أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : فسخ الخطوبة بسبب كثرة مشكلات الخاطب مع والده

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
أنا الفتاة صاحبة الاستشارة رقم (226226)، وأود أن أخبركم أني بعد أن تلقيت الإجابة منكم على استشارتي، فضلت أن أنتظر خطيبي؛ حتى يحسم أمر زواجنا، وقام والده بعمل الكثير من المشكلات منها: أن طرد خطيبي من المنزل، ومنعه من زيارة والدته حين مرضت.
وفضل خطيبي أن يسافر خارج البلاد لمدة شهر؛ لعل الأمور تتغير، إلا أن والده رفض أن يودعه حين سفره، واستغل فرصة غيابه، وطلب مقابلة والدي، وقال له: إنه لا يرغب في إتمام زواجنا طالما أني لا زلت أعمل في عملي، وهنا قررت أن أترك العمل، وانتظرت حضور خطيبي من السفر ليخبر والده بهذا، ولم أنه خطبتنا، إلا أن والد خطيبي أعلن أن هذا ما كان إلا حجة، وأنه لا يزال غير راض عن هذا الزواج، خاصة أن والدي عامله برفق، ولم يتشاجر معه، مما يدل على أن أبي ليس له شخصية، وهو لا يحب أن يناسب رجلاً كوالدي، مع أني ليس في عيب واضح (والحقيقة أن والدي لا يهتم بأمري كثيراً، فهو يعاملني كأني ولد، ولا يحافظ علي إلى الحد الذي عرضني لبعض الأخطار، إلا أن الله قد أنجاني؛ لأني والحمد لله ملتزمة دينياً، وخلقياً إلى الحد الذي يشهد به الجميع من أهلي وزملائي في العمل) وهنا قرر خطيبي أن يفسخ خطبتنا، وهذا لأن والدته كانت مريضة، وهو لا يستطيع زيارتها، ولأنه لا يريد أن يبني حياته على أساس خاطىء بحيث يكبر أولاده، وليس لهم جد أو جده، وقال لي أنه إذا تزوجني، فسأكون تعيسة؛ لأنني لن أستطيع تعويضه عن أهله الذين سوف يفقدهم بزواجنا، وانتهت تلك العلاقة.

المشكلة أنه بعد هذا بأسبوعين ندم؛ لأنه تركني، وطلب مني أن أنتظره، لعل الأمور تهدأ، ويرضى أهله؛ لأنه لن يتوقف عن مطالبتهم بالرضا على زواجنا، وأنه سوف يقوم بشراء الشقة، وتوفير المال بحيث يعاود التقدم لخطبتي بعد عام أو أكثر، وقد وفر كل شيء، ويتزوجني بعد فترة خطوبة قصيرة للغاية، وبهذا يكون قد جمع بين رضا الأهل وزواجنا، وثمن هذا هو الصبر.

والمشكلة أنني خائفة للغاية، وأشعر بعدم الأمان، مع أنه تغير كثيراً، ويحاول إرضائي بكل السبل، ولكني أخشى التعلق به أكثر من هذا، خاصة أنه زميلي في العمل، وأراه كل يوم! فهل تنصحونني بأن أترك عملي، وأنسى هذا الشاب نهائيا، أم أظل أنتظره؟ وما رأيكم في موقف خطيبي هل هو مخادع أم أنه صائب في رأيه؟
آسفة للإطالة عليكم، وجزاكم الله خيراً!

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الكريمة/ شيماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
نسأل الله العظيم أن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وأن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه، وأن يلهمنا رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا.
فشكراً لك على هذا التفاعل والتواصل مع موقعك الشبكة الإسلامية، وزادك الله حرصاً وتوفيقاً.

لا زالت الكرة في ملعب هذا الخاطب، وعليه أن يحسم أمره ويفرغ من مشاكله قبل أن يتقدم للزواج منك، وأنت في حلٍّ وهو أجنبي عنك، ونحن ننصحك بالاجتهاد في نسيان هذا الموضوع برمته، ولا تتردي إذا جاءك خاطب آخر عنده دين وأخلاق، فليس صواباً أن تنتظري المجهول، وتعقدي الآمال على رجلٍ لا يعرف متى تنتهي مشاكله، وإذا وجدتِ عمل في مكان آخر بعيد عن هذا الشاب فخير لك، وإلا فاجعلي العلاقة محدودة جداً معه، حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً، وسوف يجعل الله لك إذا اتقيتهِ فرجاً ومخرجاً، فاحرصي على طاعة الله، وأكثري من اللجوء إليه، فإنه يجيب المضطر إذا دعاه، واعلمي أن كل شيء بقضاء وقدر، وحافظي على نفسك، وابتعدي عن مواطن الرجال بقدر الإمكان، واعلمي أن الفتاة بحشمتها ودينها تُجبر الجميع على احترامها وتقديرها، وهذا الظن بك، ونسأل الله أن يوفقك، ويسدد خطاك.

وأرجو أن تبعدي عن ذهنك هذا الاتهام للوالد بأنه ليس حريصاً عليك، ولم يكن صواباً أن يُشاجر ذلك الرجل الذي بلغ أذاه لابنه ما تعرفين، وليس الشجار ورفع الأصوات دليلٌ على قوة الشخصية، بل هو دليلٌ على مركب النقص والضعف، وأظن أن هذا الوالد يثق فيك، فكوني على مستوى الثقة، والفتاة هي التي تحافظ على نفسها بالدرجة الأولى، وإذا كان هذا الشاب قد فسخ الخطبة، فهو الذي يملك إصلاح الأمور، ولكننا ننصحك بعدم القبول إذا كانت الأمور على هذا الاضطراب، فلن يترككم ذلك الرجل في حالكم، ويظهر أن الخطيب يريد أن يرضي أهله وغير قادر على حسم أموره، وهو ضعيف الشخصية، وعنده تردد في اتخاذ القرار، ولا أظنه مخادعاً.

وأرجو أن لا تتعلقي به ولا بغيره إلا إذا أتم مراسيم الزواج الشرعية، فأنت الآن تعاني من آثار تلك العلاقات السابقة، فالخطوبة مجرد وعد بالزواج، لكنها لا تبيح الخلوة والتوسع في العلاقات، وخيرٌ للمرأة أن تكون عزيزة، وأن تطلب من كل راغب أن يذهب ليطلب يدها من أهلها، واجعلي رضى الله غايتك، وعمّري قلبك بحبه سبحانه، واعلمي أن الإسلام أراد للفتاة أن تكون مطلوبة لا طالبة.

ولا شك أن ما حصل لم يكن لك فيه دور، وإذا زالت الظروف وزالت الموانع فكوني على استعداد للقبول به أو بغيره؛ شريطة أن يكونوا ممن نرتضي دينهم وأخلاقهم.
نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به، وأن يسعدنا جميعاً بطاعته.
والله ولي التوفيق.



أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
ما هي الأمور التي تناقش أثناء الرؤية الشرعية؟ 38779 الخميس 31-01-2019 06:49 صـ