أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أعاني من وساوس الموت والمرض، فكيف أتخلص منها؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم، أحبكم في الله، وكلما قرأت في موقعكم عن الحالات المشابهة لحالتي، أرتاح قليلا.

أنا فتاة عمري 18 سنة، أعاني من الوسواس القهري من الموت والمرض، وأخاف كثيرا، هذا الذي عكر حياتي، لا أريد أن أضيع حياتي في الفراغ والخوف، لكن هذا الوسواس يتغلب علي في الوقت الذي أحاول أن أتغلب عليه، تعبت من هذه الحالة، وأريد أن أرجع إلى حياتي الطبيعية، وألا أخاف من أي شيء إلا الله، أرجوكم ساعدوني، كيف أتعامل مع هذه الوساوس؟

لقد جعلت حياتي وأفكاري سوداء، أفكر في الموت، أينما ذهبت تبدأ الوساوس، فأقول: الآن سوف أموت، سوف يغمى علي، أو يمكن أن أكون مصابة بأي مرض خطير، وأنا لا أعلم، يمكن أن يتوقف قلبي في أي لحظة، عندما تتغلب علي هذه الأفكار أدعو الله أن يطيل في عمري، وأفتح النافذة وأنظر إلى السماء، وأدعو، وتأتيني أفكار أن الله لن يستجيب لي، لأن عمري محدود ولن يتغير أبدا مهما حاولت، فأزداد رعبا وأخاف، خاصة عندما أخبرتني صديقتي عن موت ابن أختها بسكتة قلبية، فاقول أنا سأموت الآن، أبكي وأخاف كثيرا.

بدأت أشعر بأعراض غريبة، مثل القيء وعدم تنظيم دقات القلب والألم في القولون، وذهبت إلى طبيب عام، فأخبرني أن القلب والجسم سليم، وأن مشكلتي من الأعصاب، فوصف لي دواء kalmanarو zalol، وأعطاني floxetine لمعالجة الخوف، لكنني عندما أجلت جرعة واحدة، أحسست كأن جسدي ثقيل، وليس ملكي، وتشتت تركيزي وأنا أدرس.

أرجوك انصحني ماذا أفعل؟ علما أنني أعاني منذ أن كان عمري 13 سنة، ولكن كلما أكبر تزداد حالتي سوءا، كيف أتعامل مع هذه الوساوس؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ maryam حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الخوف في حياتنا من كل شيءٍ إذا كان بدرجة مقبولة ومعقولة فهو أمرٌ جيد وإيجابي، لأن الذي لا يخاف لا يحمي نفسه، هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: الانغماس في التفكير عن المخاوف وتحليلها ومحاورتها ومُخاطبتها يزيد منها ولا شك في ذلك.

ومن الواضح جدًّا أنك تُخاطبين مخاوفك، تحاولين أن تجدي لها إجابات، لا، هذه طريقة خاطئة، هذا الخوف حقِّريه، بأن تخاطبيه مباشرة: (أنتَ وسواس رديء، وأنا أُحقِّرك، ولن ألتفت إليك، ولن أتبعك) ومهما ألحَّت عليك هذه الأفكار واقتحمتْ كيانك احذري من مناقشتها، مناقشتها سوف تزيد منها، لكن تحقيرها والإغلاق عليها وإدخال أفكارٍ مخالفة لها هو الأمر المطلوب في هذه الحالة.

وأنا أود أن أُبشِّرك أنك حتى وإن كنت تعانين من هذه الأعراض منذ زمنٍ بعيد، هذا لا يعني أنها مُزمنة أبدًا، أنت الآن في مرحلة تغيرات عمرية، تغيرات فسيولوجية وجسدية وهرمونية، في هذه المراحل قد تزداد الأعراض، لكن بعد ذلك سوف تختفي تمامًا.

وأنت يجب ألا تتركي مجالاً للفراغ ليتلاعب بك، لا، اجتهدي في دراستك، اجتهدي في عباداتك، اجتهدي في بر والديك، انظري إلى الحياة بإشراقٍ وجمال، ولا بد أن تفكري في المستقبل، ويكون لك برامج ذات مدىً طويلاً، ومدىً متوسطًا، ومدى آنيًا، وهذا يجعلك -إن شاء الله تعالى- تعيشين الحياة بكل قوة.

التمارين الرياضية مطلوبة، تمارين الاسترخاء مطلوبة، التواصل الاجتماعي مطلوب، كل هذا يزيل الوساوس، الوساوس لا تذهب ولا تنتهي ولا تُزال لوحدها أبدًا، تستغل الإنسان، لكن إذا طبقتِ الطرق التي ذكرناها لك هذا الخوف كله يختفي.

وعليك بالأذكار، أذكار الصباح والمساء، عظيمة، تُشعرك بالطمأنينة والأمان، فالتزمي بهذا المبدأ، والعلاج الدوائي يُساعدك، أعطيه الفرصة، عقار فافرين (فلوكستين) دواء ممتاز جدًّا وسليم جدًّا، لكنه بطيء الفعالية، فعاليته وفائدته لن تظهر قبل أربعة أسابيع، فأرجو أن تصبري عليه، وبعد أربعة أسابيع إن لم تحدث منه فائدة هنا يمكن أن يقوم الطبيب بتغييره، والدواء الذي أقترحه هو (زولفت Zoloft) أو يعرف تجاريًا أيضًا باسم (لسترال Lustral) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline) دواء ممتاز جدًّا لعلاج المخاوف الوسواسية، لكن الفلوكستين أيضًا دواء رائع تمامًا.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
وسواس الموت سبب لي العديد من الأمراض، فكيف أتخلص منه؟ 2831 الثلاثاء 21-07-2020 03:16 صـ
الخوف من الموت، كيف أتخلص منه؟ 2756 الأحد 19-07-2020 07:11 صـ
كرهت حياتي والناس كرهوني بسبب تبلد مشاعري.. أريد حلا 1030 الخميس 16-07-2020 02:42 صـ
فكرة الموت وذكريات طفولتي لا تفارقني، أرجو المساعدة. 2081 الثلاثاء 14-07-2020 02:54 صـ
أشعر بعدة أعراض ولا أعرف هل هي نفسية أم جسدية أو روحية؟ 1541 الأربعاء 15-07-2020 03:36 صـ