أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : ما سبب التعب واهتزاز الجسم والرجلين عند المشي؟

مدة قراءة السؤال : 4 دقائق

السلام عليكم

أنا شاب عمري 21 سنة، أدرس هندسة سنة رابعة، كنت أشعر بتعب في جسمي، وخاصة عند المشي، فذهبت إلى طبيب فأجريت فحص دم، وبول، وضغط، فقال لي: إن فحوصاتك جيدة، لكن الدم عندك قوي. وكانت (17) قوته، وحدثني أنه ممكن من الدم، فقال لي: تبرع. فتبرعت بوحدة واحدة، فشعرت بالارتياح قليلا، وممكن أنه كان نفسيا، ثم ما لبثت أن عاد التعب، وكنت دائما قلقا: ما هو سبب التعب؟ لا بد أن يكون مرضا؟ ولماذا؟ وبقيت قلقا.

مضت الأيام، وأصبحت أشعر باهتزاز في رجلي عند الوقوف، وأحيانا في جسمي كاملا، وكنت أشعر أن رجلي مرتخيتان، ولا أستطيع المشي لمسافات كبيرة، وكنت أرتاح بين كل فترة وأخرى، وكنت أشعر أنني سأقع أرضا، ولذلك اضطررت أن أجلس بالبيت، وقطعت علاقاتي الاجتماعية، وأصبحت أتهرب من أصدقائي؛ كي لا أخرج معهم؛ فأشعر بالتعب، ولم أعد أذهب إلى المسجد الذي كان بجانب بيتنا؛ خوفا أن يحصل معي مكروه.

وعندما يذهب أهلي إلى أقاربي؛ أصبحت أرفض الذهاب معهم؛ خوفا أن يحصل لي مكروه، فيصبح أقاربي يتحدثون: ما به؟ وما به؟ حتى إني أصبحت أسير غرفتي وجهازي الخلوي، ولا أخرج إلا لضرورة في أيام العطلة، وفي أيام الدراسة كنت أذهب الجامعة أحضر محاضراتي ومباشرة أرجع للبيت، حتى إن أصدقائي كانوا يتفقون بعد أن ننهي المحاضرات أن نذهب إلى مطعم؛ لكي نتناول الغداء، فكنت أتهرب من هذا الموضوع؛ لأنني متعب، وأخاف أن يحصل معي مكروه؛ فارجع إلى البيت بسرعة، وهكذا...

أصبحت على هذا الحالة لمدة (8) شهور، لكن لم تحصل لي تغيرات على جسمي طوال (8) شهور من ناحية البول، ومن ناحية الإخراج، إلا أنني أشعر بالإمساك، وأحيانا انتفاخ في بطني، ووزني لم ينقص دلالة أنني لست مريضا، وكان منظر وجهي نضرا لا يدل على وجود مرض، لكنني أمارس العادة السرية منذ (4) سنين بشكل يومي، وفي بعض الأيام (3) مرات في اليوم الواحد، ولا أدري أهو من العادة السرية هذا الذي أشعر به؟

لا أريد الذهاب إلى الطبيب؛ خوفا من أن يقول أي مرض في القلب أو أي مرض، حتى إن أبي يصر علي بالذهاب إلى الطبيب، وأرفض رفضا تاما.

أرجوك -يا دكتور- أن تساعدني، لا أريد أن أذهب للطبيب، خائف، وأريد أن أعرف ما هو سبب اهتزاز الجسم والرجلين عند المشي؟ أهو مرض؟ لا أدري، لا أريد أن أذهب إلى دكتور، أخاف، وطبعا عندما أرى مثلا حبة في جسمي كنت أذهب أبحث في المتصفحات؛ لأعرف ما هو سبب هذه الحبة؟ فأقول بيني وبين نفسي: أهي مرض؟ فأصبحت قلقا حيال كل شيء، وأحيانا أشعر بثقل في رأسي عند المشي، وإرهاق، أرجوكم صفوا لي دواء دون الذهاب إلى طبيب، لا أريد الذهاب، أخاف، أرجوكم ساعدوني.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نائل حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

أخِي: أنا اطلعتُ على رسالتك، وأقول: إن لديك نوعا من قلق المخاوف، الذي أدَّى إلى أعراضك النفسية وكذلك أعراضك الجسدية.

وقولك أنك لا تريد أن تذهب إلى طبيب، هذا نوع من التجنب المرفوض تمامًا -أيها الفاضل الكريم-، الأطباء تخصصوا؛ ليساعدوا الناس، (وما جعل الله داءً إلا جعل له دواء، فتداووا عباد الله)، وتخوفك هذا في حدِّ ذاته لا أريدك أبدًا أن تجعله منهجك في الحياة، اذهب إلى طبيب الأسرة -إن كنت لا تريد أن تذهب إلى طبيب نفسي-.

فحوصاتك -الحمد لله تعالى- ممتازة، دع الطبيب يقوم بفحصك مرة أخرى؛ حتى تكون مطمئنًا، ومن وجهة نظري أنك تحتاج لأحد مضادات المخاوف والقلق والتوتر، عقار مثل (لسترال Lustral) والذي يسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline) سيكون ممتازًا جدًّا، يُضاف إليه أحد مضادات القلق مثل الـ (ديناكسيت Denaxit) بجرعة حبة واحدة في الصباح.

فالأمر في غاية البساطة -أيها الفاضل الكريم- ونمط حياتك يجب أن تُغيِّره، وأن تُرتِّب وقتك، وأن تُنظمه، وأن تنام مبكرًا، أن تعطي كل نشاطٍ في الحياة حقه وما يستحقه حسب الأسبقيات: الدراسة، العبادة، الرياضة، الترفيه عن النفس، المشاركات الاجتماعية، المشاركات الأسرية...، هذا يجعلك تحسّ بأن حياتك لها معنى ولها قيمة، وأنك قد أخرجت نفسك من بوتقة الخواء والفراغ النفسي والتراكم الزمني السلبي.

حُسن إدارة الوقت، مع وجود مشاريع حياتية يسعى الإنسان من أجل تحقيقها، هذا يؤدي إلى التعافي النفسي، وأنت -الحمد لله تعالى- في بدايات سنِّ الشباب، طاقاتك موجودة متوفرة، حتى وإن كانت مختزنة أو مختبئة يمكنك أن تُخرجها من خلال تطبيق ما ذكرته لك.

فأرجو أن تذهب إلى الطبيب، وأمرك -إن شاء الله تعالى- بسيط جدًّا، والرياضة -حقيقة- يجب أن تكون جزءًا من حياتك، تُشعرك بالتعافي النفسي والجسدي، وترفع كثيرًا من معنوياتك، وتُحسِّن من دافعيتك نحو كل شيء، فاحرص على الصلاة في وقتها مع الجماعة، وكذلك الأذكار، خاصة أذكار الصباح والمساء، واجعل لك نصيبًا من القرآن يوميًا، واحرص على بر والديك...، هذه تفتح لك خيري الدنيا والآخرة.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أتخلص من الأرق ومجموعة أعراض باطنية؟ 855 الأحد 16-08-2020 06:13 صـ
أنا منهارة تماما، وأحتاج لدواء نفسي! 893 الأحد 16-08-2020 04:09 صـ
تشوش الأفكار والقلق ما علاجها؟ 760 الأحد 16-08-2020 01:42 صـ
أعاني من القلق ولا أدري ما سببه؟ وكيف يمكن علاجه؟ 630 الأحد 16-08-2020 02:32 صـ
أريد علاجا للقلق والتوتر لا يسبب زيادة الوزن. 1558 الثلاثاء 11-08-2020 05:25 صـ