أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ضعف التركيز له أسباب عضوية مرضية، وله أسباب أخرى غير مرضية، قد تكون نفسية مثلاً، أو أن الإنسان يعيش في نوعٍ من الحياة التي ليس فيها ترتيب خاصة لوقت النوم.

في مثل عمرك تقلُّ جدًّا الأسباب الطبية المرضية – أي الجسدية والعضوية – لكن قطعًا هنالك أساسيات لا بد أن نتأكد منها، وهذا يتم من خلال أن تذهب وتقابل الطبيب - طبيب أمراض الأعصاب مثلاً أو الطبيب النفسي أو حتى الطبيب الباطني – ليقوم بإجراء فحوصات معينة.

هذه الفحوصات تشمل: وظائف الغدة الدرقية، مستوى فيتامين (ب12)، وفيتامين (د)، وكذلك معرفة مستوى الدم، السكر، وظائف الكبد، الكلى، وهذه الفحوصات العامة مهمة وتعتبر قاعدة طبيَّة أساسية، فأرجو أن تقوم بذلك.

إذا كانت مقابلتك لطبيب الأعصاب أو الطبيب النفسي على وجه الخصوص سوف يُجري لك اختبارات الذاكرة، هنالك عُدة اختبارات للذاكرة، تشمل استبصار الإنسان بما حوله، القدرة على استقبال المعلومات وتسجيلها، الذاكرة قصيرة المدى، الذاكرة بعيدة المدى، ترتيب الجُمل، وهكذا، هنالك عدة فحوصات واختبارات يقوم الأطباء بإجرائها.

أيهَا الفاضل الكريم: إذًا مقابلة الطبيب أساسية بالنسبة لك، واعتقادي هو أن هذا الأمر ربما يكون ناتجًا فقط من إجهاد نفسي، أو قلق نفسي من النوع البسيط، لكنه يُسبب لك شاغلاً، مما يجعل أفكارك مشوشة ومتداخلة، وغير منتظمة، مما يفقدك القدرة على التركيز على موضوع معين.

هنالك أسس عامة لتحسين التركيز تتمثل في الآتي:

- النوم الليلي المبكر: هذا مهم جدًّا، يُحسِّنُ التركيز كثيرًا، لأن خلايا الدماغ تجد فرصة لإعادة التكوين والترميم وزيادة الحيوية في أثناء النوم، وحتى هناك مواد كيميائية يُفرزها الدماغ لا تُفرز إلا في أثناء النوم الليلي، والاهتمام بالتغذية، بأن يكون الغذاء متوازنًا.

- ممارسة الرياضة: الرياضة مفيدة، الرياضة مهمة، الرياضة تبعث وتُجدد الطاقات عند الإنسان، والصلاة في وقتها وتلاوة القرآن: القرآن يُعرف عنه أنه يُحسِّنُ التركيز، وهذا أمر مؤكد.

- تنظيم الوقت: أن تعطي كل شيء حقه وتنظّمه، هذا مهم وضروري.
- القراءة: القراءة تحسِّن التركيز، ويمكن أن تقوم بمحاولة الحفظ أيضًا، هذا جيد، حفظ شيء من القرآن، حفظ شيء من الأشعار الجيدة، هذا يعطيك فرصة كبيرة لتحسين تركيزك.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.