أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو رايد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

تشحم الكبد أو الكبد الدهني, هذا المرض كان ينظر إليه في السابق على أنه حالة سليمة تمامًا لنتبين الآن بأن الأمر مختلف كلياً, ويعرف تشحم الكبد أنه الحالة التي يزداد محتوى الخلية الكبدية من الدهون، وتظهر واضحة بالمجهر؛ ليشكل الدهن أكثر من 10% من الكبد.

وتشحم الكبد أو الكبد الدهني هو عبارة عن تراكم الدهون الثلاثية: triglycerides وغيرها من الدهون في خلايا الكبد, وقد يترافق بالتهاب أو موت لخلايا كبدية عند بعض المرضى.

ونميز نوعين من تشحم الكبد:
1- امتلاء وتواجد الدهن بالخلايا الكبدية دون أعراض steatosis.

2- وجود دهون بالكبد مع التهاب فيه steatohepatitis.

ومن الممكن أن يكون التهاب الكبد الدهني مصحوبا بشرب الكحوليات alcohol-related fatty liver, أو يكون في غياب تعاطي الكحوليات nonalcoholic fatty liver disease.

3- التشحم الكبدي الحاد: وهي حالة من الاندخال الحاد والكثيف للدهون في خلايا الكبد، ويعتبر حالة خطرة تشاهد في سياق بعض الانسمامات الحملية، أو الانسمام بالأدوية، أو السموم.

ومن أسباب التشحم الكبدي -هناك أسباب عديدة لزيادة شحوم الكبد-:
1- تناول المشروبات الكحولية.
2- السمنة وزيادة الوزن.
3- مرض السكر.
4- زيادة الدهون في الدم.
5- سوء التغذية.
6- بعض الأدوية مثل أقراص منع الحمل عند النساء.

ويعتبر الكبد الدهني بالحقيقة من أكثر أسباب قصور وظائف الكبد، سواء في وجود التهاب مرافق أو بدونه، وعند وجود تشحم بالكبد مع التهاب الكبد, رغم عدم وجود شرب للكحوليات؛ فإن الحالة تكون -سبب التغير الحادث في الكبد- ناتجة عن زيادة تجمع الدهون داخل الخلايا الكبدية, وقد تبدأ الحالات بسيطة, ولكنها من الممكن أن تتطور إلى تشمع في الكبد liver cirrhosis, ويعتبر مرض السكر, والسمنة, وزيادة الدهون الثلاثية, أهم العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بالكبد الدهني البسيط, أو غير الناشئ من شرب الكحوليات.

أعراض تشحم الكبد أو الكبد الدهني: معظم حالات الكبد الدهني لا يوجد لها أعراض، ولكن عند سؤالهم نجد أن 50% يعانون من تعب دائم, وشعور بالضيق, وألم بسيط أعلى البطن.

الكبد الدهني موجود بمعدل أكثر من 80% في المرضى البدينين، وعند أكثر من 50% من الذين أجريت لهم جراحات بالقناة الهضمية بهدف إنقاص الوزن، ويعتبر هذا المرض من الأمراض التي بدأت تزداد بسبب النظام الغذائي الحديث والمعتمد في بعض البلدان على الوجبات السريعة, كما ازدادت نسبة تشخيصه بسبب شيوع استخدام السونوغرافي (الأيكو).

من الممكن للتشحم الكبدي أن يتطور باتجاه التشمع الكبدي.

أما علاج التشحم الكبدي فيكون كالتالي:
1: تحسين تغذية المريض الذي يعاني من سوء التغذية.
2: تطبيق نظام غذائي لإنقاص الوزن عند البدينين.

3: علاج الداء السكري بشكل جيد، وإعطاء الأدوية المخصصة لتقليل الدهون في الدم، ويمكن عند من لا يعاني داء السكري، ولديه تشحم كبد تطبيق علاج الميتفورمين 500 ملغ مرتين يوميًا.

4: ممارسة الرياضة.
5: إعطاء مضادات الأكسدة كالأوميغا 3.

مع تمنياتي بالفائدة المرجوة بإذن الله.