أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أهملني زوجي عندما تزوج بالزوجة الثانية.

مدة قراءة السؤال : 4 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لكم مني جزيل الشكر على حسن تعاونكم معي ورحابة صدوركم، وحسن استماعكم لمشاكلي، فلقد كنتم لي خير عون بعد -الله تعالى- فشكراً لكم.

وبعد الأخذ بنصائحكم -والحمد لله- ارتحت قليلاً من الناحية النفسية، إلا أن الوضع لم يتغير بل على العكس ازداد الوضع سوءًا، فتلك الزوجة الثانية والتي شجعتُ زوجي عليها وفتحتُ لها بيتي فأصبح شقتين لم تكتفِ بأخذ زوجي مني، بل أصبحت تطمع في أكثر من ذلك، وزوجي للأسف يُعينها على ذلك، فأصبحا يطمعان حتى في نهاري.

أصبح زوجي يبحث لي عن الأعذار في نهاري، مرة ألا تريدين أن تذهبي لأهلك، ومرة للذهاب للجامع لحفظ القرآن، ومرة لزيارة جدتي، ومرة ومرة ..، وكثرت المرات! مما دب الشك في نفسي، وعندما أعود أجد أشياء متغيرة من مكانها وأشياء لم أتركها هكذا، وأشياء أفتقدها من شقتي إلى أن سيطر عليَّ الشك.

فبررت لنفسي أن لي الحق في ذلك من باب أني لا أثق به ولا بها، فوضعت أداة لتسجيل الصوت وما يحدث في شقتي أثناء غيابي.

فيا إلهي من هول ما اكتشفت، ويا إلهي ما وقع بي من هم وغم وحزن عميق من حقيقة زوجي الذي وثقت به على مدى سبع سنوات، وتارة من مصيبة إحساسي بالذنب مما أفعله، فهل صحيح ما فعلته؟ هل يدخل ما أفعله في التجسس المنهي عنه؟ لكنهم تعدوا على حقوقي، ومملكتي، وخصوصياتي.

وجدته يبحث لي عن عذرٍ في نهاري لكي يختلي بها، ويجامعها في نهاري، في حين أنه لم يجامعني منذ قرابة الثلاثة أشهر، وأنه يكذب عليَّ في أشياء كثيرة، وعندما أشك بأنه يكذب يحلف لي بالله ويقول: - وإذا أردتِ أن أحلف على المصحف أحلف لكِ، وأنا أعلم أنه يكذب!

يا إلهي من هذا؟! أهذا زوجي الذي أحببته وأحببت فيه الصدق والأمانة، ووثقت فيه وسلمت حياتي كلها له، ما الذي حدث؟! أكنت مخدوعة فيه وفي التزامه الديني، أم أن هذه المرأة قلبت زوجي رأساً على عقب؟! وتلك المرأة التي تتظاهر أمامي بثوب البراءة، وأنها تحبني وتعتبرني كأختها، وأنها لا تبني سعادتها على تعاسة غيرها!

كيف وهل الأخت تغدر بأختها في ظهرها؟ كيف وقد رضيتِ أن يقربك في نهاري، كيف وأنتِ تدخلين لشقتي في غيابي وفي حضرته وتعبثين بأغراضي، وأنه يستهزأ بي ويخبرها ما أشكو له من بعده عني، وعدم قربه لي وغيرها من الأمور، يا إلهي أوصل الأمر إلى هذا الحد.

تصدقون لا أستطيع أن أكتب أكثر من ذلك؛ لمرارة ما سمعت وحقيقة ما اكتشفت، هل هذا عقاب من الله لممارستي تلك العادة اللعينة في السابق؟ لكني والله قد تُبت وعندما أعود لها أتألم من العذاب والشعور بتأنيب الضمير، والمشكلة أبرر فعلتي بالحديث (من أستطاع منكم الباءة فليتزوج) لكني متزوجة وزوجي لا يقربني، أم إنه ابتلاء.

كلما أعزم أن أصبر وأحتسب، وأبدأ حياة جديدة بعيدة عن العادة السرية، والتجسس وأهتم بتربية بناتي، وأنسى زوجي وزوجته، لكنه يأتي ويُفسد علي الأمر بحركاته معها واهتمامه بها، وإهماله لي والكذب علي، وتأكدت من أنه شخص كاذب بتلك التسجيلات، أتعلمون أني في حالة لا يعلم بها إلا الله، كل ليلة أجهش بالبكاء، أشعر بالضياع أني تائهة، ما هو الحل؟ هل هو الطلاق؟

هل هو ابتلاء وأصبر عليه، أم ماذا؟ أشعر بالوحدة القاتلة، فلا يوجد أحد أخُبره أو أشكو له، أرجوكم دلوني على الخلاص ساعدوني فأنا في مركب يكاد يغرق، وأخشى أن يكون بئس المصير!

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أم علي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك مرة أخرى في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله العلي الأعلى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يفرج كربتك، وأن يقضي حاجتك، وأن يجعل لك من لدنه وليًّا ونصيرًا، إنه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك فحقيقة أنت فتحت على نفسك باب شرٍّ عظيم، فأنا أعلم أن الحياة الزوجية بينكما غير مستقرة –كما ورد في رسائلك السابقة– وأعلم أن الرجل قد مال ميلاً شديدًا إلى زوجته الجديدة على حسابك، رغم أنه يُخبرك بأنه لا يمكن أن يفرط فيك، وأنه لو بحث في الدنيا كلها لن يجد مثلك، ومن هذا الكلام المخدر، الذي أحيانًا قد يكون له أثر، وأحيانًا ينظر الإنسان إليه على أنه نوع من الكذب.

لذا أقول لك -أختِي الكريمة-: أنت فتحت على نفسك باب شرٍ بعملية التسجيل؛ لأنه قد زاد الأمر الذي كان مجرد شك لديك فأصبح يقينًا، وبالتالي فإن رغبتك في التماسك والإصرار على بقاء الحياة أصبحت أو ستُصبح أقل، لأنك طُعنت طعنة نجلاء قاتلة في قلبك، لعلك كنت تتصورين بعض الأمور من باب التقريب أو من باب التخمين، أما الآن فلقد أصبح الغيب شهادة، وأصبح الظن حقيقة، وهذا أمر مما لا شك فيه سيؤلمك جدًّا في المستقبل.

لذا أقول لك: عليك بالتوقف عن هذا التسجيل؛ لأنه حقيقة سيؤذيك أذىً شديدًا ولن يحل المشكلة، فزوجك أصبح زاهدًا فيك إلى حدٍّ بعيد، إلا أنه حريص -لأنه رجل عاقل- على بقائك تحته بما لديك من صفات طيبة وأخلاق عالية وديانة، وهو يثق بأن خوفك من الله -تبارك وتعالى- سيحول بينك وبين الحرام، وأنه لن يجد مثلك فعلاً في نقائها وصفائها وأخلاقها.

فأنا أرى -بارك الله فيك- أن تتوجهي إلى الله -تبارك وتعالى- أكثر وأكثر، وأن تُلحي عليه في الدعاء، اجتهدي في الدعاء، واجتهدي في الصلاة على النبي -عليه الصلاة والسلام- بنية أن يرزق الله زوجك الإنصاف والعدل؛ لأني لا أجد حلًّا أعظم من هذا، الصبر الجميل، والاجتهاد في الدعاء، والإلحاح على الله -تبارك وتعالى-، والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- بنية أن الله -تبارك وتعالى- يُعيد إلى زوجك رُشده وصوابه.

قضية الجماع هي قضية نفسية قبل أن تكون شيئًا آخر، فإن الإنسان فعلاً قد يشتهي زوجة من زوجاته أكثر من غيرها، والعلماء نصوا على أن المطلوب في الحياة الزوجية إنما العدل في المبيت؛ لأن قضية الجماع قضية نفسية، فقد تكون المرأة أجمل أهل الأرض ولكن زوجها لا يُطيق أن يُجامعها، ويعطيها حقها لظرفٍ أو لآخر، لكن الحق الشرعي العام فيما يتعلق بالمبيت والليل والنهار وغير ذلك الأصل في القسمة هو المبيت في الليل، والنهار هو تابع له، كما ورد في سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- .

لذا أنا أنصح -بارك الله فيك- بما أشرت عليك سابقًا، وهو الصبر الجميل، والدعاء، والإلحاح على الله -تبارك وتعالى- بأن يجعل الله لك مخرجًا، وأن يرزق زوجك العدل والإنصاف، كذلك الإكثار من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- بهذه النية، ولا تقصري في هذه العبادات التي تقومين بها، فقط اجتهدي في الدعاء أكثر وأكثر، وتوقفي تمامًا عن عملية التسجيل، لأنها لن تزيدك إلا ألمًا ومشقة، وأنت في غنىً عن هذا، وأسأل الله أن يرد إليك زوجك عاجلاً غير آجل، وأن يعينه على العدل والإنصاف بينكم، وأن يعينك أيضًا على مقاومة وساوس الشيطان، وأن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، إنه جواد كريم.

هذا وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
زوجتي الحالية ترفض إرجاعي لزوجتي السابقة، وأخشى من أن أدمر أسرتي! 3419 الأحد 24-03-2019 06:14 صـ
أرغب في زوجة ثانية ولكن زوجتي لا تقبل، فما العمل؟ 7466 الثلاثاء 12-03-2019 05:54 صـ