أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : فقد الثقة بالنفس واعتقاد الفشل الدائم في الحياة العملية
السلام عليكم.
منذ 3 سنوات تخرجت وانتقلت إلى حياة العمل، وبدأت أشعر بأن الحياة تغيرت بالنسبة لي، وأصبحت فقط للعمل بعيداً عن المرح والسلاسة، حيث بدأت أعتقد بأنه لا يجب أن أتكلم مع من هو أكبر مني، أو أعتقد الفشل الدائم في عملي وبأني معرض للتأنيب وللمساءلة في أي وقت لحساسية المهنة.
هذا الأمر أثر علي كثيراً فقد حرم الابتسامة مني وأصبحت حساساً لكل شيء، وتطور خوفي من المشرفين علي في العمل إلى المجتمع، وبخاصة من هم أكبر مني سناً أو في درجة علمية أعلى مني، وأصبحت أخاف من كل شخص وبخاصة في التجمعات وأثناء المناسبات الاجتماعية، وأصبح لدي شدة في النظر أو نظرات مبالغ بها، مما يجعلني من السهولة أن ألفت الانتباه وبعد أن كنت محبوباً ممن حولي والكل يتمنى مجالستي أصبحت مصدر قلق للجميع، فحتى الصغير يبتعد عني وتخلى عني الناس لذا أصبحت أحب العزلة، وضعفت ثقتي بنفسي، وأصبحت أشعر بأني عالة على المجتمع، وبأن ليس لي كيان أحافظ عليه. أيضاً أصبحت مشتت الذهن ضعيف الذاكرة، وفقدت سرعة البديهة التي أتمتع بها، بحيث لا أهتم للمواقف ولا أتفاعل معها، ولا أبدي أي مشاعر نحوها.
وفقدت القدرة على الاسترخاء تماماً بالإضافة إلى أني نسيت ماذا أقول وكيف، حيث غالباً ما تكون ردود أفعالي مبالغ بها حتى أثناء الكلام.
منذ 3 سنوات ونصف كنت شخصاً هادئاً نشيطاً محباً ومحبوباً من الناس عطوفاً ذكياً حسن السمعة والآن كل شيء تغير.
هل الذي يحدث معي له علاقة بالعمل. وقد قرأت العديد من كتب علم النفس ولكن بلا فائدة.
فأرجوكم أن تكون إجابتكم هي الحل وليس الموصل له.
ونسيت أن أقول بأني فشلت في جميع مقابلات العمل وفترات التدريب قبل العمل.
وشكراً لإصغائكم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بلال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
لقد أحسنت وصف حالتك، والتي في الأصل هي إصابتك بما يعرف بالرهاب الاجتماعي، المصحوب بالقلق وعسر المزاج، وهو حالة اكتئابية بسيطة، وأرجو أن أؤكد لك أن هذا التشخيص يُفسّر كل الأعراض التي ذكرتها، من شعورٍ بالعزلة، والانطواء حول الذات، وقلةٍ في الرغبة، وضعفٍ في التركيز، والشعور بالتشتت، وفقدان التواصل الاجتماعي، والنظرة السلبية نحو الماضي والحاضر والمستقبل.
قطعاً لا توجد علاقة مباشرة للعمل بمثل هذه الحالة، اللهم إلا أن تكون قد حدثت لك مواقف سلبية في العمل أدت إلى ردة فعلٍ نفسية سلبية، ومما لا شك فيه فإن ظروف العمل إذا كانت غير مواتية فإن هذا لا يؤدي إلى الإصابة بالرهاب الاجتماعي والاكتئاب، إلا إذا كان لك الاستعداد الفطري في شخصيتك.
أرى أنه من المهم بالنسبة لك الآن هو البحث في طرق العلاج، وبفضل الله توجد الآن وسائل نفسية وأخرى دوائية تساعد كثيراً في العلاج، فعلى الصعيد النفسي أنت مطالب بأن تطور من مهاراتك الاجتماعية، وذلك بالاستفادة من تجاربك ومهاراتك الاجتماعية السابقة، وعليك أن تبدأ بالأشياء البسيطة، فعلى سبيل المثال تبحث في أفضل الطرق لتبادل السلام والتحية مع الآخرين، وتطبق ذلك بصورةٍ متكررة، حتى تصل إلى مرحلة الاقتناع أنك أصبحت تتبادل التحية مع الآخرين بصورة أفضل، ثم تنتقل بعد ذلك إلى تمرين نفسي واجتماعي آخر، كتحسين وسائل المخاطبة لديك، فعلى سبيل المثال: يجب أن تنظر للشخص الآخر في وجهه حين تتحدث معه ...وهكذا.
أرجو أن أضيف أنه توجد كتيبات في بعض المكتبات لتطوير المهارات الاجتماعية، ويمكن أيضاً أن تقابل أي متخصص في علم النفس، وسيقوم بمساعدتك كثيراً في هذا السياق.
لقد وُجد أن ممارسة تمارين الاسترخاء والرياضة الجماعية تؤدي إلى كسر حالة الجمود النفسي والرهاب الاجتماعي، كما أن الانضمام للجماعات العلمية والجمعيات الخيرية، والمشاركة في حلقات الذكر والتلاوة يؤدي إلى رفع الكفاءة النفسية، ويحسن التواصل الاجتماعي .
أما العلاج الدوائي، فقد أثبت جدارته وفعاليته أيضاً في علاج كل ما ذكرت من سمات نفسية، ومن أفضل الأدوية العلاجية الدواء الذي يعرف باسم (زيروكسات)، وجرعته هي نصف حبة ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم ترفع هذه الجرعة بمعدل نصف حبة أيضاً كل أسبوعين، حتى تصل الجرعة الكلية إلى حبتين في اليوم، وتستمر في العلاج لمدة ستة أشهر، ثم تخفض الجرعة بنفس المعدل أي نصف حبة كل أسبوعين، حتى نهاية فترة العلاج .
وبالله التوفيق.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
كيف أتخلص من الخجل والخوف عند لقاء أشخاص غرباء؟ | 1743 | الاثنين 10-08-2020 05:26 صـ |
لدي خوف وصعوبة عند الحديث مع الناس.. أريد حلا | 1323 | الأحد 09-08-2020 02:09 صـ |
أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي، ما الحل؟ | 2388 | الخميس 23-07-2020 06:16 صـ |
كيف أتخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي؟ | 1731 | الأربعاء 22-07-2020 04:28 صـ |
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ | 3648 | الأحد 19-07-2020 09:33 مـ |