعرضت عليها الزواج فوافقت وازداد حبها لي وزاد حبي لها.

علماً بأنني ولله الحمد متدين وملتزم وهي أيضاً متدينة ومحجبة ومتعلمة وتعمل مدرسة وعلى خلق ودين، ولكن المشكلة تكمن في أهلي لسببين رئيسين: أولهما أنها تكبريني بسنتين ونصف، والثاني: أنها قريبتي وابنة عمتي وأمي لا تريد أن نتزوج من الأقارب نهائياً حتى تكون الخلفة قوية خالية من الأمراض؛ لأن أمي وأبي أولاد عم وحصل أن أنجبت أمي خمسة أطفال مرضى وتوفوا وهم صغار لم يتجاوز عمر أكبرهم 11 سنة، وبعد أن حذرت دكتورة أمي كثيراً من زواج الأقارب أصبحت أمي متشددة في هذا الموضوع.

أعرف أن إقناع أمي شيء صعب في هذا الموضوع لذا عرضت على بنت عمي أن نقوم بالفحص الطبي قبل أن نفتح الموضوع مع الأهل حتى أجادلهم عن علم ومعرفة؛ فوافقت وهي تنتظر رجوعي من السفر حتى نذهب إلى الفحص وأخطبها، ولا أخفي عنكم أنها أصبحت تحبني لدرجة الجنون، ويشهد الله أني ما أسأت لها بل على العكس جعلتها تغير نظرتها إلى الحياة، فبعدما كانت تنظر بتشاؤم للدنيا أصبحت تنظر بتفاؤل وأمل وتغيرت نفسيتها كثيراً.

حاولت أن أبتعد حتى لا يزيد حبها لي، ولكن كلما بعدت زاد حبي في قلبها، وأنا الآن حائر ماذا سأفعل؟ وما هي عواقب زواج الأقارب؟ علماً بأن فصيلة دمي مثل فصيلة دمها وهي (A+)، وهل هناك حل فيما لو كان نتيجة الفحص سلبيا؟ وهل تنصحونني بالزواج منها أم لا؟ وإذا كان لا، فكيف أجعلها تبعد عني بدون أن تنجرح أو تزعل؟ وإذا كان نعم، فكيف أقنع أهلي بها؟ علماً بأنها أخبرتني إذا تركتها فسوف تنهار وتموت ولن تصمد نهائيا! وأنا خائف عليها من ذلك، علماً بأني لا أكلمها عن الحب بل أرسل في كل رسالة لها تذكيرا عن الدين ومواعظ، وهي أحياناً توقظني لصلاة الفجر وتذكرني بقراءة القرآن والدعاء.

ومرة أخبرتني بأن عريسا قد جاء إليهم ليخطبها وأخبرتني أن الموضوع انتهى من جانبها، أي أنها رفضت العريس، فأرسلت لها إيميلا أخبرها بأن تفكر جيداً وتتأكد من دينه وأخلاقه فربما يكون أفضل مني، وقلت لها أن إقناع أهلي ليس سهلا فحاولي الموافقة عليه، إلا أنها زعلت وأرسلت تعاتبني ويبدو عليها أنها على وشك الانهيار لأنها صدمت من كلامي فخفت أن تعمل شيئاً بنفسها، وعندما اتصلت بي أفهمتها قصدي وأنني سوف أكون لها مثل الأخ، إلا أنها زعلت، وبالعافية حتى جعلتها تهدأ بعد أن طمأنتها، فأخبروني بالحل لمشكلتي، وجزاكم الله كل خير، وأتمنى الرد السريع لأن موعد سفري قد اقترب.


مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فتى التوحيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية؛ فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يًسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يحقق أمنيتك بالزواج ممن تحب، وأن يعطف عليك قلب أهلك ليوافقوا على ذلك.

وبخصوص ما ورد برسالتك؛ فما دامت الأخت على خلق ودين ومقبولة شكلاً وموضوعاً، فأرى أن تصدق النية في زواجك منها، وأن تبذل الأسباب الممكنة كما أمرك الشرع، وأن تدع النتائج بعد ذلك إلى الله تعالى، مع مواصلة الدعاء أن يجعلها الله من نصيبك، وأن يزيل ما يتعرض ذلك من مشكلات وعقبات، فمثلها لا يفوت.

وأما عن السن؛ فأرى أن الفارق ليس بالكبير، ولن يسبب أي مشكلة في التفاهم بينكما؛ فاجتهد في إقناع أهلك بعدم تأثير ذلك.

وأما عن كونها من الأقارب، وأن والدتك لا ترغب في الزواج من الأقارب، نظراً لما يترتب على ذلك، فإجراء التحليل أرى أنه كفيلٌ بقطع هذه الحجة والقضاء عليها إن خرج جيداً، لذا عليك أن تنتظر حتى ترجع إلى بلدك سالماً، ثم تبدأ في إجراء الفحوصات اللازمة، ثم بعدها تبدأ في الكلام مع أهلك حول رغبتك هذه، إلا أنني أوصيك وأوصيها ببذل أكبر قدر ممكن من الوقت في الدعاء والاستغفار، ونسأل الله أن يعطف عليكم قلوب الأهل، ولا تحدث معارضة ويتم المراد لكما إن شاء الله، وإن حدث خلاف ذلك فهذا هو قدر الله الذي لابد لنا من الرضا به والتسليم له، وهذا هو شأن المؤمن أن يأخذ بالأسباب ويُكثر من الدعاء، ويدع النتائج للملك جل جلاله، وثق فإنه لا يقع في ملك الله إلا ما أراد الله.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسعادة في الدارين.



أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أرغب في الزواج من أرملة رغم رفض أهلي فما توجيهكم؟ 1747 الثلاثاء 14-07-2020 03:09 صـ
بسبب حاجتي إلى الزواج أقع في الكثير من الأخطاء، فماذا أفعل؟ 1621 الأربعاء 10-06-2020 05:16 مـ
متعلق بابنة عمي وأبي معترض بشدة، فكيف أحل هذه المشكلة؟ 1579 الأحد 17-05-2020 02:28 صـ
ما المانع من زواجي بأرملة أكبر مني 20 سنة؟ 1042 الاثنين 27-04-2020 05:01 صـ
هل أرفض رجلا صحاب دين وخلق من أجل جنسيته؟ 2249 الاثنين 14-10-2019 01:05 صـ