أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : وسواس قهري في العقائد الدينية

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

بدأت هذه الحالة من حوالي سنتين ونصف السنة، أي عندما كنت في الأول الثانوي في الفصل الثاني، وهذه المدة تقريبية؛ لأني لا أستطيع أن أحدد متى بدأت هذه الحالة بالضبط، وبدأت معي بتكرار غسيل يدي وتكرار عملية الوضوء! الحالة تتلخص في أفكار سوداء أفكر فيها مثل سب الله وشتمه بكلام قبيح، لم أكن أتصور في يوم من الأيام أن أتلفظ به، ولا أستطيع ذكره!

تلازمني هذه الأفكار دائماً حتى أصبحت جزءاً من حياتي؛ فقد أصبحت ملازمة لي في كل ثانية ودقيقة وفي كل الأوقات: عندما أتكلم، وعندما أكون صامتة، وفي أعز أوقات فرحتي، وفي أشد أوقات ضيقي! كما أني أتخيل اسم الله سبحانه وتعالى تحت قدمي ـ أستغفر الله ـ عندما أفكر فيه وفي أدق الأمور في حياتي أقوم بسب العلي القدير الله سبحانه وتعالى! إلى أن انقلب هذا الوضع إلى تعمد أو أنا أقول أنه تعمد! ولكن لا يوجد من يصدقني حتى أقرب الناس لي! أقصد عندما أقول لهم أني متعمدة، يردون بقولهم أن هذه مجرد وساوس نتيجة للحالة المرضية التي أصابتك، وأن هذا الكلام لا يقوله إلا الكافر! ولكني مصرة على أني أقولها في بعض الأحيان متعمدة حتى إني أصل في بعض الأحيان إلى الاعتراض على مشيئة الله بقولي لماذا يا رب!؟

والآن أشعر أنني تأقلمت مع هذه الحالة؛ فأصبحت أتلفظ بهذا الكلام بشكل طبيعي مع خوفي وضيق صدري من حالتي هذه، وتتدخل هذه الألفاظ في أخص جزئيات حياتي! مثلاً: إذا لم أقم لأداء الصلاة مباشرة بعد الأذان أو بعد إقامة الصلاة بقليل أقوم بسب الله تعالى على كل شيء! وازدادت حالتي فأصبحت أتردد في كل شيء! وخاصة عند اختيارى للبسي، وعندما أقوم باختيار أي شيء أقوم بسب الله تعالى! وهكذا أقف في حيرة من أمري في جميع أمور حياتي!

حتى عندما أتكلم مع أي شحص أصبح شاردة الذهن، حتى القرآن أشتمه لكي أقرأ! حتى الوقت الذي لا أريد فيه قراءة القرآن أجبر على قراءته بسبب سبي وشتمي لله! وأشعر دائماً أنني متعمدة؛ ولهذا أنا خائفة من عقاب العلي القدير!

سؤالي هو إذا أتتني هذه الأفكار أأحاربها أم أدعها في داخلي؛ لأنني مهما حاولت أن أحاربها غالباً أشعر أنني أقولها متعمدة!؟ وأيضاً أعمل حركات بيدي أقول بأنها حركة إهانة لله! ووضوئي دائماً ما ينتقض، أنا أشعر بذلك! أهلي يقولون أنه وسواس، ولكنه ينتقض بشكل حقيقي! ويمكن أن يكون بسب التوتر.

فأرجو من الله العلي القدير ثم منكم المعونة.
وجزاكم الله خير الجزاء.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مجد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرجو أن أؤكد لك بما لا يدع مجالاً للشك أنك فعلاً تعانين من الوسواس القهري، وربما يكون مرضك شديداً أو حاداً مما جعل الأفكار مقبولة عندك بعض الشيء، أي افتقدت القدرة على مقاومتها، وهذه درجة متقدمة من الوساوس .

أرجو أن لا تنزعجي حين أذكر لك أن حالتك تُعتبر من الحالات المتقدمة بعض الشيء، ولكن هذه هي حقيقة الأمر، والوساوس القهرية مهما كانت درجتها وشدتها وتسلطها، فيمكن أن تُعالج الآن والحمد لله وبصورةٍ جيدةٍ جداً .

يُعتبر العلاج السلوكي هو العلاج الأمثل، والذي يقوم على تحقير واستهجان هذه الأفكار، ومقاومتها، ثم استبدالها بأفكارٍ أخرى، ولكن بما أنك فقدت العزيمة على المقاومة، فربما يكون تكثيف أخذ الأدوية المضادة للوساوس هي البداية الطيبة لك، ثم بعد ذلك تبدئين في مقاومة هذه الأفكار واستبدالها، وعليه أرجو أن تبدئي العلاج فوراً، وذلك بأن تأخذي الدواء الذي يسمى ببروزاك، بمعدل كبسولةٍ واحدة في الصباح، ثم تُرفع إلى كبسولتين في اليوم بعد أسبوع، وبعدها يُضاف دواء آخر يُعرف باسم فافرين، بجرعة 100 مليجرام ليلاً، وتستمري على هذا المنوال لمدة ستة أشهر على الأقل، بعدها يمكن أن تبدئي في تخفيض العلاج بالتدريج، وذلك بسحب أو بإيقاف كبسولةٍ واحدة من البروزاك، والاستمرار على الكبسولة الأخرى مع الفافرين لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم بعد ذلك توقفي البروزاك، وتستمري على الفافرين 100 مليجرام لمدة عامٍ كامل، مع ضرورة تطبيق التمارين السلوكية القائمة على مقاومة ومخالفة الفكرة الوسواسية .

ونحن على يقينٍ بإذن الله تعالى أن حالتك سوف تتحسن جداً، وتختفي هذه الوساوس.

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
تعبت من الوسواس القهري الذي ينتابني وتظلم حياتي بسببه. 3419 الأربعاء 15-07-2020 04:30 صـ
كيف أصرف الوساوس عن نفسي وأحاربها؟ 1963 الأحد 28-06-2020 02:49 مـ
كيف أتخلص من وسواس الخوف والمرض بدون أدوية؟ 1941 الخميس 25-06-2020 05:38 صـ
أريد السيطرة على الوساوس والأفكار السيئة التي تهاجمني 2408 الخميس 25-06-2020 02:58 صـ
بسبب التشكيك في ديني في بلاد الغرب أتتني وساوس بالكفر، ما علاج ذلك؟ 1611 الأربعاء 24-06-2020 04:38 صـ