أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أعاني من رجفة في يدي، وضعف بشخصيتي، ما توجيهكم؟

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم

أنا شاب عمري 27 سنة، أعمل بوظيفتي، وعندي أكبر مشكلة بحياتي منذ أن كان عمري 15، رجفة في يدي نتيجة التوتر، وأحيانا إذا حملت أشياء ثقيلة لمدة طويلة.

بسبب هذه الرجفة والخوف من حدوثها ضيعت على نفسي كثيرا من فرص العمل الجيدة، حتى ضيعت كثيرا من لحظات الفرح والرحلات.

ذهبت مرة إلى دكتور عصبية عندما كان عمري 22، وقمت بتحليل الغدة، والنتيجة: أن الرجفة بسبب التوتر، وأعطاني دواء أخذته لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر، وتحسنت، ثم تركت العلاج لظروف.

شخصيتي:
ضعف بالشخصية، أحيانا أكره نفسي، وأتمنى الموت؛ لأني أحس نفسي فاشلا، ولا أعرف فنون الرد على الكلام أو المزاح في بعض الأحيان؛ مما يسبب إحراجا لي، ومع الغرباء لا أحب المبادرة أو المشاركة بالحديث.

يقول بعض الناس عني: غشيم. ولا أتمنى الترقية الوظيفية وأتهرب منها، وأكون اتكاليا بعض الأحيان، ولكن أحيانا أخرى تكون لدي همة ونشاط.

لم أتحمل مسؤولية حقيقية بعد، وأتهرب، وبصراحة: أحب أن يمدحني الناس، وعندي وسواس: إن الناس تتكلم عني، وأني سريع الإنزال وضعيف جنسيا.

نادرا ما أمارس العادة السرية في هذا العمر، ولدي أحيانا ضعف في ثقتي بنفسي، وأقضي معظم أوقاتي في المنزل، ونادرا أن أزور أحدا ولا أحب المناسبات الاجتماعية.

لكن عندي أصدقاء أزورهم ويزوروني ولكن قليلا جدا، وإذا أحد طلب مني شيئا أقبل مباشرة حتى لو لم أحب ذلك.

أهلي ربوني على الأخلاق العالية -والحمد لله- ولكن عندي يقين أنه بسبب تربيتهم أصابتني هذه الحالة، وأبي كان يدفعني أحيانا في صغري لمعاشرة الناس، والخروج من المنزل، ولكن ليس دائما.

لا أتذكر أني تشاجرت مع أحد، وأتلعثم كثيرا، وليس لدي أفكار عندما أتحدث، يعني أتحدث بعفوية.

أصدقائي يعرفون أني شخص قوي جدا في مجال الكمبيوتر والجوالات، ولكن خوفي من رجفة يدي أو الفشل تجعلني أتهرب من المساعدة أو العمل فيها.

غضبت على أهلي كثيرا، ولكن أندم وأعتذر مباشرة، فقلبي طيب مستعد للاعتذار من أي شخص، وأحب الناس، وأساعدهم ماديا حسب استطاعتي، ويرق قلبي على الأطفال.

عندي اعتقاد سائد أنه إذا أصابتني أي مصيبة تكون بسبب خطأ ارتكبته، وربي عاقبني عليه.

عندي أحيانا قليلة وسوسة: أن وضوئي انتقض، ولكن ليس لدي أي وسوسة بالنظافة.

أحيانا قليلة جدا أكون رجلا اجتماعيا، وأبادر بالمزاح.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
وعليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

أخي الكريم: ما ذكرته قد يكون سببه أسلوب التنشئة الاجتماعية الذي تعرضت له منذ الطفولة -كما ذكرت- فلا بد أن تعلم أن الله تبارك وتعالى خلقك في أحسن تقويم، واحمد الله على نعمة العقل فهي أعظم النعم. لذلك لماذا الخوف؟ ولماذا الرهبة من الناس المخلوقين مثلك؟ فكل الناس لها محاسن ولها عيوب، والكمال لله وحده، فتقديرك غير الواقعي للآخرين ولنفسك هو سبب الخوف والتوتر؛ لأن هذا ناتج عن النظرة السلبية لنفسك، والتقييم المتضخم للآخرين.

حاول تعداد صفاتك الإيجابية، ولا تقارن نفسك بمن هم أعلى منك في الأمور الدنيوية، وغيّر المقياس أو المعيار الذي تقيم به الناس، فأفضل المقاييس على الإطلاق هو المقياس المستمد من الكتاب والسنة، فتقوى الله عزّ وجلّ هي المحك الحقيقي لتقييم الشخصيات.

أخي الكريم: إذا زادت ثقتك بنفسك ستكون -إن شاء الله- أكثر جرأة ومبادأة. وإليك بعض الإرشادات ربما تساعدك في التغلب على المشكلة:

1- التزم بفعل الطاعات، وتجنب فعل المنكرات؛ لتقوى العلاقة بينك وبين المولى عزَ وجلَ، فإذا كنت مع القوي فستكون -إن شاء الله- أقوى، ولا تخف من المخلوق.

2- قم بتعديد صفاتك الإيجابية، ولا تحقر ما عندك من قدرات وإمكانيات، وحبذا لو كتبتها وقرأتها يومياً.

3- لا تقارن نفسك بمن هم أعلى منك في أمور الدنيا، بل انظر إلى من هم أقل منك، واحمد الله على نعمه.

4- عدم تضخيم فكرة الخطأ وإعطائها حجماً أكبر من حجمها، فكل ابن آدم خطاء، وجلّ من لا يخطئ، وينبغي أن تتذكر أن كل من أجاد مهارةً معينة أو نبغ في علمٍ معين مرَ بكثيرٍ من الأخطاء، والذي يحجم عن فعل شيءٍ ما بسبب الخوف من الخطأ لا يتعلم ولا يتقن صنعته؛ لذلك نقول لك: إن مهاراتك وقدراتك تنمو عند تولي المهام الجديدة، فهي السبيل لاكتساب الخبرات.

5- لا تضع نفسك في دور المدافع في حالة المواقف الاجتماعية، بل ضعها في دور المهاجم، وفي المحادثات تعلم كيفية إلقاء الأسئلة، ومارسها أكثر، واعلم أن الناس الذين تتحدث معهم لهم عيوب ولهم أخطاء أيضاً.

6- حاول وضع برنامج اجتماعي تقوم فيه بزيارة الأقارب والأصدقاء والزملاء، والمشاركة في مناسباتهم الاجتماعية، ولا تطل الجلوس معهم في البداية، بل اجعلها زيارة خفيفة، وحضر الموضوعات التي تريد الحديث فيها.

7- تدرب على إدارة حلقات نقاش مصغرة مع من تألفهم من الناس.

8- حاول ممارسة تمارين الاسترخاء فستساعدك كثيراً -إن شاء الله- في حالات التوتر والقلق الناتجة عن الوساوس، وتجد تفاصيلها في الاستشارة رقم: (2136015).

9- أحسن الظن دائماَ في الآخرين إلى أن يتبين لك العكس.

10- للمحافظة على العلاقة مع الآخرين ركز على النقاط التالية:

أ‌- المعرفة: أي تقص الحقائق، واجمع أكبر قدر من المعلومات قبل الحكم على الأمور.

ب‌- النظرة الشمولية للمواقف التي تحدث بينك وبين الآخرين.

ج- التماس العذر للطرف الآخر في حالة عدم التزامه بالمطلوب.

د- التحرر من الهوى وتحكيم العقل قبل العاطفة.

وفقك الله تعالى لما يحبه ويرضاه.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...