أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : علاج الكآبة المزمنة

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
أنا فتاة أبلغ من العمر 28 عاماً، أعمل بوظيفة محترمة، كانت حياتي الدراسية كلها تفوق ونجاح، لم أرسب يوماً، بل كنت الطالبة المثالية، ودائماً ترتيبي من الثلاث الأوائل في الفصل، حتى دخولي الجامعة، وتخرجي منها أيضاً بدون رسوب.

والحمد لله أعمل بوظيفتي، ما أعانيه الآن عبارة عن شعور بالكآبة المزمنة، وخاصة في الصباح الباكر، دائماً أنظر إلى حياتي بأنها لا معنى لها، كل يوم نفس الذي قبله، لا أحس بطعم الحياة، لا أشعر بالسعادة أبداً، عندما أنظر إلى الماضي لا أذكر منه سوى أنني نشأت في أسرة يكره بعضها بعضاً، أمي تكره أبي، وأبي يضرب أمي.

وكنت دائماً أميل إلى السكوت وعدم ارتكاب الأخطاء؛ حتى لا أنال نصيبي من الضرب المبرح مثل أخواتي وإخواني، أبي كان مدمن الخمر، حتى توفي عندما كان عمري 10 سنوات، ولكنه أقلع قبل شهرين من وفاته عن الشرب، ولكن توجد لدي ترسبات في عقلي الباطن لا أعرف إن كانت صحيحة أم خاطئة، أشعر أنني منبوذة، لا أحداً يحبني حتى أمي لا أعرف كيف هو الإحساس إذا ضمتني إلى صدرها، فهي لم تضمني قط، ولم تقبلني، إلا إذا عدت من السفر أو عادت هي من السفر!

أكره نفسي أحياناً، أحس بأنني لا أركز على المواضيع، بمعنى أنني إذا تحدثت مع أحد أحس بأنني أنتقل من موضوع إلى آخر قبل انتهاء الموضوع الأول، والمصيبة الكبرى أنني حساسة جداً، لا أتقبل من أحد أي كلمة جارحة؛ لأنني أحس إذا لم أتخذ موقفاً فهذا يعني بأنني ضعيفة، ولا أقدر على الدفاع عن نفسي؛ مما يجعلني أرد أحياناً بغضب، ثم ألوم نفسي على فعلي، وأحياناً أعتذر عن تصرفي، وأحياناً لا أنام الليل من كثر العتاب لنفسي.

إنني ومنذ سنتين أحاول التحضير لامتحان الماجستير، رسبت 3 مرات متتالية؛ مما زاد الكآبة عندي، وأكد لي بأنني فاشلة في كل شيء حتى الزواج لم أتزوج للآن، وقد فكرت في الانتحار أكثر من مرة، ولكنني أخشى عقاب الآخرة فماذا أفعل؟ كيف أتخلص من شعور الملل والكآبة، والحساسية المفرطة؟ مع العلم: أنا متدينة -ولله الحمد- وأقرأ القرآن.
وجزاكم الله خيراً!

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

هذا السرد الجميل والمفصل يدل وبلا شك أنك مصابة بحالةٍ اكتئابية، فكل ما ذكرتيه يُعتبر من صميم أعراض نوع معين من الاكتئاب؛ حيث أن المشاعر السوداوية تنتابك في الصباح أكثر من المساء، وأود أن أشير إلى النقطة التي ذكرتيها، وهي أن المشاعر الاكتئابية تكون أشد في أوقات الصباح، وهذا يدل على أن الاكتئاب الذي لديك هو اكتئاب داخلي مصدره بايلوجي، ومن فضل الله تعالى يستجيب نوع هذا الاكتئاب إلى الأدوية العلاجية بصورةٍ ممتازة، ومن هنا أرجو أن تكون البداية لك بتناول الدواء الذي يعرف باسم (إيفكسر)، تبدئي بجرعة 37.5 مليجرام يومياً لمدة أسبوع، بعدها ترفعي الجرعة بمعدل 37.5 كل أسبوع، حتى تصل إلى 150 مليجرام في اليوم، حيث أنها هي الجرعة العلاجية الصحيحة، وتستمري على ذلك المنوال لمدة ستة أشهر، وبعدها تبدئي في تخفيض الدواء بنفس الطريقة، أي 37.5 مليجرام كل أسبوع، حتى تتوقفين عنه.

أنا على ثقةٍ كاملة أنك بعد أربعة إلى ستة أسابيع، سوف يبدأ عندك التحسن في المزاج، وتظهر بعض الأفكار الإيجابية، وتتقلص الأفكار السلبية، ومع ظهور هذه البشارات فلابد أن تنمي لديك الدافعية، والرغبة، وتستثمري حياتك لما هو أفضل.

لا شك أن الأفكار الانتحارية مصاحبة لبعض حالات الاكتئاب، ومن فضل الله علينا أن الانتحار قليل جداً وسط المسلمين، وأنا سعدت جداً حين عرفت أن مخافة الله هي الوازع الأساسي لك للحفاظ على حياتك، وأرجو أن تبني هذا الشعور، حيث أن الحياة أفضل مما نتصور، وهي هبة من الله تعالى لنا، ونحن مكلفون بعمارة الأرض.

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أعاني من اكتئاب وعوارض مصاحبة له، فما الحل؟ 1034 الأربعاء 12-08-2020 04:53 صـ
الاكتئاب والإحباط دمر حياتي.. فأرجوكم أرشدوني! 808 الأحد 09-08-2020 05:09 صـ
مرض الرهاب الاجتماعي هل يمكن أن ينتقل للأبناء بالوراثة؟ 1332 الأربعاء 22-07-2020 02:11 صـ
أدمنت البنزوديازبينات وأعاني من آثاره فكيف أتخلص منها وأعود طبيعيا؟ 1541 الأحد 19-07-2020 03:02 صـ
الاكتئاب والوسواس القهري وتبدد الشخصية، كل ذلك أعاني منه، أرجو المساعدة. 5015 الخميس 16-07-2020 05:51 صـ