أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الخلل في الغدة الدرقية قد يؤثر على القدرة الإنجابية للرجل، لذا بصورة عامة يجب التحكم الجيد في مستوى هرمون الغدة الدرقية؛ لتجنب تأثير ذلك على السائل المنوي، ولمعرفة هل هناك تأثير سلبي على السائل المنوي أم لا، فعليك بعمل تحليل سائل منوي، وإرسال النتيجة للاطلاع عليها وتحديد الأمر.

عن التهاب البروستاتا فهو أيضاً يؤثر على السائل المنوي، خاصة من حيث حركة الحيوانات المنوية، ولكنه تأثير مؤقت، وبعلاجه بمضادات حيوية محددة يختفي هذا التأثير بإذن الله.

سرطان البروستاتا لا يؤثر بصورة خاصة، ولكن الحالة الصحية العامة، وكذلك تناول العلاج الكيميائي يؤثر بالطبع على الخصوبة للرجل.

عن الأشياء التي تمنع الإنجاب لدى الرجال فهذا أمر يطول شرحه وبيانه، ولكن أذكر فقط العوامل بصورة سريعة وهي:

- دوالي الخصية.

- الخلل الهرموني.

- الخلل الجيني الوراثي.

- التدخين والتعرض لدرجات حرارة عالية.

- تناول أدوية مثل العلاج الكيميائي.

كثرة الانتصاب لا تسبب مشاكل مثل ما يحدث أثناء النوم بصورة تلقائية، ولكن استمرار الانتصاب عند التعرض المستمر للإثارة الجنسية حتى الوصول لمرحلة القذف، ثم يتم كتم المني فهذا يضر، وقد يسبب احتقانا في البروستاتا.

كثرة مشاهدة الصورة الإباحية يسبب مشاكل نفسية كثيرة، ومنها التعود والإشباع من تلك المناظر؛ مما يؤدي بعد الزواج لعدم الاستمتاع بالجنس مع الزوجة، وهذا يشمل كذلك الأفلام الإباحية، وما تحويه من مشاهد غير منطقية؛ مما يؤدي للوصول لمرحلة من الخيال البعيد عن الواقع، فيقع المحظور بعد الزواج، حيث لا يكون هناك استمتاع مع الزوجة نظراً لأنك قد نزلت لأرض الواقع.

والله الموفق.
_______________
انتهت إجابة الدكتور إبراهيم زهران استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية وأمراض الذكورة.

وتليها إجابة الدكتور أحمد المحمدي المستشار التربوي.
_______________

أهلاً بك في موقعك "إسلام ويب"، وإنَّا سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدِّر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.

وبعد أن استمعت من الدكتور إبراهيم حفظه الله إلى ما يخص استشارتك بقي أن نحدثك في عدة أمور:

أولا: حكم النظر إلى الصور الإباحية: اعلم أخي محمد أن الله إذ تفضل عليك بجوارحك ورزقك إياها من غير حول منك ولا قوة؛ إنما جعل هذا لك على صفة الأمانة، فأنت لم تبذل في سبيلها دينارا ولا درهما، وقد أعطاك إياها وحرمها غيرك، وكل عطاء عليه من جنسه زكاة، فإذا كانت زكاة المال من جنسه مالا، فإن زكاة الجارحة من جنسها كذلك، زكاة البصر استخدامه فيما أحل الله، وصرفه عما حرم الله قال تعالى: (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً).

عليه فإن كل نظر إلى ما يثير الشهوة من الصور، فهو حرام قطعا، وكما أن الإنسان مسؤول عن بطش يده، فهو كذلك مسؤول عن تجاوز عينه، قال تعالى: (يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).

ثانيا: كيف أتخلص من هذه الآفة وتبعاتها.

1- الإقناع الذاتي بأنك قادر بعون الله على التغيير، وما لم يتم الاقتناع الداخلي فإن العلاج سيكون ناقصا غير كامل.

2- زيادة التدين عن طريق الصلاة (الفرائض والنوافل) والأذكار، وصلاة الليل، وكثرة التذلل لله عز وجل، وقد ذكر أهل العلم: أن الشهوة لا تقوى إلا في غياب المحافظة على الصلاة، قال الله تعالى: (فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات) فكل من اتبع الشهوة يعلم قطعا أنه ابتعد عن الصلاة كما ينبغي، وبالعكس كل من اتبع الصلاة وحافظ عليها، وأدّاها كما أمره الله أعانه الله على شهوته.

3- الاجتهاد في الإكثار من الصيام، فقد قال صلى الله عليه وسلم: "يا معشر الشباب: من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء.

4- الابتعاد عن الفراغ عن طريق شغل كل أوقاتك بالعلم، أو المذاكرة، أو ممارسة نوع من أنواع الرياضة، والمهم أن لا تسلم نفسك للفراغ مطلقا، وأن تتجنب البقاء وحدك فترات طويلة.

5-الابتعاد عن كل المثيرات التي تثيرك، واعلم أن المثيرات سواء البصرية عن طريق الأفلام، أو السماعية عن طريق المحادثات، أو أيا من تلك الوسائل؛ لا تطفئ الشهوة بل تزيدها سعارا.

6- ننصحك باختيار الأصدقاء بعناية تامة، فإن المرء قوي بإخوانه ضعيف بنفسه، والذئب يأكل من الغنم القاصية، فاجتهد في التعرف على إخوة صالحين، واجتهد أن تقضي معهم أوقاتا أكثر في الطاعة والعبادة والعمل المجتمعي.

7- تجنب أخي الحبيب أن تجلس وحدك مطلقا، ولا تذهب إلى حاسوبك إلا والباب مفتوح تماما، ولا تخلد إلى النوم إلا وأنت مرهق تماما.

8- كثرة الدعاء أن يصرف الله عنك الشر، وأن يقوي إيمانك، وأن يحفظك ويحفظ أهلك من كل مكروه، والله المستعان.

ثانيا: بالنسبة للفراغ الذي يتحدث عنه أخوك، فهو يختلف باختلاف عمر الشخص، وطبيعة عمله، وعافيته ومرضه، وهل هو طالب أم موظف، متزوج أم أعزب.

ولكن القاسم المشترك في شغل الفراغ هو تحديد الأهداف، وتقسيمها إلى بعيدة ومتوسطة وعاجلة، ووضع جدول زمني يومي، ومناقشة الإنجازات والإخفاقات اليومية، هذا الأمر يستطيع أخوك أن يبدأ به وسيجد فيه خيرا نافعا، مع نصحه بضرورة حسن اختيار أصحابه.

نسأل الله أن يوفقكم لكل خير، والله المستعان.