أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sama حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

أختنا الكريمة: وردت إلينا استشاراتك الأربع في فترات متقاربة، وسنحاول الإجابة عليها بصورة إجمالية في هذه الاستشارة، وقد كانت بالأرقام التالية: 2270361،2270628، 2271176.

أولاً: بالنسبة لموضوع الكسل، وضعف الإرادة، وقلة الدافعية للإنجاز: ربما يتعلق الأمر باضطراب المزاج إذا استثنينا العوامل العضوية الأخرى، مثل: اضطرابات الغدة الدرقية، وربما يرجع الأمر إلى كثرة الإحاطات، وضعف الثقة بالنفس، وإذا زادت ثقتك بنفسك -إن شاء الله- سيتغير الوضع.

ثانياً: بالنسبة لتغيير التخصص والتفكير في دراسة الطب: فالأمر يرتبط بالقدرات العقلية، والميول الدراسية، والرغبة، فرغبة الأهل وحدها لا تكفي، وموضوع اختيار التخصص أو المهنة المستقبلية من الموضوعات المهمة، والتي ينبغي للفرد أن يدرسها دراسة مستفيضة قبل أن يختار؛ لأنها ترتبط بحياة الفرد المستقبلية، فإذا تم الاختيار وفقاً للقدرات العقلية والميول الدراسية أو المهنية؛ فسيشعر الإنسان بالمتعة والسعادة وهو يدرس أو يؤدي عمله.

أما إذا تم الاختيار للتخصص وفقاً لرغبة الآخرين، أو لتحقيق أهداف أخرى غير موضوعية؛ فربما لا يجد الشخص نفسه في هذه الدراسة أو هذه المهنة، وأحيناناً الرغبة وحدها ليست كافية لتحقيق الهدف، وإنما لابد من مراعاة القدرات العقلية والميول المهنية، فبعض الطلاب ينجح في دراسته، ولكن عندما ينخرط في مجال العمل يشعر بعدم الرضا عن وظيفته.

فنقول لك أختي الكريمة: إن الإنسان يمكن أن يبدع في أي مجال من مجلات الحياة ما دامت له قدرات وميول تؤهله للتفوق في هذا المجال.

ثالثاً: إليك بعض الإرشادات ربما تفيدك في التخلص من مشكلاتك:

1- قومي بتعديد صفاتك الإيجابية وإنجازاتك في الحياة اليومية، وحبذا لو كتبتها وقرأتها يومياً، فأنت محتاجة لمن يعكس لك صفاتك الإيجابية ويدعمها ويثني عليها.

2- لا تقارني نفسك بمن هم أعلى منك في أمور الدنيا، بل انظري إلى من هم أقل منك، واحمدي الله على نعمه، وتذكري أنك مؤهلة للمهام التي تؤدينها.

3- عدم تضخيم فكرة الخطأ، وإعطاؤها حجماً أكبر من حجمها، فكل ابن آدم خطاء، وجلّ من لا يخطئ، وينبغي أن تتذكري -أختي الكريمة- أن كل من أجاد مهارةً معينة أو نبغ في علمٍ معين مر بكثيرٍ من الأخطاء، والذي يحجم عن فعل شيءٍ ما بسبب الخوف من الخطأ لا يتعلم ولا يتقن صنعته.

4- ضعي لك أهدافا واضحة، وفكري في الوسائل التي تساعدك في تحقيقها، واستشيري ذوي المعرفة والخبرة في المجال.

5- تجنبي الصفات الست التي تؤدي للشعور بالنقص، وهي: - الرغبة في بلوغ الكمال.
- سرعة التسليم بالهزيمة.
- التأثر السلبي بنجاح الآخرين.
- التلهف إلى الحب والعطف.
- الحساسية الفائقة.
- افتقاد روح الفكاهة.
- حبذا لو كتبتها ووضعتها في مكان يسهل عليك مطالعتها كل يوم.

6- داومي على فعل الطاعات، وتجنبي فعل المنكرات، وليكن همك هو إرضاء المولى عزً وجل، وليس الناس، فبرضاه يكتب لك القبول بين الناس.

7- اقرئي سير النبلاء والعظماء، وأولهم سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- وصحابته الكرام، فهم القدوة في قوة الإرادة والعزيمة والثقة بالنفس، ثم سير العلماء والمفكرين الذين لمعت أسماؤهم واشتهروا بإنجازاتهم، وللاستفادة من ذلك: ضعي لك خطة معينة يومية - أسبوعية - شهرية – سنوية تقومين فيها بقراءة جزء ولو يسير من كتاب معين، وداومي عليه، فقليل دائم خير من كثير منقطع، والإنجاز يولد الإنجاز ويحقق الإعجاز -إن شاء الله-.

8- وللتقرب من أخواتك: حاولي العيش معهن في عالمهن بالمشاركة في الاهتمامات والهوايات، واستمعي لهن، واعرضي وجهة نظرك عليهن، وبادري بالسلام عليهن، وأهدي لهن الهدايا ولو كانت رمزية.

نسأل الله لك التوفيق في ما يحبه ويرضاه.