أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : القلق من الموت وارتباطه بالمبادئ والقيم التي يخالفها الواقع

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

سيدي الفاضل، أولاً السلام عليكم ورحمة الله وبركاته!
استشارتي باختصار أنني لا أحب الدنيا، ولا أثق فيها! وذلك لأني عندي إحساساً أنني سأموت قريبا! لماذا؟ لا أعرف! وإنني أيضاً لا تفتنني الدنيا بكل ما فيها! وأحياناً كثيرة أبغضها! وأنا أساساً من بيئة ريفية، وأعمل الآن مدير فندق (5 نجوم)، بشرم الشيخ.
وحياتي كانت ـ ولا تزال ـ طبيعية جداً، ودائماً الله يوفقني! وعلى كل ما أراه في السياحة من نعم وترفيه إلا أني أود أن أرجع إلى حياة الحقل والطبيعة الريفية البسيطة، فأنا أعمل في التكنولجيا، وأكرهها! وأرتدي أفخم الثياب، ولكني لا أحس براحة فيها! وآكل ألذ الأكلات، ولكن لا أتذوقها!

سيدي، أأنا مريض نفسي ومعقد، أم ماذا؟ كما أنني ينتابني إحساس كل ليلة أن هذه آخر ليلة في حياتي! عندها فقط أحس بالقلق! فأنا لا أخشى الموت، ولكني أقلق على أولادى ( هاجر ومحمد )، وزوجتي! ماذا سيفعلون من بعدي في هذه الغابة!؟ ودائماً قلق على إخوتي وحياتهم! مع أنهم أكبر مني، ولكن بالبلدي (شايل الهم)! لماذا؟ أنا لا أعرف! بالله عليك ـ يا أخي ـ تصدقني القول إن كنت تعلم!

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ماهر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
اعلم أخي أن الدنيا هي مزرعة الآخرة لمن هو مستبصر، ونسأل الله أن يجعلنا جميعاً من المستبصرين المعترفين بنعمه، كما أن الحياة هي هبةٌ من الله تعالى لنا، فهو المعطي وهو الآخذ.

أرى أنك ربما تكون تعيش في نوع من صراع القيم، حيث أنك تعمل مديراً لفندق خمسة نجوم، في منطقة سياحية، يحضر لها الناس من جميع بقاع الدنيا، وبطبيعة الحياة السياسية، فهنالك ربما تحدث أشياء من بعض مرتادي الفندق تتعارض مع مُثلك وقيمك ودينك، ولكنك ملزمٌ في نفس الوقت بالقيام بواجباتك الوظيفية، وربما يكون عدم الرضا انتقل من الوعي إلى العقل الباطني، وأصبح ذلك يسيطر على كيانك ووجدانك، مما ترتب عليه بعض المشاعر الاكتئابية، والتي عبّرت عنها أنت بكل وضوح وجلاء .

أخي، نعم الله علينا كثيرة، وكما ذكرت أنت، فإنك والحمد لله قد رُزقت الذرية التي نسأل الله أن تكون صالحة، وأنت في كمال صحتك ومقدراتك الجسدية والمعرفية، فأرجو أن تنتبه لذلك، كما أني أراك شخصاً حساساً وضميرياً، وتحاسب نفسك، وتريد أن ينتصر الخير على الشر، وهذا في حد ذاته شيء عظيم .

هذا التفكير والتمعن في هذه الإيجابيات سينقلك إن شاء الله إلى حياةٍ نفسية أفضل.
أنا لا أقول أنك مكتئب اكتئاب مطبق، ولكن في مثل حالتك وبالمشاعر التي ذكرتها، أرى أنك تحتاج لبعض علاجات الاكتئاب، ومن هنا أود أن أصف لك العقار الذي يُعرف باسم بروزاك، أرجو أن تتناوله بمعدل كبسولةٍ واحدة في اليوم، لمدة ثلاثة أشهر، ثم كبسولة يوم بعد يوم لمدة شهرين آخرين .

أخيراً أيها الأخ العزيز: لا أدعوك لترك عملك، ولكن لا شك إذا كنت فعلاً تعيش في أي نوع من النزاع الداخلي، فلماذا لا تبحث عن وضعٍ أو عملٍ أفضل، لا تحس فيه بأي نوع من المساس بدينك.
وبالله التوفيق.


أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
وسواس الموت سبب لي العديد من الأمراض، فكيف أتخلص منه؟ 2863 الثلاثاء 21-07-2020 03:16 صـ
الخوف من الموت، كيف أتخلص منه؟ 2789 الأحد 19-07-2020 07:11 صـ
كرهت حياتي والناس كرهوني بسبب تبلد مشاعري.. أريد حلا 1083 الخميس 16-07-2020 02:42 صـ
فكرة الموت وذكريات طفولتي لا تفارقني، أرجو المساعدة. 2125 الثلاثاء 14-07-2020 02:54 صـ
أشعر بعدة أعراض ولا أعرف هل هي نفسية أم جسدية أو روحية؟ 1569 الأربعاء 15-07-2020 03:36 صـ